العواصم من القواصم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القرآن الكريم - السنة المطهرة - السيرة النبوية - الفرق و المذاهب - مناقشة القضايا المعاصرة


    النصوص التوراتية الحالية

    starspole
    starspole
    المشرف العام للمنتدى
    المشرف العام للمنتدى


    المساهمات : 358
    تاريخ التسجيل : 11/11/2007

    النصوص التوراتية الحالية Empty النصوص التوراتية الحالية

    مُساهمة من طرف starspole الأحد يناير 06, 2008 1:56 pm


    بسم الله الرحمن الرحيم
    هل العهد القديم كلمة الله ؟
    النصوص التوراتية الحالية
    <BLOCKQUOTE>

    وصل إلى أيدينا ثلاث نصوص مختلفة للتوراة، ولا نقصد هنا أن هناك ثلاث ترجمات، بل نعني أنه توجد نصوص يستقل بعضها عن بعض.
    وهذه النصوص هي: الترجمة اليونانية (السبعينية) المعترف بها عند الكاثوليك والأرثوذكس، والعبرانية المعتبرة عند اليهود والبرتستانت، والسامرية المعتبرة عند طائفة السامريين من اليهود فقط.
    وهذه النصوص متشابهة في عمودها الفقري، لكنها مختلفة ومتناقضة في بعض التفاصيل الدقيقة، كما ثمة فرقان كبيران يجدر أن ننبه لهما، أولهما: أن الترجمة اليونانية تزيد أسفار الأبوكريفا السبعة عن العبرية، وثانيهما: أنهما تزيدان معاً عن التوراة السامرية، والتي لا تعترف إلا بالأسفار الخمسة.

    صور من الاختلاف بين النصوص التوراتية
    وقد تحدث النقاد عن صور الاختلاف بين هذه النصوص، وطبقاً للموسوعة البريطانية فإن النص السامري يختلف عن النص اليوناني ( في الأسفار الخمسة ) بما يزيد على أربعة آلاف اختلاف، ويختلف عن النص العبري القياسي بما يربو على ستة آلاف اختلاف.
    ونذكر بعض هذه الاختلافات للتمثيل:
    مما زادت به التوراة اليونانية الكاثوليكية على العبرية البروتسنتية ما جاء في سفر الخروج حين الحديث عن أبناء موسى من زوجته صفورة المديانية، حيث ذكر النصان ولادة جرشوم ابن موسى، ثم انفرد النص اليوناني الكاثوليكي، فقال: "وولدت أيضاً غلاماً ثانياً ، ودعا اسمه العازر ،
    فقال : من أجل أن إله أبي أعانني وخلصني من يد فرعون" ( الخروج 2/22 ) وهذه الفقرة غير موجودة في التوراة العبرانية التي يؤمن بها اليهود والبرتستانت.
    وينتهي سفر أستير في توراة اليهود والبرتستانت العبرانية في الإصحاح (10/3)، لكنه يستمر تسع صفحات في التوراة الكاثوليكية اليونانية، وينتهي في الإصحاح (16/24).
    وكذا ينتهي سفر دانيال في التوراة العبرانية عند نهاية الإصحاح الثاني عشر، فيما يمتد السفر في التوراة الكاثوليكية اليونانية ليشمل إصحاحين آخرين لم يسجلهما النص العبري،
    الذي أهمل أيضاً صلاة عزريا والتي تربو على ثلاث صفحات، ومحلها الإصحاح الثالث من السفر، فيما بين الفقرتين 23 و24 من الإصحاح العبراني.
    ومن الاختلافات بين توراة الكاثوليك والبرتستانت ما جاء في سياق طلب موسى من الله أن يردف معه أخاه هارون نبياً، فيجعل النص العبراني كلام موسى مجافياً للأدب، فقد قال موسى للرب: "استمع أيها السيد، أرسل بيد من ترسل ، فحمي غضب الرب على موسى " ( الخروج 4/14 - 15 )،
    لكن النص الكاثوليكي يقدم صورة محسنة لخطاب موسى للرب، فيقول: " رحماك يا رب، ابعث من أنت باعثه "، لكن الأدب الجم الذي ذكروه لم يمنع من حلول السخط على موسى، إذ يكمل فيقول: "فاتقد غضب الرب على موسى".
    ومنها ما جاء في النصين عن قصة أهل بيتمش لما رأوا تابوت الرب فعاقبهم بقتل ما يربو على خمسين ألف منها، كما يذكر ذلك النص العبراني،
    حين يقول: " ضرب أهل بيتمش لأنهم نظروا إلى تابوت الرب، وضرب من الشعب خمسين ألف رجل وسبعين رجلاً، فناح الشعب، لأن الرب ضرب الشعب ضربة عظيمة " ( صموئيل (1) 6/19 ).
    لكن هذا الرقم الكبير للقتلى أقض مضاجع كتاب النص اليوناني، فأنقصوه من خمسين ألف إلى سبعين شخصاً فقط، حيث يقول نص الكاثوليك " وضرب الرب أهل بيت شمس، لأنهم نظروا إلى تابوت الرب، وقتل من الشعب سبعين رجلاً، وكانوا خمسين ألف رجل، فناح الشعب لأن الرب ضرب هذا الشعب هذه الضربة العظيمة..... " (الملوك (1) 6/19).(1)
    مما زادت به التوراة السامرية، وهو غير موجود في العبرية واليونانية " كانت كل أيام سام ستمائة سنة ومات " (التكوين 11/11 ).
    وأيضاً جاء في العبرانية " وقال قابيل لهابيل أخيه، ولما صارا في الحقل قام قابيل " (التكوين 4/8 ) ولم يذكر فيه مقال قابيل، وقد جاء النقص تاماً في التوراة السامرية واليونانية الكاثوليكية، وفيه " قال: نخرج إلى الحقل ".
    ومما زادت به العبرانية عن السامرية الآيات العشر الأول في الإصحاح الثلاثين من سفر الخروج، وقد بدأ الإصحاح الثلاثون في السامرية بالفقرة 11 .
    ومن زيادات السامرية على العبرانية واليونانية ما وقع بين الفقرتين 10 - 11 من ( العدد 10) وفيه: "قال الرب مخاطباً موسى : إنكم جلستم في هذا الجبل كثيراً، فارجعوا، وهلموا إلى جبل الأمورانيين وما يليه إلى العرباء، وإلى أماكن الطور والأسفل قبالة التيمن، وإلى شط البحر أرض الكنعانيين ولبنان، وإلى النهر الأكبر نهر الفرات، هوذا أعطيتكم فادخلوا، ورثوا الأرض التي حلف الرب لآبائكم إبراهيم وإسحاق ويعقوب أنه سيعطيكم إياها، ولخلفكم من بعدكم" (العدد 10/10)، فهذا النص لا أثر له في التوراة العبرانية واليونانية.
    ومثله ما وقع في ( الخروج 11 ) بين الفقرتين 3 - 4، ولا توجد في العبرانية ولا اليونانية، وفيه: "وقال موسى لفرعون : الرب يقول : إسرائيل ابني، بل بكري، فقلت لك : أطلق ابني ليعبدني، وأنت أبيت أن تطلقه، ها أنا سأقتل ابنك بكرك “ ( الخروج 11/7 ).
    وفي العبرانية واليونانية مثله في ( 9/1 - 3 ).
    ومنه الخلاف المشهور بين السامريين والعبرانيين في الجبل المقدس الذي أمر الله ببناء الهيكل فيه، فالعبرانيون يقولون : جبل عيبال، لقوله :" تقيمون هذه الحجارة التي أنا أوصيكم بها اليوم في جبل عيبال " ( التثنية 27/4 )، وفي السامرية أن الجبل جرزيم، ففيها: "تقيمون الحجارة هذه التي أنا موصيكم اليوم في جبل جرزيم".
    وعند دراسة أعمار الآباء في الإصحاح الخامس من سفر التكوين حسب العبرانية يفهم منه أن طوفان نوح حصل بعد 1656 سنة من خلق آدم، فيما تجعله اليونانية سنة 2262، والسامرية 1307. فكيف يجمع بين النصوص الثلاثة ؟
    ثم حسب النص العبراني فإن ميلاد المسيح سنة 4004 من خلق آدم، وهو في اليونانية سنة 5872، وفي السامرية 4700. وقد جرى في هذه المواضع المتعلقة بأعمار الآباء الأوائل التوفيق بين النص اليوناني والعبراني في الطبعات الحديثة من التوراة اليونانية.
    ومثله الخلاف في مقدار الزمن بين الطوفان وولادة إبراهيم، فإنه في العبرانية 292 سنة، وهو في اليونانية 1072 سنة، وفي السامرية 932 سنة.... وغير ذلك من الصور.
    ولنا أن نقول: أي هذه النصوص المختلفة كلمة الله، وما الدليل الذي يقدم توراة العبرانيين (البروتستانت واليهود) على توراة السامريين أو على توراة الأرثوذكس والكاثوليك اليونانية. {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} (البقرة:111).
    وأخيراً نتساءل هل يمكن أن نستعيد النص الأصلي للتوراة من خلال الجمع بين هذه النصوص المختلفة، وتجيبنا مقدمة الرهبانية اليسوعية في مدخلها للكتاب المقدس " أي صيغة من النص تختار ؟
    أو بعبارة أخرى ، كيف الوصول إلى نص عبري يكون أقرب نص ممكن إلى الأصل ؟ لابد إذاً من الرجوع إلى مختلف نصوص الكتاب المقدس ، النص المسوري ، ومختلف نصوص مغارات قمران ، والتوراة السامرية ، والترجمات اليونانية السبعينية ،
    وغير السبعينية ، وترجمات الترجوم الآرامية ، والترجمات السريانية ، والترجمات اللاتينية القديمة و ...... الخ، مع دراسة آداب الشرق الأدنى القديمة ، وبهذه المقارنات كلها نستطيع أن نستعيد النموذج الأصلي الكامن في أساس جميع الشهود، والذي يرقى عادة إلى حوالي القرن الرابع قبل المسيح "، إن غاية ما يمكن أن نصل إليه نص يعود للقرن الرابع قبل الميلاد أي كتب بعد موسى بألف سنة، أما استعادة النص الذي كتبه موسى عليه السلام فدونه خرط القتاد.
    ------------------
    (1) يسمى سفر صموئيل في التوراة الكاثوليكية سفر الملوك .
    </BLOCKQUOTE>

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 4:10 pm