العواصم من القواصم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القرآن الكريم - السنة المطهرة - السيرة النبوية - الفرق و المذاهب - مناقشة القضايا المعاصرة


    - الملأ الأعلى هم مترفو مكة طبعًا !

    starspole
    starspole
    المشرف العام للمنتدى
    المشرف العام للمنتدى


    المساهمات : 358
    تاريخ التسجيل : 11/11/2007

    - الملأ الأعلى هم مترفو مكة طبعًا ! Empty - الملأ الأعلى هم مترفو مكة طبعًا !

    مُساهمة من طرف starspole الجمعة يناير 04, 2008 12:38 pm

    - الملأ الأعلى هم مترفو مكة طبعًا !

    هذه من أطرف طرائف القس في كسله !

    والقصة أن القرآن أطلق على معارضي دعوات الرسل اسم «الملأ»، وهم السادات والكبراء، وهم مترفون بلا شك. والقس - لشدة جهله بالقرآن - لا يعلم أن به قصص الأولين والآخرين، فحسب ألا «ملأ» إلا ملأ قريش المعارضين لمحمد صلى الله عليه وسلم.

    ثم وجد القس في (المعجم المفهرس) مصطلح «الملأ الأعلى»، فلم يحاول الرجوع للمصحف لفهم معناه، وظن بجهله أنه مصطلح لملأ قريش، ذلك الملأ الذي لا يعلم القس ملأً غيره.

    فصار القس بوهميه السابقين يسقط كل آية بها «ملأ» أو «ملأ أعلى» على مترفي مكة لا غير.

    فتأمل كسله وجهله، ومن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور.

    ولو رجع القس إلى المصحف لعلم أن «الملأ الأعلى» في القرآن - ولم ترد إلا مرتين - لا يراد بها إلا ملائكة السماء، قال تعالى: {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (Cool [الصافات/6-8]، وقل عز شأنه: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68) مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (70) إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ (71)} [ص/67-71].

    قال القس عن نبينا عليه الصلاة والسلام: كما لا يخفى هجومه العنيف على مترفى مكة وأثريائها و«الملأ الأعلى» من قبيلة قريش، ومنهم بعض أعمامه كأبى لهب «وامرأته حمالة الحطب». اهـ.

    وقال في موضع آخر: واستضافه النجاشى ملك الحبشة بعدما قاومه "الملأ الأعلى". اهـ.

    فتأمل كيف يضع القس مصطلح (الملأ الأعلى) بين قوسين لتمييزه، ليوهم قارئه السطحي المقلد أنه قد خبر القرآن وقنص مصطلحاته عارفًا بمعانيها، وجهله في ذلك كما علمت.

    ><><><><><><><><><><><><


    قال القس في موضع آخر: جميع الذين اتبعوه واستجابوا لرسالته هم من فقراء مكة ومن طبقة «الأرذلين» «المستضعفين» (الشعراء/111)، ومن «الأذلة» (... المائدة/54 ، النمل/34) والصعاليك، فى حين أن طبقة الأثرياء «المترفين» (سبأ/34)، المسمين بـ «الملأ» (البقرة/246 ، الأعراف/90 ، هود/27) الأعلى وبـ «الأعزة» (المائدة/54 ، النمل/34 ، المنافقون/Cool اضطهدوه وشنوا عليه حربًا بل اتهموه وسخروا منه واحتقروا كلامه وأعرضوا عن تعاليمه بحجة أن الذين دخلوا فى دعوته هم «أذلة» معدومون وفقراء ضعفاء. قالوا له: «أنؤمن بك واتبعك الأرذلون ؟» (الشعراء/111)، أو «وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا» (هود/27). اهـ.

    أ - قال القس: جميع الذين اتبعوه واستجابوا لرسالته هم من فقراء مكة ومن طبقة «الأرذلين» «المستضعفين» (الشعراء/111). اهـ.

    لو رجع إلى المصحف لعلم أن الآية الكريمة لا تتحدث عن مكة ولا فقرائها: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106) ... قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111)} [الشعراء/105-111].

    ب - قال القس: جميع الذين اتبعوه واستجابوا لرسالته هم من فقراء مكة ... ومن «الأذلة» (... المائدة/54، النمل/34). اهـ.

    لو رجع إلى آية المائدة في المصحف الشريف لعلم أن «أذلة» الواردة فيها لا تعني (الفقراء) كما وهم بجهله، ولكنها تعني (الرحماء). ثم لعلم أنها لا تتحدث عن الذين اتبعوا النبي عليه الصلاة والسلام، بل هي تخاطب المسلمين جميعًا وتصف الذين يحبهم الله ويحبونه، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة/54]. وفي (التفسير الميسر): «رحماء بالمؤمنين أشدَّاء على الكافرين».

    ولو رجع إلى آية النمل لعلم أنها لا تصف الذين اتبعوا النبي عليه الصلاة والسلام، بل لا تتحدث عن فقراء مكة أصلاً، وإنما عن قصة ملكة سبأ مع سليمان عليه السلام التي جرت قبل أن يولد فقراء مكة بقرون عديدة: {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) ... قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34) [النمل/29-34].

    جـ - قال القس: جميع الذين اتبعوه واستجابوا لرسالته هم من فقراء مكة ... فى حين أن طبقة الأثرياء «المترفين» (سبأ/34)، المسمين بـ «الملأ» (البقرة/246 ، الأعراف/90 ، هود/27) الأعلى وبـ «الأعزة» (المائدة/54 ، النمل/34 ، المنافقون/Cool اضطهدوه. اهـ.

    أما «المترفون» فآية سبأ فلا تتحدث عن مترفي مكة خاصة، بل عن معارضي الرسل عامة: {وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ} [سبأ/34].

    وأما «الملأ» الأعلى الذي عزاه إلى (البقرة/246 ، الأعراف/90 ، هود/27) ..

    فآية البقرة لا تسمي معارضي النبي عليه الصلاة والسلام بالملأ، ولا تتحدث عن عصره أصلاً: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} [البقرة/246].

    وكذلك آية الأعراف: {وَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لَئِنِ اتَّبَعْتُمْ شُعَيْبًا إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ} [الأعراف/90].

    وكذلك آية هود: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25) ... فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا} [هود/25-27].

    وواضح أن الآيات الثلاث لا تذكر (الأعلى) كوصف للملأ أبدًا، وإلحاق القس للوصف من هوساته لا أكثر.

    وأما «الأعزة» الذي عزاه إلى (المائدة/54 ، النمل/34 ، المنافقون/Cool ..

    فآية المائدة - ومرت بك - لا تصف مضطهدي دعوة النبي عليه الصلاة والسلام بالأعزة على سبيل الذم، بل تصف بذلك قوم يحبهم الله ويحبونه على سبيل المدح،

    والأعزة هنا لا تعني المترفين كما وهم القس بجهله، ولكنها تعني الأشداء المعتزين بإيمانهم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [المائدة/54].

    وكذلك آية النمل - ومرت بك أيضًا - لا تصف مضطهدي دعوة النبي عليه الصلاة والسلام بالأعزة، لأنها لا تتحدث عن عصره أصلاً، بل عن قصة ملكة سبأ مع سليمان عليه السلام: {قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ (29) إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (30) ... قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (34) [النمل/29-34].

    وكذلك آية المنافقون لا تصف مضطهدي دعوة النبي عليه الصلاة والسلام بالأعزة، بل لا تتحدث عن الفترة المكية أصلاً، وإنما الوصف وارد على لسان المنافقين يمدحون أنفسهم به، ولا علاقة له بمعنى الترف هنا: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ (1) ... يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ (Cool} [المنافقون/1-8].

    كل هذه جهالات فاحشة من القس أوقعه فيها كسله وسفالة همته عن مراجعة المصحف الشريف.

    د - قال القس: فى حين أن طبقة الأثرياء «المترفين» ... المسمين بـ «الملأ» ... الأعلى وبـ «الأعزة» ... اضطهدوه ... قالوا له: «أنؤمن بك واتبعك الأرذلون ؟» (الشعراء/111)، أو «وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا» (هود/27). اهـ.

    لو رجع إلى المصحف لعلم أن آية الشعراء - ومرت بك - لا تذكر قول أهل مكة، بل لا تتحدث عن عصر النبوة أصلاً: {كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ (105) إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ (106) ... قَالُوا أَنُؤْمِنُ لَكَ وَاتَّبَعَكَ الْأَرْذَلُونَ (111)} [الشعراء/105-111].

    وكذلك آية هود - ومرت بك - لا تذكر قول أهل مكة لنبينا عليه الصلاة والسلام، ولا تتحدث عن ذلك العصر أصلاً: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (25) ... فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ} [هود/25-27].

    ><><><><><><><><><><><><


    ومن طريف هذا المقام، أن بعضهم تعقب القس في كتابه، فرد عليه القس في كتاب آخر (المسيحية في ميزان المسلمين)، وكان من كلام القس له موبخًا ومقرعًا: "لكأن صاحبنا نسي أن النبي لم يقم في بدء رسالته إلا بثورة عارمة على الملأ الأعلى ...". فتفهم من ذلك أن القس ما زال مصرًا على أن الملأ الأعلى هم مترفو قريش لا غيرهم.

    فكم بالحري يحق لـ (إسكندر شديد) أن يقول: «أبونا قزي مصنع للفرح المتواصل» !

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 1:35 pm