العواصم من القواصم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القرآن الكريم - السنة المطهرة - السيرة النبوية - الفرق و المذاهب - مناقشة القضايا المعاصرة


    نقد متن التوراة

    starspole
    starspole
    المشرف العام للمنتدى
    المشرف العام للمنتدى


    المساهمات : 358
    تاريخ التسجيل : 11/11/2007

    نقد متن التوراة Empty نقد متن التوراة

    مُساهمة من طرف starspole الأحد يناير 06, 2008 2:33 pm

    بسم الله الرحمن الرحيم
    هل العهد القديم كلمة الله ؟
    نقد متن التوراة
    <BLOCKQUOTE>



    يقول بولس " كل الكتاب هو موحى به من الله، ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر " ( تيموثاوس (2) 3/16 )، وهو كلام جيد ومقياس لا باس فيه للحكم على الكتاب المقدس.
    ولنبدأ بتطبيق المقياس على نظرة التوراة إلى الله ثم إلى أنبيائه ثم إلى الأخلاق، ونرى إن كانت الأسفار صالحة للتأديب والتهذيب والتعليم.
    من الطبيعي عندما نتحدث عن كتاب ينسب لله عز وجل أن نجد مملوء بالحديث عن الله وصفاته وأنبيائه ودينه وصور عبادته، وعن الجنة والنار دار جزائه..
    لكن التوراة هي بحق كتاب تاريخ لبني إسرائيل ويفتقد الحديث عن الله إلا فيما يتعلق بالناحية التاريخية، فماذا تقول التوراة عن الله وأنبيائه واليوم الآخر....

    الله وصفاته في التوراة
    تتحدث الأسفار التوراتية في أماكن متفرقة عن الله العظيم بما يليق بجلالة وعظمته ومن ذلك قولها: " اسمع يا إسرائيل : الرب إلهنا رب واحد، فتحب الرب إلهك من كل قلبك " (التثنية 6/4 - 5 )، وأيضاً الرب لا يرى " حقا أنت إله محتجب، يا إله إسرائيل " ( أشعيا 45/15)، وقال الله لموسى: " لا تقدر أن ترى وجهي لأن الإنسان لا يراني ويعيش " ( الخروج 33/19 - 20 ).
    والله عز وجل ليس كمثله شيء وفي ذلك يقول موسى: " ليس مثل الله " ( التثنية 34/36 ) ويقول سليمان: " أيها الرب إله إسرائيل، لا إله مثلك في السماء والأرض " ( الأيام (2) 6/14).
    وهو حي جل وعلا إلى الأبد " وأقول حي أنا إلى الأبد " ( التثنية 32/40 ) إلى غير ذلك من الصفات الكاملة الحسنة التي تذكرها التوراة لله العظيم، ومما لا ريب أن في هذه الفقرات أثارة الأنبياء، وبقايا وحي السماء.
    لكن التوراة في مواضع لا تعد لكثرتها تتحدث عن الله فتجعله كائناً بشرياً، وتصفه بصفات البشر، وتسمه بنقصهم بل وأخطائهم وضلالهم تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً، فهل هو إله أم إنسان؟
    إله أم إنسان؟
    يتحدث سفر التكوين أن الله خلق الإنسان على صورته وشبهه " وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا " ( التكوين 1/26 )، وفي أكبر كنائس الكاثوليك في روما ( كنيسة " سانت بيتر") رسم الرسام مايكل أنجلو صورة لله تشبه البشر.
    وتتحدث النصوص عن صور التشابه كما رسمها كتبة العهد القديم، ومن ذلك ما جاء في رؤيا دانيال أن له رأس شعره أبيض " شعر رأسه كالصوف النقي، وعرشه لهيب نار " ( دانيال 7/9 ).
    وله عينان وأجفان " عيناه تنظران، أجفانه تمتحن بني آدم " ( مزمورا 11/4 ).
    وله شفتان " شفتاه ممتلئتان سخطاً، ولسانه كنار آكلة، ونفخته كنهر غامر يبلغ إلى الرقبة " (أشعيا 30/27 - 28 ).
    وله أحشاء " أحشائي أحشائي، توجعني جدران قلبي، يئن في قلبي، لا أستطيع السكوت " (إرميا 4/19 ).
    وله رجلان ترى " نزل وضباب تحت رجليه " ( مزمورا 18/9 )، و" لما صعد موسى وهارون وناراب وأبيهو وسبعون من شيوخ إسرائيل رأوا إله إسرائيل، وتحت رجليه حلية من العقيق الأزرق الشفاف، كالسماء في النقاء، ولكنه لم يمد يده إلى أشراف إسرائيل " ( الخروج 24/9 - 11 ).
    وأيضاً له فم وأنف يخرج منهما دخان ونار" صعد دخان من أنفه، ونار من فمه " ( المزمور 18/9 ).
    وألوهيته وعظمته لا تمنع من ركوبه الملائكة في تنقلاته، كما لا تمنع أن يكون له أذنان "وإلى إلهي صرخت، فسمع من هيكله صوتي، وصراخي دخل أذنيه، فارتجت الأرض وارتعدت، أسس السماوات ارتعدت وارتجت، لأنه غضب، صعد دخان من أنفه، ونار من فمه أكلت، جمر اشتعلت منه، طأطأ السماوات ونزل، وضباب تحت رجليه، ركب على كروب، وطار، ورئي على أجنحة الريح... " ( صموئيل (2) 22/7 - 11 )، والكروب كما في قاموس الكتاب المقدس هم الملائكة.
    وقد تكرر ركوبه على الكروبيم حتى ناجاه نبيه بهذا الفعل: "صلى حزقيا أمام الرب، وقال: أيها الرب إله إسرائيل، الجالس فوق الكروبيم، أنت هو الإله وحدك لكل ممالك الأرض، أنت صنعت السماء والأرض" (ملوك (2) 19/15).

    أفعال الإله البشرية
    وتحكي التوراة عن أفعال بشرية تنسبها لله، وهي فرع عن عقيدتهم المجسمة لله، ومن ذلك أن الله يمشي، ولكن على شوامخ الجبال " فإنه هو ذا الرب يخرج من مكانه، وينزل ويمشي على شوامخ الأرض.. كل هذا من أجل إثم يعقوب " ( ميخا 1/3 - 5 ).
    ومنه حديث التوراة عن مشي الله في الجنة، وسماع آدم لوقع خطواته "وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار...فنادى الرب الإله آدم وقال له: أين أنت؟ فقال: سمعت صوتك في الجنة فخشيت لأني عريان، فاختبأت. فقال: من أعلمك أنك عريان؟ هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها؟" (التكوين 3/Cool.
    ويزور إبراهيم ويأكل عنده زبداً ولبناً " وظهر له الرب عند بلوطات ممرا، وهو جالس في باب الخيمة وقت حر النهار فرفع عينيه، وإذا ثلاثة رجال واقفون لديه، فلما نظر ركض لاستقبالهم من باب الخيمة وسجد إلى الأرض.... ثم أخذ زبداً ولبناً والعجل الذي عمله، ووضعه قدامهم، وإذ كان هو واقفاً لديهم تحت الشجرة أكلوا.... وذهب الرب عندما فرغ من الكلام مع إبراهيم " (التكوين 18/1 - 23 ).
    ثم ظهر ليعقوب وصارعه حتى الفجر " فدعا يعقوب اسم المكان:" فينئيل ". قائلاً : لأني نظرت الله وجهاً لوجه، ونجيت نفسي " ( التكوين 32/30 ).
    ولما أغضبه مريم وهارون " فنزل الرب في عمود سحاب، ووقف في باب الخيمة....فقال اسمعا لكلامي.. فماً إلى فم، وعياناً أتكلم معه لا بالألغاز " ( العدد 12/5 - 8 ).
    ولما أمرهم بقتال العماليق " قال الرب لموسى.... ها أنا أقف أمامك هناك على الصخرة في حوريب " (التكوين 17/ 5-7).
    وللمزيد من صور رؤية الله انظر (أشعيا 6/1 - 11) و(ملوك (1) 19/9 - 15).
    ويذكر سفر التكوين أن الله رضي عن نوح وقومه بعد أن شم رائحة شواء المحرقات التي قدمها نوح على المذبح " وبنى نوح مذبحاً للرب، وأخذ من كل البهائم الطاهرة، ومن كل الطيور الطاهرة، وأصعد محرقات على المذبح، فتنسم الرب رائحة الرضا.... " ( التكوين 8/20 - 21).
    وفي حزقيال أن الله دخل من باب وأمر بإغلاقه للأبد " فقال لي الرب : هذا الباب يكون مغلقاً لا يفتح، ولا يدخل منه إنسان، لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً " (حزقيال 44/2).

    هل يعجز ويجهل الإله؟
    كما تنسب النصوص لله أفعالاً كتلك التي تصدر عن البشر بسبب جبلتهم وضعفهم التي خلقهم الله عليه، ومن ذلك العجز عجزه عند مصارعة يعقوب كما تذكر التوراة: " فبقي يعقوب وحده.وصارعه إنسان حتى طلوع الفجر، ولما رأى انه لا يقدر عليه ضرب حقّ فخذه.فانخلع حقّ فخذ يعقوب في مصارعته معه.
    وقال: أطلقني لأنه قد طلع الفجر.فقال: لا أطلقك إن لم تباركني. فقال له: ما اسمك؟ فقال يعقوب: فقال: لا يدعى اسمك في ما بعد يعقوب، بل إسرائيل. لأنك جاهدت مع الله والناس وقدرت. وسأل يعقوبُ وقال: أخبرني باسمك. فقال: لماذا تسأل عن اسمي؟ وباركه هناك. فدعا يعقوب اسم المكان فنيئيل. قائلاً: لأني نظرت الله وجهاً لوجه" ( التكوين 32/24 - 32 ). فقد صارع يعقوب الله وقدر عليه! ومعنى كلمة فينئيل رؤية الله.
    ومن العجز أيضاً قوله: "وكان الرب مع يهوذا، فملك الجبل، ولم يطرد سكان الوادي، لأن لهم مركبات من حديد " ( القضاة 1/19 ) فكان ذلك سبباً لعجزه عنهم، فكيف يكون الحال مع الأسلحة الحديثة المتطورة، وهل يعجز الإله عن حرب حملتها؟
    ومن ذلك أن الله يتعب ويحتاج للراحة فيسكن في مساكن متعددة. " وفرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل فاستراح " ( التكوين 2/1 ) " هكذا قال الرب.. أين البيت الذي تبنون لي ؟ وأين مكان راحتي ؟ " ( أشعيا 66/1 ).
    كما تنسب التوراة للرب جل وعلا الجهل والقصور والضعف، ومن ذلك أنه لما أراد معاقبة المصريين " كلم الرب موسى وهارون.... فإني أجتاز في أرض مصر هذه الليلة، وأضرب كل بكر في أرض مصر من الناس والبهائم، وأصنع أحكاماً بكل آلهة المصريين. أنا الرب، ويكون لكم الدم علامة على البيوت التي أنتم فيها، فأرى الدم، وأعبر عنكم، فلا يكون عليكم ضربة للهلاك حين أضرب أرض مصر " ( الخروج 12/1 - 13 ).
    فجعل الدم علامة على البيوت الإسرائيلية حتى لا يهلكها مع بقية البيوت فهل يحتاج الرب العليم لمثل هذه العلامة حتى يفرق بين بيوت المصريين وبيوت الإسرائيليين؟
    وتتحدث التوراة عن الله وكأن آدم قد قهره حين أكل من شجرة المعرفة والتفرقة بين الخير والشر، وكأنه خلقنا ولم يرد منا أن نميز الخير من الشر، ثم خاف أن يأكل آدم من شجرة الحياة، فيصبح كالرب من الخالدين، فأقام حرساً من الملائكة في طريق هذه الشجرة " أوصى الرب الإله آدم قائلاً: من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً، وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها.... وقال الرب الإله: هوذا الإنسان قد صار كواحد منا، عارفاً الخير والشر. والآن لعله يمد يده ويأخذ من شجرة الحياة أيضاً ويأكل ويحيا إلى الأبد. فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الأرض التي أخذ منها. فطرد الإنسان، وأقام شرقي جنة عدن الكروبيم، ولهيب سيف متقلب لحراسة طريق شجرة الحياة" (التكوين 2/17- 3/23)، ومثل هذا التصور عن الله غير مقبول، فالسفر يصوره حريصاً على جهل الإنسان، خائفاً من تعلمه ثم من خلوده، إذا فاجأه وأكل من شجرة الحياة.
    ومرة أخرى تذكر التوراة أن الله خاف من اجتماع البشر وتآلفهم وعزمهم على بناء برج عظيم رأسه في السماء، فنزل وبددهم قبل أن يحققوا غايتهم "قالوا هلم نبن لأنفسنا مدينة وبرجاً رأسه بالسماء. ونصنع لأنفسنا اسماً، لئلا نتبدد على وجه كل الأرض. فنزل الرب لينظر المدينة والبرج اللذين كان بنو آدم يبنونهما. وقال الرب: هوذا شعب واحد، ولسان واحد لجميعهم، وهذا ابتداؤهم بالعمل، والآن لا يمتنع عليهم كل ما ينوون أن يعملوه. هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم، حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض. فبددهم الرب من هناك على وجه كل الأرض. فكفّوا عن بنيان المدينة. لذلك دعي اسمها بابل، لأن الرب هناك بلبل لسان كل الأرض، ومن هناك بددهم الرب على وجه كل الأرض" (التكوين 11/4-9)، فهل يعقل أن خالق السماوات والأرض، الرب العظيم يخشى من تمام هذا البرج، فيسعى لتفريق البشر قبل أن يصل برجهم للسماء، وهنا نتساءل عن الطول الذي كان سيصل إليه بناء البشر قبل آلاف السنين، بل نتساءل إن كان البشر اليوم أو غداً يستطيعون مناطحة السحاب أو قرع أبواب السماء!
    ومثله في العجز والنقص المنسوب لله العظيم ما تذكره التوراة من أن الرب بعد ما أغرق الأرض بالطوفان زمن نوح قال لنوح ومن معه: "أقيم ميثاقي معكم فلا ينقرض كل ذي جسد أيضاً بمياه الطوفان،... وضعت قوسي في السحاب فتكون علامة ميثاق بيني وبين الأرض.... فمتى كانت القوس في السحاب أبصرها لأذكر ميثاقاً أبدياً..." ( التكوين 9/11 - 17 ) فجعل قوس قزح علامة تذكره بالميثاق الذي ضربه لنوح ومن معه.
    وكما يفيد البشر من مشورة بعضهم لقصورهم عن إدراك عواقب الأمور، أيضاً تذكر التوراة أن الرب شاور الملكين اللذين رافقاه في ذهابه إلى إبراهيم ثم لوط " فقال الرب : هل أخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله ؟" أي في قوم لوط.
    ثم ما كان منه إلا أن قال: " أنزل وأرى هل فعلوا بالتمام حسب صراخهم الآتي إلي، وإلا فأعلم (أي ما أصنع بهم) " ( التكوين 18/17 - 21 ).
    وتنسب التوراة إلى الله الندم على أمور صنعها، والندم فرع عن الجهل، ومن ذلك " ندمت على أني جعلت شاول ملكاً، لأنه رجع من ورائي، ولم يقم كلامي " (صموئيل (1) 15/10 ).
    وتذكر التوراة أنه لما عبد بنو إسرائيل العجل غضب الرب عليهم " وقال الرب لموسى.. فالآن اتركني ليحمى غضبي عليهم وأفنيهم "، فكان من جواب موسى أن قال: " ارجع عن حمو غضبك، واندم على الشر بشعبك. اذكر إبراهيم وإسحاق وإسرائيل عبيدك الذين حلفت لهم بنفسك، وقلت لهم : أكثر نسلكم كنجوم السماء، وأعطي نسلكم كل هذه الأرض التي تكلمت عنها فيملكونها إلى الأبد، فندم الرب على الشر الذي قال أنه يفعله بشعبه " ( الخروج 32/9 - 14 ).
    وفي مرة أخرى " كان الرب مع القاضي، وخلصهم من يد أعدائهم، كل أيام القاضي، لأن الرب ندم من أجل أنينهم " ( القضاة 2/18 ). ومثل هذا كثير (انظر إرميا 26/19، 42/11، عاموس 7/6، التكوين 18 /20).

    هل يأمر الله بمثل هذا؟
    كما تذكر التوراة أن الله أمر أوامر غريبة يظهر لمن تدبرها مقدار العبث فيها والذي ينـزه عنه الله جل وعلا.
    ومن ذلك أنه أمر نبيه بالزنا " أول ما كلم الرب هوشع قال له : اذهب خذ لنفسك امرأة زنا وأولاد زنا، لأن الأرض قد زنت زنىً تاركة الرب " ( هوشع 1/2 ) " وقال الرب لي : اذهب أيضاً أحببت امرأة حبيبة، صاحب زانية " ( هوشع 3/1 ).
    ويذكر سفر حزقيال أن الله أمر نبيه حزقيال بأوامر كثيرة منها أنه أمره وبني إسرائيل أن يأكلوا كعك الشعير مخبوزاً مع فضلات الإنسان، ولما صعب الأمر على حزقيال، خصه وسمح له أن يخبز كعكة الشعير مع فضلات البقر، بدلاً من فضلات الإنسان.
    والنص بتمامه: " وتأكل كعكاً من الشعير، على الخرء الذي يخرج من الإنسان تخبزه، أمام عيونهم. وقال الرب : هكذا يأكل بنو إسرائيل خبزهم النجس بين الأمم الذين أطردهم إليهم.
    فقلت: آه يا سيد، الرب، ها نفسي لم تتنجس، ومن صباي إلى الآن لم أكل ميتة أو فريسة، ولا دخل فمي لحم نجس، فقال لي: انظر. قد جعلت لك خثي البقر بدل خرء الإنسان، فتصنع خبزك عليه " ( حزقيال 4/12 - 15 ).
    ويتكرر الحديث عن الخرء المأكول والعذرة المطعومة في نص آخر " فقال ربشاقي: هل إلى سيدك...أليس إلى الرجال الجالسين على السور ليأكلوا عذرتهم ويشربوا بولهم معكم" (أشعيا 26/12).
    ويمتد القذر التوراتي ليحدثنا كيف يقذف الله الروث الحيواني في وجوه عصاة بني إسرائيل: "قال رب الجنود: فاني أرسل عليكم اللعن، وألعن بركاتكم، بل قد لعنتها، لأنكم لستم جاعلين في القلب، هانذا أنتهر لكم الزرع، وأمد الفرث على وجوهكم فرث أعيادكم، فتنزعون معه، فتعلمون أني أرسلت إليكم هذه الوصية" (ملاخي 2/ 2-4).
    ومن العبث ما تنسبه التوراة لله من أمره لنبيه بالتعري " تكلم الرب عن يد أشعياء بن آموص قائلاً: اذهب وحل المسح عن حقويك، واخلع حذاءك عن رجليك، ففعل هكذا ومشى معري وحافياً. فقال الرب : كما مشى عبدي أشعياء معرىً وحافياً ثلاث سنين آية وأعجوبة على مصر وعلى كوش.
    هكذا يسوق ملك أشور سبي مصر وجلاء كوش الفتيان والشيوخ عراة وحفاة ومكشوفي الأستاه خزياً لمصر " ( أشعياء 20/2 - 4 ) فهل يأمر الرب نبيه بالتعري ثلاث سنين؟ وأي آية في ذلك؟!
    وتتحدث الأسفار أن الله أمر بني إسرائيل بسرقة أصحابهم من المصريين، وأنه شارك بهذا الغش عندما أمال قلوب المصريين إلى الموافقة على إعارة بني إسرائيل ما يطلبونه من ذهب وجواهر وثياب فتقول: " ثم قال الرب لموسى: ضربة واحدة أجلب على فرعون و على مصر بعد ذلك، يطلقكم من هنا، وعندما يطلقكم يطردكم طرداً من هنا، بالتمام تكلم في مسامع الشعب أن يطلب كل رجل من صاحبه وكل امرأة من صاحبتها، أمتعة فضة وأمتعة ذهب، وأعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين....وفعل بنو إسرائيل بحسب قول موسى طلبوا من المصريين أمتعة من فضة وأمتعة ذهباً وثياباً، و أعطى الرب نعمة للشعب في عيون المصريين حتى أعاروهم. فسلبوا المصريين" (الخروج 11/1- 12/36 ).
    وتتحدث الأسفار عن الرب وهو يأمر بالإغواء والكذب، ويبحث عمن يرشده إلى طريقة لإغواء آخاب "فقال الرب: من يغوي أخاب، فيصعد ويسقط في راموت جلعاد. فقال هذا: هكذا وقال ذاك: هكذا. ثم خرج الروح، ووقف أمام الرب وقال: أنا اغويه. وقال له الرب بماذا؟ فقال أخرج وأكون روح كذب في أفواه جميع أنبيائه. فقال: إنك تغويه وتقتدر. فاخرج وافعل هكذا" (ملوك (1) 22/20-22).
    ولأنه يأمر بالضلال ناجاه النبي أشعيا معترضاً: " لماذا أضللتـنا يا رب عن طرقك ؟ قسيت قلوبنا عن مخافتك " (أشعيا 63/ 17).
    ويتحدث سفر اللاويين عن أحكام البرص، ثم ينتقل للحديث عن البرص الذي يصيب الثياب والجدران، ويفصل في طريقة التخلص من البرص بمساعدة الكاهن خشية انتقال عدوى المرض إلى ثياب أخرى وجدران أخر، يقول السفر: "يأتي الذي له البيت ويخبر الكاهن قائلاً: قد ظهر لي شبه ضربة في البيت، فيأمر الكاهن أن يفرغوا البيت قبل دخول الكاهن.. وإذا الضربة في حيطان البيت نقر ضاربة إلى الخضرة أو إلى الحمرة ومنظرها أعمق من الحائط، يخرج الكاهن من البيت إلى باب البيت ويغلق البيت سبعة أيام.
    فإذا رجع الكاهن في اليوم السابع ورأى وإذا الضربة قد امتدّت في حيطان البيت يأمر الكاهن أن يقلعوا الحجارة التي فيها الضربة ويطرحوها خارج المدينة في مكان نجس، ويقشر البيت من داخل حواليه ويطرحون التراب الذي يقشرونه خارج المدينة في مكان نجس، ويأخذون حجارة أخرى ويدخلونها في مكان الحجارة ويأخذ ترابا آخر ويطيّن البيت، فإن رجعت الضربة وأفرخت في البيت بعد قلع الحجارة وقشر البيت وتطيينه، وأتى الكاهن ورأى وإذا الضربة قد امتدّت في البيت فهي برص مفسد (أي معدي كما في تراجم أخرى) في البيت، إنه نجس، فيهدم البيت حجارته وأخشابه وكل تراب البيت ويخرجها إلى خارج المدينة إلى مكان نجس، ومن دخل إلى البيت في كل أيام انغلاقه يكون نجسا إلى المساء، ومن نام في البيت يغسل ثيابه ومن أكل في البيت يغسل ثيابه " (اللاويين 14/35 -47)، ونعجب ونسأل كيف يمكن تطبيق هذا التشريع لو ظهر البرص المعدي في ناطحة سحاب، هل ستهدم ويحمل حديدها وحجارتها إلى خارج المدينة!
    ومثل هذا الهراء ورد حين الحديث عن برص الثياب، يقول السفر: "وأما الثوب فإذا كان فيه ضربة برص ثوب صوف أو ثوب كتان، في السدى أو اللحمة من الصوف أو الكتان أو في جلد أو في كل مصنوع من جلد، وكانت الضربة ضاربة إلى الخضرة أو إلى الحمرة في الثوب أو في الجلد في السدى أو اللحمة أو في متاع ما من جلد فإنها ضربة برص، فتعرض على الكاهن، فيرى الكاهن الضربة ويحجز المضروب سبعة أيام، فمتى رأى الضربة في اليوم السابع إذا كانت الضربة قد امتدّت في الثوب في السدى أو اللحمة أو في الجلد من كل ما يصنع من جلد للعمل، فالضربة برص مفسد (أي معدي كما في ترجمة أخرى)، إنها نجسة فيحرق الثوب أو السدى أو اللحمة من الصوف أو الكتان أو متاع الجلد الذي كانت فيه الضربة لأنها برص مفسد، بالنار يحرق" (اللاويين 13/ 47-51). فأين سمعت الدنيا عن مثل هذه الأمراض وعن مثل هذه الطريقة في علاج الجدران والثياب، تعالى الله عما يقوله الظالمون علواً كبيراً.
    </BLOCKQUOTE>


    عدل سابقا من قبل في الأحد يناير 06, 2008 2:35 pm عدل 1 مرات
    starspole
    starspole
    المشرف العام للمنتدى
    المشرف العام للمنتدى


    المساهمات : 358
    تاريخ التسجيل : 11/11/2007

    نقد متن التوراة Empty نقد متن التوراة

    مُساهمة من طرف starspole الأحد يناير 06, 2008 2:34 pm

    ويأمر سفر التثنية الأخ أن يتزوج بأرملة أخيه في بعض الأحوال الاجتماعية ، فإن أبى تحيق به العقوبة التي يقررها السفر، وهي الضرب بحذائه، والبصق في وجهه، يقول السفر: "وإن لم يرض الرجل أن يأخذ امرأة أخيه تصعد امرأة أخيه إلى الباب إلى الشيوخ، وتقول: قد أبى أخو زوجي أن يقيم لأخيه اسماً في إسرائيل، لم يشأ أن يقوم لي بواجب أخي الزوج، فيدعوه شيوخ مدينته ويتكلمون معه، فإن أصر وقال: لا أرضى أن اتخذها، تتقدم امرأة أخيه إليه أمام أعين الشيوخ، وتخلع نعله من رجله، وتبصق في وجهه، وتصرخ وتقول: هكذا يفعل بالرجل الذي لا يبني بيت أخيه، فيدعى اسمه في إسرائيل بيت مخلوع النعل" (التكوين 25/7-10)، ومثل هذا التشريع يتضمن الإكراه على الزواج، والبيوت لا تقوم على مثل هذا، وهنا نتساءل كيف لمثل هذا الزواج أن يتم لو كانت أرملة الأخ كبيرة تكبر زوجها الجديد بأربعين سنة مثلاً.كما تتضمن العقوبة بالبصاق لوناً من السخف، يترفع عنه شرع الله ودينه، ويظهر فيه ضعف البشر وسذاجة تفكيرهم.كما تتحدث التوراة عن أمر الله بقتل النساء والأطفال والأبرياء، فقد أمر بني إسرائيل بقتل الشعوب التي في فلسطين " وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك، فلا تستبق منهم نسمة ما " ( التثنية 20/16 ).وقتل الأبرياء من بني إسرائيل لما غضب على داود فقتل الملاك – بأمره - منهم سبعين ألف رجل بلا ذنب أو جريرة، فقال داود: " ها أنا قد أخطأت وأنا أذنبت. وأما هؤلاء الخراف فماذا فعلوا ؟ فلتكن يدك علي وعلى بيت أبي" ( صموئيل (2) 24 / 17 ).وكذا تذكر التوراة أنه أمر يشوع بقتل جميع سكان مدينة عاي، ففعل: "تمتلكون المدينة ويدفعها الرب إلهكم بيدكم. ويكون عند أخذكم المدينة أنكم تضرمون المدينة بالنار.كقول الرب تفعلون. انظروا.قد أوصيتكم.... ودخلوا المدينة وأخذوها وأسرعوا واحرقوا المدينة بالنار.... وكان لما انتهى إسرائيل من قتل جميع سكان عاي في الحقل في البرية، حيث لحقوهم وسقطوا جميعاً بحد السيف، حتى فنوا... فكان جميع الذين سقطوا في ذلك اليوم من رجال ونساء اثني عشر ألفاً جميع أهل عاي، ويشوع لم يرد يده التي مدها بالمزراق حتى حرّم جميع سكان عاي. لكن البهائم وغنيمة تلك المدينة نهبها إسرائيل لأنفسهم حسب قول الرب الذي أمر به يشوع. وأحرق يشوع عاي وجعلها تلاً أبدياً خراباً إلى هذا اليوم" (يشوع 8/8-2ويتكرر الإفساد في الأرض، وينسب الأمر فيه إلى الله: "قال الرب:.. فتضربون كل مدينة محصّنة، وكل مدينة مختارة، وتقطعون كل شجرة طيبة، وتطمّون جميع عيون الماء، وتفسدون كل حقلة جيدة بالحجارة..وهدموا المدن وكان كل واحد يلقي حجره في كل حقلة جيدة حتى ملأوها، وطمّوا جميع عيون الماء، وقطعوا كل شجرة طيّبة" (صموئيل(2) 3/19-25).ومن الظلم الذي تنسبه التوراة إلى الله حرمان أصحاب العاهات من شرف الدخول في جماعة الرب، وقد كان الأولى تكريمهم لما أصابهم من بلاء، فتنسب التوراة لله أنه أمر " لا يدخل مخصيّ بالرضّ أو مجبوب في جماعة الرب" (التثنية 23/1).ويطال الحرمان آخرين من أصحاب العاهات، فلا تقبل ذبائحهم، بل ولا يقتربون من مذبح العبادة لأنهم نجس بسبب عيبهم الخلقي الذي ابتلاهم الله به، فتقول الأسفار: "كلم هارون قائلاً: إذا كان رجل من نسلك في أجيالهم فيه عيب، فلا يتقدم ليقرّب خبز إلهه. لأن كل رجل فيه عيب لا يتقدم، لا رجل أعمى، ولا أعرج، ولا أفطس، ولا زوائدي، ولا رجل فيه كسر رجل أو كسر يد ولا أحدب، ولا أكشم، ولا من في عينه بياض، ولا أجرب، ولا أكلف، ولا مرضوض الخصى، كل رجل فيه عيب من نسل هارون الكاهن لا يتقدم..وإلى المذبح لا يقترب لأن فيه عيباً، لئلا يدنّس مقدسي، لأني أنا الرب مقدّسهم" (اللاويين 21/ 17-23).وتستمر الأسفار في طرد الأبرياء من جماعة الرب، ومنهم ابن الزنا، وأبناء العمويين والمؤابيين، حتى الجيل العاشر، وذلك جزاء لهم لتقصير أجدادهم في استقبال بني إسرائيل، فتنسب الأسفار لله قولها: "لا يدخل ابن زنى في جماعة الرب، حتى الجيل العاشر لا يدخل منه أحد في جماعة الرب، لا يدخل عموني ولا موآبي في جماعة الرب، حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم أحد في جماعة الرب إلى الأبد، من أجل أنهم لم يلاقوكم بالخبز والماء في الطريق عند خروجكم من مصر، ولأنهم استأجروا عليك بلعام بن بعور لكي يلعنك" (التثنية 23/1-3).ومن الشرائع الغريبة لأسفار العهد القديم شريعة كسر عنق الحمار البكر الذي لم يفدَ، فيؤاخذ بجريرة صاحبه وتقصيره في فدائه، يقول سفر الخروج: "لي كل فاتح رحم، وكل ما يولد ذكراً من مواشيك، بكراً من ثور وشاة، وأما بكر الحمار فتفديه بشاة، وإن لم تفده تكسر عنقه، كل بكر من بنيك تفديه" (الخروج 34/19-20)، فهل يأمر الرب بمثل هذا الظلم ومثل هذه القسوة؟

    تشبيهات ممجوجة لله في التوراة

    وكذلك ترد في التوراة أن الله يشبه نفسه تشبيهات غريبة ممجوجة، فيشبه نفسه بالحيوان تارة وبالمخمور تارة، ومثل هذه الطريقة لا يرتضيها العقلاء في التعبير عن ذواتهم، فالقارئ الكريم لن يقبل لو شبه بالحمار بجامع الصبر والجَلد في كليهما، أو بالقطة لما عندها من حنو على أبنائها أو بالكلب لبالغ وفائه...ولكن الكثير من ذلك تنسبه التوراة لله، من ذلك قوله: " فأكون لهم كأسد، أرصد على الطريق كنمر، أصدمهم كدبة مثكل، وأشق شغاف قلوبهم، وآكلهم هناك كلبوة، يمزقهم وحش البرية " ( هوشع 13/7 - 8 ). ومثله التشبيه المنكر لله والذي جاء في سفر هوشع: "فأنا لأفرايم كالعث (الدودة)، ولبيت يهوذا كالسوس" ( هوشع 5/12).ويشبه سفر ميخا حزن الرب على ما أصاب بني إسرائيل بنواح النعام ونحيب إناث الثعالب، فيقول: " قول الرب الذي صار إلى ميخا...من أجل ذلك أنوح وأولول. أمشي حافياً وعرياناً. أصنع نحيباً كبنات آوى، ونَوحاً كرعال النعام." (ميخا 1/1-.وفي نص آخر تذكر التوراة حزنه على شعبه وعذرائها أورشليم، فيقول للنبي إرميا: وتقول لهم هذه الْكلمة: "لتذرف عيناي دموعاً ليلاً ونهاراً، ولا تكـفّا أبداً، لأنّ العذراء بنت شعبي سحقتْ سحقاً عظيماً" (إرميا 14/ 17).ويستبد به الحزن إلى حد أن يدعو على نفسه بالويل والثبور " لأنه هكذا قال الرب... ويل لي من أجل سحقي" (إرميا 10/17).وفي صورة أخرى مشينة تصور الأسفار التوراتية سخط الله على أعداء بني إسرائيل من المؤابيين والأدوميين بصورة يترفع عن استعمالها كرام الناس وذوو الوقار فيهم، فيقول: "الله قد تكلم بقدسه...موآب مرْحضتي، وعلى أدوم ألْقي حذائي" (مزمور60/6-، فجعل على سبيل الاستعارة المؤابيين مكاناً للتنظف من الأقذار للدلالة على سخطه، كما عبر عن سخطه عن الأدوميين بإلقاء الحذاء عليهم.وتستمر المخازي من التشبيهات التوراتية، فتشبه الله عز وجل بالمرأة تارة وبالزوج تارة، فقد جاء فيها: "لأن بعلك هو صانعك، رب الجنود اسمه،..لأنه كامرأة مهجورة ومحزونة الروح، دعاك ربك" (أشعيا 54/1-6).وفي موضع آخر أنه قال: "من أجل ذنوبكم طلَّقتُ أمكم" (أشعيا 50/1).ومثله أن الله خاطب أورشليم " وكفرح العريس بالعروس يفرح بك إلهك " ( أشعيا 62/5).ومن سيئ التشبيهات التوراتية تشبيه الله العظيم بالسكران يفيق من سكره، فتقول: " استيقظ الرب كنائم، كجبار معّيط من الخمر، فضرب أعداءه إلى الوراء، جعلهم عاراً أبدياً" (مزمور 78/65).ومثله في السوء التعبير عن انتقام الله من بني إسرائيل بتسليط ملك أشور عليهم، إذ يشبهه سفر أشعيا تشبيهاً منكراً، فيقول: " في ذلك اليوم يحلق السيد بموسى مستأجرة في عبر النهر بملك أشور الرأسَ وشعر الرجلين، وتنزع اللحية أيضاً " ( أشعيا 7/20 ). فمثل هذه التشبيهات السمجة والتعبيرات السخيفة لا يمكن أن تصدر عن الله العظيم ولا يليق أن يوصف بها، أوليس من طريقة أفضل يعبر بها الإله عن غضبه أو حبه!!وكيف لهذه التشبيهات أن تنسب لله، وقد قال منكراً تشبيهه بغيره: "فبمن تشبهون الله، وأي شبه تعادلون به.. فبمن تشبهونني، فأساويه، يقول القدوس" (أشعيا 44/18-25).

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 4:21 pm