بسم الله الرحمنالرحيم |
هل العهد القديم كلمة الله ؟ تناقضات التوراة |
التناسق الداخلي شرط لصحة نسبة الكتاب لله عز وجل، فالكتاب الذي يكذب بعضه بعضاً، لا يمكن اعتباره كتاباً مقدساً، كما لا يمكن اعتبار بقيته مقدساً، إذ وجود الكذب في بعضه يطرح الشك في مصدره الكاذب. أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافاً كثيراً} (النساء:82). ولوجود التناقضات في الكتاب المقدس دلالات كثيرة أهمها أنه يثبت أن هذه الأسفار بشرية في مصدرها، فقد وقع كتابها بما يقع به البشر الضعفاء الذين يتوقع منهم الجهل، ولو كانت هذه الأسفار ملهمة من قبل الله لما خالف كتابها بعضهم فيما أوردوه من معلومات تاريخية وغيرها. ووقوع الخطأ من أحد المتناقضين من كتاب التوراة في قضايا بسيطة يسهل حفظها والتمكن منها يشير إلى إمكانية بل تحقق وقوع مثله في المسائل اللاهوتية والغيبية التي تحتاج إلى مزيد من العناية والتدقيق. وهذه التناقضات التي نسوقها معظمها توصلنا إليه من خلال دراسة أجزاء تم إعادة كتابتها ثانية من قبل كتاب الأسفار، ولو كتبت بقية الأجزاء ثانية لوقفنا على تناقضات تطول كل صفحة من صفحات هذا الكتاب. والتناقضات التوراتية كثيرة، ومنها ما هو متعلق بأصول المعتقد، ومنها ما هو متعلق بصفات الله عز وجل، فالأسفار التوراتية تصف الله بالصفة ونقيضها فتذكر التوراة أن الله " إله الدهر الرب خالق أطراف الأرض، لا يكل ولا يعيا " (أشعيا 40/28)، وهو حق، لكنه يناقض ما ورد في مواضع أخرى زعمت أن الله يحتاج للاستراحة التي لا غناء للمتعب عنها بعد طول العمل والعناء، فبعد أن خلق الله السماوات والأرض تزعم الأسفار كذباً أنه استراح، فتقول: " فرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل فاستراح " (التكوين 2/1)، ونحوه في سفر الخروج " في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض، وفي اليوم السابع استراح وتنفّس" (الخروج 31/17). وتحدثنا التوراة عن الله العظيم، فتذكر أنه ليس كمثل البشر وضعفهم، فهو لا يندم ولا يكذب، فتقول: " ليس الله إنساناً فيكذب، ولا ابن إنسان فيندم، هل يقول ولا يفعل، أو يتكلم ولا يفي؟" (العدد 23/19)، فالندم صفة الإنسان الجهول بعواقب الأمور "نصيح إسرائيل لا يكذب ولا يندم، لأنه ليس إنساناً ليندم" (صموئيل (1) 15/29). ولكن التوراة تناقض ذلك فتنسب إلى الله الندم على أمور صنعها، ومن ذلك ندم على اختيار شاول لملك بني إسرائيل، حيث يقول: " ندمت على أني جعلت شاول ملكاً، لأنه رجع من ورائي، ولم يقم كلامي " (صموئيل (1) 15/10 )، فهل الله يندم أم لا؟. وتذكر التوراة أن الله لا يرى " حقاً أنت إله محتجب، يا إله إسرائيل " ( أشعيا 45/15)، والإنسان لا يقدر على رؤيته، فقد قال الله لموسى: " لا تقدر أن ترى وجهي لأن الإنسان لا يراني ويعيش " ( الخروج 33/19 - 20). لكن الأسفار التوراتية تذكر كثيرين رأوا الله، منهم شيوخ بني إسرائيل " لما صعد موسى وهارون وناراب وأبيهو وسبعون من شيوخ إسرائيل رأوا إله إسرائيل" ( الخروج 24/9)، ومنهم يعقوب فقد رآه حين صارعه " فدعا يعقوب اسم المكان:" فينئيل ". قائلاً : لأني نظرت الله وجهاً لوجه، ونجيت نفسي " ( التكوين 32/30 ). وقد يزعم البعض أن الذين رأوا الله رأوه حال تجسده، ولم يروه على هيئته وفي صورة مجده، ويرون أن المنفي رؤيته هو رؤية الله في مجده، وهذا التفريق لا دليل عليه، وتدحضه النصوص التي تحدثت عن أناس رأوا الله في صورة مجده ، منهم أشعيا حيث يقول: "في سنة وفاة عزيا الملك رأيت السيد جالساً على كرسي عال ومرتفع، وأذياله تملأ الهيكل، السرافيم واقفون فوقه، لكل واحد ستة أجنحة، باثنين يغطي وجهه، وباثنين يغطي رجليه، وباثنين يطير .. فقلت: ويل لي، إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين، وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين، لأن عينيّ قد رأتا الملك رب الجنود. فطار إليّ واحد من السرافيم، وبيده جمرة قد أخذها بملقط من على المذبح، ومس بها فمي، وقال: إن هذه قد مست شفتيك فانتزع إثمك وكفر عن خطيتك" (أشعيا 6/1-7)، فقد رأى الله على عرشه وحوله الملائكة، وخاف على نفسه الموت، لأنه رأى الله الذي توعدت النصوص من يراه بالموت. ومثله ما جاء في سفر الملوك عن رؤية النبي ميخا لله، حيث يقول: "قد رأيت الرب جالساً على كرسيه، وكل جند السماء وقوف لديه عن يمينه وعن يساره... " (الملوك (1) 22/19). فميخا حسب النص يرى الله في السماء على كرسيه، وهو بين ملائكته، فهو ليس متجسداً... وموسى طلب رؤية الله في مجده، ويذكر سفر الخروج أنه رآه بالفعل، لكنه لم ير وجهه "فقال: أرني مجدك. ... قال: لا تقدر أن ترى وجهي، لأن الإنسان لا يراني ويعيش. وقال الرب: هوذا عندي مكان، فتقف على الصخرة. ويكون متى اجتاز مجدي أني أضعك في نقرة من الصخرة، وأسترك بيدي حتى اجتاز. ثم ارفع يدي فتنظر ورائي. وأما وجهي فلا يرى" (الخروج 33/18-23) فتفيد القصة أن وجه الله أي الحقيقي لا يرى، ومن رآه يموت، لكن جسده الحقيقي رئي من قبل موسى، فقد مر من أمام الصخرة فرآه. ومن تناقضات التوراة ترددها في وصف الله بالقدرة التامة تارة، وبالعجز تارة أخرى، فقد وصفه سفر طوبيا بوصف حق حين قال: "لا إله قادر على كل شيء سواه" (طوبيا 13/4)، وهذا المعتقد الصحيح تنقضه التوراة في مواطن كثيرة، نسبت لله العجز كما مر في غلبة يعقوب عليه في المصارعة ( انظر : التكوين 32/24 - 32 )، كما عجز عن طرد الكنعانيين الذين كانوا يمتلكون مركبات حديدية، تقول الأسفار "وكان الرب مع يهوذا، فملك الجبل، ولم يطرد سكان الوادي، لأن لهم مركبات من حديد " ( القضاة 1/19). وتتحدث التوراة عن رحمة الله وحلمه، فتقول: " الرب حنان رحوم بطيء عن الغضب، وعظيم النعمة " (مزمور 145/، ثم تنقضه حين تذكر ما حصل مع أهل بيت شمس الذين رأوا التابوت فقتلهم جميعاً، وكانوا أكثر من خمسين ألف رجل "وضرب الرب من أهل بيت شمس، لأنهم رأوا تابوت الرب ، وضرب من الشعب سبعين رجلاً وخمسين ألف رجل" ( صموئيل (1) 6/19 ) فهل يستحق هذا الفعل هذه العقوبة ؟ والله حنان رحوم بطيء الغضب! وأيضاً تصف التوراة بصر الله ومعرفته بما يصنعه عباده، فتقول: " عينا الرب محيطتان بكل الأرض " ( الأيام (2) 16/9)، وتؤكده في سفر الأمثال " عينا الرب في كل مكان يترقبان الصالحين والطالحين " ( أمثال 15/3 )، وتقول: "الرب إله عليم" (صموئيل (1) 2/3). ولكن في سفر التكوين تنقضه فتجعله جاهلاً ببعض صنائع عباده، إذ لما اختبأ آدم في الجنة بحث عنه الإله " فدعا الرب الإله آدم وقال له: أين أنت؟" ( التكوين 3/9 )، ثم لم يعرف أن آدم أكل من الشجرة وصار عارفاً للخير من الشر، وأنه قد أدرك سوءة العري، فقال له: " من أعلمك أنك عريان؟ هل أكلت من الشجرة التي أوصيتك أن لا تأكل منها؟" (التكوين 3/11). وكذا لما بدأ أهل بابل ببناء مدينتهم وبرجهم، أراد الرب – تعالى عن ذلك - أن يعرف ماذا يصنعون " فنزل الرب لينظر المدينة والبرج الذي كان يبتنيه بنو آدم...وقال الرب هوذا شعب واحد ولسان واحد لجميعهم، وهذا ابتداؤهم بالعمل، والآن لا يمتنع عليهم كل ما ينوون أن يعملوه" ( التكوين 11/5-6 )، فكأنه خشي من اجتماع بني آدم وما يمكن أن ينتج عنها، فقال: "هلم ننزل ونبلبل هناك لسانهم حتى لا يسمع بعضهم لسان بعض، فبددهم الرب من هناك على وجه كل الأرض، فكفّوا عن بنيان المدينة" (التكوين 11/7). - ومن التناقض أيضاً تناقض التوراة في مسألة وراثة الذنب، ففي سفر الخروج ذكر أن الرب "مفتقد إثم الآباء في الأبناء، وفي أبناء الأبناء، في الجيل الثالث والرابع " ( التثنية 34/7 ) فالأبناء يعاقبون بجريرة آبائهم. وفي سفر حزقيال كذب ذلك فقال: " الابن لا يحمل من إثم أبيه، والأب لا يحمل من إثم الابن، بر البار عليه يكون، وشر الشرير عليه يكون" ( حزقيال 18/20 ). - وفي سفر حزقيال ينعي الرب على بني إسرائيل أنهم تركوا شريعتهم وعملوا بشرائع الأمم المجاورة، فيقول: " أنا الرب الذي لم تسلكوا في فرائضه، ولم تعملوا بأحكامه، بل عملتم حسب أحكام الأمم الذين حولكم " ( حزقيال 11/12 ) ولكنه ينقضه في نفس السفر، حين يذكر أنهم لم يعملوا بشرائع الله ولا بشرائع الأمم الذين حولهم، فيقول: " لم تسلكوا في فرائضي، ولم تعملوا حسب أحكامي، ولا عملتم حسب أحكام الأمم التي حواليكم " ( حزقيال 5/7 )، فهل عملوا وفق أحكام الأمم المجاورة أم لم يعملوا؟ - ومن التناقضات الغريبة ما ورد في آخر سفر صموئيل الأول وأول سفر صموئيل الثاني، حيث يتحدث السفران عن نهايتين مختلفتين للملك شاول، فيقول السفر الأول بموته منتحراً بسيفه، فقد جاء فيه: "فقال شاول لحامل سلاحه: استل سيفك واطعنّي به، لئلا يأتي هؤلاء الغلف ويطعنوني ويقبحوني، فلم يشأ حامل سلاحه، لأنه خاف جداً، فأخذ شاول السيف، وسقط عليه، ولما رأى حامل سلاحه أنه قد مات شاول، سقط هو أيضاً على سيفه ومات معه" (صموئيل (1)31/4-5)، ولكن لو نظر القارئ إلى الصفحة التالية فإنه واجد أن شاول مات بيد رجل من العماليق وأن داود قتله انتقاماً لشاول مسيح الرب، حيث يقول السفر الثاني: "فقال الغلام الذي أخبره: اتفق أني كنت في جبل جلبوع، وإذا شاول يتوكأ على رمحه، وإذا بالمركبات والفرسان يشدّون وراءه، فالتفت إلى ورائه، فرآني، ودعاني فقلت: ها أنذا، فقال لي: من أنت؟ فقلت له: عماليقي أنا. فقال لي: قف عليّ واقتلني، لأنه قد اعتراني الدوار، لأن كل نفسي بعد فيّ. فوقفت عليه، وقتلته، لأني علمت أنه لا يعيش بعد سقوطه، وأخذت الإكليل الذي على رأسه والسوار الذي على ذراعه، وأتيت بهما إلى سيدي ههنا" (صموئيل (2)1/6-10)، فهل قتل شاول نفسه أم قتله الرجل العماليقي؟ - ومن التناقضات التي وقع بها كتاب التوراة أنه جاء في سفر الملوك أن الله وعد داود فقال: "ويكون لداود ونسله وبيته وكرسيه سلام إلى الأبد " ( ملوك (1) 2/33). لكن في سفر صموئيل ما ينقض ذلك تماماً، فقد قال له الله: " والآن لا يفارق السيف بيتك إلى الأبد، لأنك احتقرتني، وأخذت امرأة أوريا الحثي" ( صموئيل (2) 12/10)، فهل وعد بالسيف الأبدي أم بالسلام الأبدي، فالسيف والسلام ضدان لا يجتمعان. ومن تناقضات التوراة التناقض في وصف أشياء محسوسة محددة، أو أخبار تاريخية معينة ذكرت في أكثر من موضع في أسفار التوراة، ولم يتنبه الكتبة الملهمون إلى تناقضهم مع نصوص سابقة: - ومنه أنه جاء في سفر الأيام وصف دقيق للمذبح النحاسي الذي صنعه سليمان، ومما جاء في وصفه أنه " يسع ثلاثة آلاف بث " ( الأيام (2) 4/5 ). وكان سفر الملوك قد أورد وصفاً دقيقاً للمذبح يتطابق مع ما جاء في سفر الأيام غير أن سعة المذبح تختلف بنسبة 33% إذ جاء فيه " يسع ألفي بث " ( ملوك (1) 7/26 ). فهل نسي الروح القدس ما كان أملاه أم ماذا سبب هذا التفاوت ؟ - ويذكر سفر الملوك أن لسليمان أربعين ألف، نعم، له أربعون ألف إصطبل لخيوله، فيقول: "وكان لسليمان أربعون ألف مذود لخيل مركباته، واثنا عشر ألف فارس " (ملوك (1) 4/26 ). وهذا الرقم كبير جداً، خاصة مع صغر أورشليم زمن سليمان عليه السلام، وهو على كل حال مناقض لما جاء في سفر الأيام، وفيه " كان لسليمان أربعة ألاف مذود خيل ومركبات، واثنا عشر ألف فارس " ( أيام (2) 9/25 ). ويحاول القس استانلي شوبرج كبير قساوسة السويد إزالة هذا التناقض في مناظرته مع العلامة ديدات، فيقول في محاولة يائسة منه تدعو للضحك: " إن هذا يبرهن على بركة الله، في البداية كان عند سليمان أربعة آلاف مذود، زادت إلى أربعين ألف مذود بانتهاء العام ". - وتتحدث الأسفار عن غنائم داود التي غنمها من ملك صوبة، فيقول سفر صموئيل: "وضرب داود هدد عزر بن رحوب ملك صوبة حين ذهب ليرد سلطته عند نهر الفرات، فأخذ داود منه ألفاً وسبع مائة فارس وعشرين ألف راجل، وعرقب داود جميع خيل المركبات، وأبقى منها مائة مركبة" (صموئيل (2) 8/3-4)، فقد أخذ منه 1700 فارس، سوى ما أخذه من راجلته. وهذه الأرقام لا تتفق مع الأرقام التي ذكرها سفر الأيام، حين جعل الفرسان المأسورين 7000 فارس، وزاد أيضاً ألف مركبة، عدا ما أخذه من راجلته، فقال: "وضرب داود هدر عزر ملك صوبة في حماة حين ذهب ليقيم سلطته عند نهر الفرات، وأخذ داود منه ألف مركبة وسبعة آلاف فارس وعشرين ألف راجل، وعرقب داود كل خيل المركبات، وأبقى منها مائة مركبة" (الأيام (1) 18/3-4). - ويقص سفر صموئيل عن حرب أرام مع بني إسرائيل، فيقول: " وقتل داود من أرام سبعمائة مركبة، وأربعين ألف فارس " ( صموئيل (2) 10/18 ). ثم أعادت التوراة ذكر حرب إسرائيل مع أرام فقال كاتب سفر الأيام: " وهرب أرام من أمام إسرائيل، وقتل داود من أرام سبعة آلاف مركبة وأربعين ألف راجل " (الأيام (1) 19/18 ). وبين السفرين تناقض واضح في نقطتين : الأول : كم عدد المراكب التي قتلها جيش إسرائيل هل 700 أم 7000، ولم يوضح لنا السفر كيف تقتل المراكب ؟ ولعله أراد من فيها. الثاني : هل كان القتلى من الفرسان أم المشاة ؟ فكيف لم يفرق الملهِم بين الفرسان والمشاة ؟ - ويتحدث سفر صموئيل عن أن داود قد أمره الرب " عاد فحمي غضب الرب على إسرائيل فأهاج عليهم داود قائلاً: امض وأحصي إسرائيل ويهوذا " ففعل داود " فكان إسرائيل ثمانمائة ألف رجل ذي بأس مستل السيف (800 ألف)، ورجال يهوذا خمسمائة ألف رجل " (500 ألف). ثم إن داود ندم على إحصائه بني إسرائيل وقال للرب: " لقد أخطأت جداً في ما فعلت، والآن يا رب أزل إثم عبدك " مع أنه امتثل للأمر تماماً. ثم أمر الله جاد النبي أن يبلغ داود عقوبة الله له، وأن الله يخيره بين أمور " أتأتي عليك سبع سني جوع في أرضك ؟ أم تهرب ثلاثة أشهر أمام أعدائك وهم يتبعونك ؟ أم يكون ثلاثة أيام وباء في أرضك ؟ فالآن اعرف وانظر ماذا أرد جواباً على مرسلي " ( صموئيل (2) 24/1 - 13). ويختلف سفر الأيام في رواية القصة ذاتها عن سفر صموئيل فيقول: "ووقف الشيطان ضد إسرائيل وأغوى داود ليحصي إسرائيل.... فدفع يوآب جملة عدد الشعب إلى داود فكان كل إسرائيل ألف ألف ومائة ألف رجل (مليون ومائة ألف) مستلّي السيف، ويهوذا أربع مئة وسبعين ألف رجل مستلّي السيف (470 ألف)،... وقبح في عيني الله هذا الأمر فضرب إسرائيل. فقال داود لله: لقد أخطأت جداً حيث عملت هذا الأمر، والآن أزل إثم عبدك لأني سفهت جداً. فكلم الرب جاد رائي داود وقال: اذهب وكلم داود قائلاً: هكذا قال الرب: ثلاثة أنا عارض عليك، فاختر لنفسك واحدا منها فافعله بك... إما ثلاث سنين جوع أو ثلاثة أشهر هلاك أمام مضايقيك وسيف أعدائك يدركك، أو ثلاثة أيام يكون فيها سيف الرب ووبأ في الأرض وملاك الرب يعثو في كل تخوم إسرائيل.فانظر الآن ماذا أرد جواباً لمرسلي". (الأيام (1) 21/1 - 12). فقد تناقض النصان في أمور : 1) من الذي أمر بإحصاء بني إسرائيل الرب أم الشيطان ؟ وكما يقول العلامة ديدات: " فإن الشيطان والرب ليسا مصطلحين مترادفين في أي الديانات ". 2) أعداد بني إسرائيل، ففي سفر صموئيل كان رجال إسرائيل 800000 وفي الأيام أضحوا 1.100000، وفي سفر صموئيل كان رجال يهوذا 500000 رجل، فجعلهم سفر الأيام 470000 رجل، فأي السفرين أرقامه صحيحة ؟ ومن المخطئ هل هو الروح القدس أم الكتبة الملهمين؟ 3) وهل كانت العقوبة التي خير داود ثلاث سنين جوع أم سبع سنين. - ويذكر كل من سفري عزرا ونحميا قائمة طويلة بأعداد العائدين من السبي من كل قبيلة، (انظر عزرا 2 ونحميا 7)، ويتفقان في كثير من الأرقام التي يذكرانها، ويختلفان أيضاً في كثير منها، وفيما يلي بعض هذه في سفر عزرا أنهم كانوا : " الذين جاءوا مع زربابل... بنو آرح سبع مائة وخمسة وسبعون، بنو فحث موآب من بني يشوع ويوآب ألفان وثمان مائة واثنا عشر... بنو زتو تسع مائة وخمسة وأربعون... بنو باني ست مائة واثنان وأربعون..، بنو حشوم مائتان وثلاثة وعشرون،.. بنو عزجد ألف ومائتان واثنان وعشرون،.. بنو عادين أربع مائة وأربعة وخمسون.. بنو باباي ست مائة وثلاثة وعشرون،.. رجال بيت ايل وعاي مائتان وثلاثة وعشرون،...بنو سناءة ثلاثة آلاف وست مائة وثلاثون..المغنون بنو آساف مائة وثمانية وعشرون، بنو البوابين بنو شلوم بنو آطير بنو طلمون بنو عقّوب بنو حطيطا بنو شوباي الجميع مائة وتسعة وثلاثون" (عزرا 2/2-42). |
عدل سابقا من قبل في الأحد يناير 06, 2008 2:51 pm عدل 1 مرات