الملحد عبيد الله بن ميمون القداح
( ت 322 هـ )
ممن ادعى
المهدية هذا الباطني الملحد ميمون بن القداح ، كان جده يهودياً من بيت
مجوسي ، فانتسب بالكذب والزور إلى أهل البيت ، وادعى أنه المهدي الذي بشّر
به النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلّم - ، وملك ، وتغلّب ، واستفحل
أمره ، إلى أن استولت ذريّته الملاحده المنافقون ، الذين كانوا أعظم الناس
عداوة لله ولرسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، على بلاد المغرب ن
ومصر ، والحجاز ، والشام ، واشتدت غربة الإسلام ، ومحنته ، ومصيبته بهم ،
وكانوا يدّعون الإلهية ن ويدعون أن للشريعة باطناً يخالف ظاهرها ، وهم
ملوك القرامطة الباطنية أعداء الله ، فتستروا بالرفض ، والانتساب - كذباً
- إلى أهل البيت ، ودانوا بدين أهل الإلحاد ، وروّجوه ، ولم يزلْ أمرهم
ظاهراً ، إلى أن أنقذ الله الأمة منهم ، ونصر الإسلام بصلاح الدين يوسف بن
أيوب - رحمه الله - ، فاستنقذ الأمة الإٍسلامية منهم ، وعادت مصر دار
إسلامٍ بعد أن كانت دار نفاقٍ وإلحادٍ في زمنهم(2) .
وقال شيخ
الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : (( إن طوائف ادعى كلٌ منهم أنه المهدي
المبشر به ، مثل مهدي القرامطة الباطنية ، الذي أقام دعوتهم بالمغرب ، وهم
من ولد ميمون القدّاح ، وادعوا أن ميموناً هذا من ولد محمد بن إسماعيل(3)
، وإلى ذلك انتسبت الإسماعيلية ، وهم ملاحدة في الباطن ، خارجون عن جميع
الملل ، أكفر من الغالية ، كالنصيرية ، ومذهبهم مركّب من مذهب المجوس ،
والصائبة ، والفلاسفة مع إظهار التشيع ، وجدّهم رجلٌ يهوديٌّ كان ربيباً
لرجل مجوسي ، وقد كانت لهم دولة وأتباع ، وقد صنّف العلماء كُتُباً في كشف
أسرارهم ، وهتك أستارهم ، مثل : كتاب القاضي أبي بكر الباقلاني ، والقاضي
عبد الجبار الهمداني ، وكتاب الغزالي ، ونحوهم (1) .
قال الحافظ ابن
كثير - رحمه الله - تعالى : ( كانت مدة ملك الفاطميين مئتين وثمانين سنة ،
وكسراً ، فصاروا كأمس الذاهب { كأن لم يغنوا فيها } وكان أول ملك منهم
المهدي ، وكان من سليمة (2) ، حداداً اسمه عبيد ، وكان يهودياً ، فدخل
بلاد المغرب ، وتسمى بعُبيد الله ، وادّعى أنه شريف علوي فاطمي ، وقال عن
نفسه إنه المهدي ، كما ذكر ذلك غير واحد من العلماء والأئمة ، بعد الأربع
مئة(3) .
والمقصود أن هذا الدّعيِّ من الكذّاب راج له ما افتراه في
تلك البلاد ، ووزره جماعة من الجهلة ، وصارت له دولة وصولة ، ثم تمكن ،
إلى أن بنى مدينة سمّاها (( المهدية ))(4) ، نسبةً إليه ن وصار ملكاً
مطاعاً ، يظهر الرفض ، وينطوي على الكفر المحض ) (5) . اهـ .
* وقال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في أحداث سنة 402 هـ :
(( وكتب جماعة من العماء ، والقضاة ، والأشراف ، والعدول ، والصالحين ،
والفقهاء ، والمحدثين ، وشهدوا جميعاً أن الفاطميين ملوك مصر ( كُفّار
فُسّاق فجّار ملحدون ، زنادقة معطّلون ، وللإسلام جاحدون ، ولمذهب
المجوسية والثنوية معتقدون ، قد عطّلوا الحدود ، وأباحوا الفروج ، وأحلّوا
الخمر ، وسفكوا الدماء ، وسبّوا الأنبياء ، ولعنوا السلف ، وادّعوا
الرّبوية )(1) .
* وقال - أيضاً - رحمه الله تعالى - :
( وقد
كان الفاطميون أغنى الخلفاء ، وأكثرهم مالاً ، وكانوا من أعتى الخلفاء ،
وأجبرهم ، وأظلمهم ، وأنجس الملوك سيرةً ، وأخبثهم سريرةً ، ظهرت في
دولتهم البدع والمنكرات ، وكثر أهل الفساد ، وقلّ عندهم الصالحون من
العلماء ، والعبّاد ، وكثر بأرض الشام النصرانية ، والدرزية ، والحشيشية ،
وتغلّب الفرنجُ على سواحل الشام بأكمله ... وقتلوا من المسلمين خَلقاً ،
وأمماً لا يحصيهم إلا الله وسبوا ذراري المسلمين من النساء والولدان ، مما
لا يحد ، ولا يوصف ، وأخذوا من أموال المسلمين ما لا يًحدُّ ، ولا يوصف
... ) (2) . اهـ .
وقال القاضي الباقلاني عنهم : (( هم قومٌ يظهرون الرفض ، ويبطنون الكُفر المحض ، والله - سبحانه - أعلم ))(3) . أهـ .
ورؤى الفقيه المالكي عبد الله بن التبان يبكي بحرقة ، فقيل له في ذلك ،
فقال : (( خشية أن يشك الناس في كفر بني عبيد فيدخلوا النار )) (4) .
* وقال السيوطي في (( تاريخ الخلفاء )) :
( ولم أورد أحداً من الخلفاء العبيديين ، لأن إمامتهم غير صحيحة ، لأمور :
* منها : أنهم غير قرشيين ، وإنما سمّتهم بالفاطميين جهلة العوام ، وإلا
فجدّهم مجوسي ، قال القاضي عبد الجبار البصري : اسم جد الفاطميين سعيدٌ ن
وكان أبوه يهودياً حداداً نشابةٌ ...
وقال ابن خلكان : أكثر أهل
العلم لا يُصحّحون نسب المهدي عبيد الله جد خلفاء مصر ، حتى إن العزيز
بالله ابن المعز في أول ولايته صعد المنبر يوم الجمعة ، فوجد هناك ورقة
فيها هذه الأبيات :
إنا سمعنا نسباً منكراً يتلى على المنبر في الجامع
إن كنت فيما تدّعي صادقا فاذكر أباً بعد الأب السّابع
وإن ترد تحقيق ما قلته فانسب لنا نفسك كالطائع
أول لا ، دع الأنساب مستورة وادخل بنا في النسب الواسع
وإنّ أنساب بني هاشم يقصر عنها طمع الطّامع
وكتب العزيز إلى الأموي صاحب الأندلس كتاباً سبّه فيه ، وهجاه ، فكتب إليه
الأمويّ : (( أما بعدُ ، فإنك عرفتنا فهجوتنا ، ولو عرفناك لأجبناك )) ،
يعني أنه دعيٌّ لا تُعرف قبيلته ، وما أحسن ما قال حفيده المعزّ صاحب
القاهرة ، وقد سأله ابن طباطبا عن نسبهم ، فجذب نصف سيفه في الغمد ، وقال
: (( هذا نسبي )) ، ونثر على الأمراء والحاضرين الذهب ، وقال : (( هذا
حسبي )) .
* ومنها : أن أكثرهم زنادقة خارجون عن الإسلام ، ومنهم من
أظهر سبّ الأنبياء ، ومنهم من أباح الخمر ، ومنهم من أمر بالسجود له ،
والخيّر منهم رافضي خبيث لئيم ، يأمر بسب الصحابة - رضي الله تعالى عنهم -
، ومثل هؤلاء لا تنعقد لهم بيعة ، ولا تصح لهم إمامة .
قال القاضي
أبو بكر الباقلاني : (( كان المهدي عبيد الله باطنياً خبيثاً ، حريصاً على
إزالة ملة الإسلام ، أعدم العلماء والفقهاء ، ليتمكن من إغواء الخلق ،
وجاء أولاده على أسلوبه : أباحوا الخمور والفجور ، وأشاعوا الرفض )) .
وقال الذهبي : (( كان القائم بن المهدي شراً من أبيه ، زنديقاً ملعوناً ،
أظهر سب الأنبياء )) وقال : (( وكان العبيديّون شراً من التتار على ملة
الإسلام )) ، وقال أبو الحسن القابسي : (( إن الذين قتلهم عبيد الله وبنوه
من العلماء والعبّاد - أربعة آلاف رجل ، ليردّوهم عن الترضي عن الصحابة ،
فاختاروا الموت )) .
قال القاضي عياض : (( سئل أبو محمد القيرواني
الكيزاني ، من علماء المالكية ، عمّن أكرهه بنو عبيد - يعني مصر - على
الدخول في دعوتهم ، أو يقتل .
قال : يختار القتل ، ولا يُعذر أحدٌ في هذا الامر ... ، لأن المقام في موضع يطلب من أهله تعطيل الشرائع ، وهو لا يجوز )) .
وقال ابن خلكان : (( وقد كانوا يدّعون علم المغيّبات ، وأخبارُهم في ذلك
مشهورة ، حتى أن العزيز صعد يوماً منبراً ، فرأى ورقةً فيها مكتوب :
إن كنت أُعطيت علمي غيب بين لنا كاتب البطاقة
بالظلم والجور قد رضينا وليس بالكفر والحماقة
وكتبت إليه امرأة قصة ، فيها : (( بالذي أعز اليهود بميشا ، والنصارى بابن
نسطور ، وأذل المسلمين بك ، إلا نظرت في أمري )) ، وكان ميشا اليهودي
عاملاً بالشام ، وابن نسطور النصراني بدمشق .
* ومنها أن مبايعتهم
صدرت والإمام العباسي قائم موجود سابق البيعة ، فلا تصح ، إذ لا تصح
البيعة لإمامين في وقت واحد ، والصحيح المتقدّمُ )) . اهـ(1) .
( ت 322 هـ )
ممن ادعى
المهدية هذا الباطني الملحد ميمون بن القداح ، كان جده يهودياً من بيت
مجوسي ، فانتسب بالكذب والزور إلى أهل البيت ، وادعى أنه المهدي الذي بشّر
به النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلّم - ، وملك ، وتغلّب ، واستفحل
أمره ، إلى أن استولت ذريّته الملاحده المنافقون ، الذين كانوا أعظم الناس
عداوة لله ولرسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ، على بلاد المغرب ن
ومصر ، والحجاز ، والشام ، واشتدت غربة الإسلام ، ومحنته ، ومصيبته بهم ،
وكانوا يدّعون الإلهية ن ويدعون أن للشريعة باطناً يخالف ظاهرها ، وهم
ملوك القرامطة الباطنية أعداء الله ، فتستروا بالرفض ، والانتساب - كذباً
- إلى أهل البيت ، ودانوا بدين أهل الإلحاد ، وروّجوه ، ولم يزلْ أمرهم
ظاهراً ، إلى أن أنقذ الله الأمة منهم ، ونصر الإسلام بصلاح الدين يوسف بن
أيوب - رحمه الله - ، فاستنقذ الأمة الإٍسلامية منهم ، وعادت مصر دار
إسلامٍ بعد أن كانت دار نفاقٍ وإلحادٍ في زمنهم(2) .
وقال شيخ
الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : (( إن طوائف ادعى كلٌ منهم أنه المهدي
المبشر به ، مثل مهدي القرامطة الباطنية ، الذي أقام دعوتهم بالمغرب ، وهم
من ولد ميمون القدّاح ، وادعوا أن ميموناً هذا من ولد محمد بن إسماعيل(3)
، وإلى ذلك انتسبت الإسماعيلية ، وهم ملاحدة في الباطن ، خارجون عن جميع
الملل ، أكفر من الغالية ، كالنصيرية ، ومذهبهم مركّب من مذهب المجوس ،
والصائبة ، والفلاسفة مع إظهار التشيع ، وجدّهم رجلٌ يهوديٌّ كان ربيباً
لرجل مجوسي ، وقد كانت لهم دولة وأتباع ، وقد صنّف العلماء كُتُباً في كشف
أسرارهم ، وهتك أستارهم ، مثل : كتاب القاضي أبي بكر الباقلاني ، والقاضي
عبد الجبار الهمداني ، وكتاب الغزالي ، ونحوهم (1) .
قال الحافظ ابن
كثير - رحمه الله - تعالى : ( كانت مدة ملك الفاطميين مئتين وثمانين سنة ،
وكسراً ، فصاروا كأمس الذاهب { كأن لم يغنوا فيها } وكان أول ملك منهم
المهدي ، وكان من سليمة (2) ، حداداً اسمه عبيد ، وكان يهودياً ، فدخل
بلاد المغرب ، وتسمى بعُبيد الله ، وادّعى أنه شريف علوي فاطمي ، وقال عن
نفسه إنه المهدي ، كما ذكر ذلك غير واحد من العلماء والأئمة ، بعد الأربع
مئة(3) .
والمقصود أن هذا الدّعيِّ من الكذّاب راج له ما افتراه في
تلك البلاد ، ووزره جماعة من الجهلة ، وصارت له دولة وصولة ، ثم تمكن ،
إلى أن بنى مدينة سمّاها (( المهدية ))(4) ، نسبةً إليه ن وصار ملكاً
مطاعاً ، يظهر الرفض ، وينطوي على الكفر المحض ) (5) . اهـ .
* وقال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في أحداث سنة 402 هـ :
(( وكتب جماعة من العماء ، والقضاة ، والأشراف ، والعدول ، والصالحين ،
والفقهاء ، والمحدثين ، وشهدوا جميعاً أن الفاطميين ملوك مصر ( كُفّار
فُسّاق فجّار ملحدون ، زنادقة معطّلون ، وللإسلام جاحدون ، ولمذهب
المجوسية والثنوية معتقدون ، قد عطّلوا الحدود ، وأباحوا الفروج ، وأحلّوا
الخمر ، وسفكوا الدماء ، وسبّوا الأنبياء ، ولعنوا السلف ، وادّعوا
الرّبوية )(1) .
* وقال - أيضاً - رحمه الله تعالى - :
( وقد
كان الفاطميون أغنى الخلفاء ، وأكثرهم مالاً ، وكانوا من أعتى الخلفاء ،
وأجبرهم ، وأظلمهم ، وأنجس الملوك سيرةً ، وأخبثهم سريرةً ، ظهرت في
دولتهم البدع والمنكرات ، وكثر أهل الفساد ، وقلّ عندهم الصالحون من
العلماء ، والعبّاد ، وكثر بأرض الشام النصرانية ، والدرزية ، والحشيشية ،
وتغلّب الفرنجُ على سواحل الشام بأكمله ... وقتلوا من المسلمين خَلقاً ،
وأمماً لا يحصيهم إلا الله وسبوا ذراري المسلمين من النساء والولدان ، مما
لا يحد ، ولا يوصف ، وأخذوا من أموال المسلمين ما لا يًحدُّ ، ولا يوصف
... ) (2) . اهـ .
وقال القاضي الباقلاني عنهم : (( هم قومٌ يظهرون الرفض ، ويبطنون الكُفر المحض ، والله - سبحانه - أعلم ))(3) . أهـ .
ورؤى الفقيه المالكي عبد الله بن التبان يبكي بحرقة ، فقيل له في ذلك ،
فقال : (( خشية أن يشك الناس في كفر بني عبيد فيدخلوا النار )) (4) .
* وقال السيوطي في (( تاريخ الخلفاء )) :
( ولم أورد أحداً من الخلفاء العبيديين ، لأن إمامتهم غير صحيحة ، لأمور :
* منها : أنهم غير قرشيين ، وإنما سمّتهم بالفاطميين جهلة العوام ، وإلا
فجدّهم مجوسي ، قال القاضي عبد الجبار البصري : اسم جد الفاطميين سعيدٌ ن
وكان أبوه يهودياً حداداً نشابةٌ ...
وقال ابن خلكان : أكثر أهل
العلم لا يُصحّحون نسب المهدي عبيد الله جد خلفاء مصر ، حتى إن العزيز
بالله ابن المعز في أول ولايته صعد المنبر يوم الجمعة ، فوجد هناك ورقة
فيها هذه الأبيات :
إنا سمعنا نسباً منكراً يتلى على المنبر في الجامع
إن كنت فيما تدّعي صادقا فاذكر أباً بعد الأب السّابع
وإن ترد تحقيق ما قلته فانسب لنا نفسك كالطائع
أول لا ، دع الأنساب مستورة وادخل بنا في النسب الواسع
وإنّ أنساب بني هاشم يقصر عنها طمع الطّامع
وكتب العزيز إلى الأموي صاحب الأندلس كتاباً سبّه فيه ، وهجاه ، فكتب إليه
الأمويّ : (( أما بعدُ ، فإنك عرفتنا فهجوتنا ، ولو عرفناك لأجبناك )) ،
يعني أنه دعيٌّ لا تُعرف قبيلته ، وما أحسن ما قال حفيده المعزّ صاحب
القاهرة ، وقد سأله ابن طباطبا عن نسبهم ، فجذب نصف سيفه في الغمد ، وقال
: (( هذا نسبي )) ، ونثر على الأمراء والحاضرين الذهب ، وقال : (( هذا
حسبي )) .
* ومنها : أن أكثرهم زنادقة خارجون عن الإسلام ، ومنهم من
أظهر سبّ الأنبياء ، ومنهم من أباح الخمر ، ومنهم من أمر بالسجود له ،
والخيّر منهم رافضي خبيث لئيم ، يأمر بسب الصحابة - رضي الله تعالى عنهم -
، ومثل هؤلاء لا تنعقد لهم بيعة ، ولا تصح لهم إمامة .
قال القاضي
أبو بكر الباقلاني : (( كان المهدي عبيد الله باطنياً خبيثاً ، حريصاً على
إزالة ملة الإسلام ، أعدم العلماء والفقهاء ، ليتمكن من إغواء الخلق ،
وجاء أولاده على أسلوبه : أباحوا الخمور والفجور ، وأشاعوا الرفض )) .
وقال الذهبي : (( كان القائم بن المهدي شراً من أبيه ، زنديقاً ملعوناً ،
أظهر سب الأنبياء )) وقال : (( وكان العبيديّون شراً من التتار على ملة
الإسلام )) ، وقال أبو الحسن القابسي : (( إن الذين قتلهم عبيد الله وبنوه
من العلماء والعبّاد - أربعة آلاف رجل ، ليردّوهم عن الترضي عن الصحابة ،
فاختاروا الموت )) .
قال القاضي عياض : (( سئل أبو محمد القيرواني
الكيزاني ، من علماء المالكية ، عمّن أكرهه بنو عبيد - يعني مصر - على
الدخول في دعوتهم ، أو يقتل .
قال : يختار القتل ، ولا يُعذر أحدٌ في هذا الامر ... ، لأن المقام في موضع يطلب من أهله تعطيل الشرائع ، وهو لا يجوز )) .
وقال ابن خلكان : (( وقد كانوا يدّعون علم المغيّبات ، وأخبارُهم في ذلك
مشهورة ، حتى أن العزيز صعد يوماً منبراً ، فرأى ورقةً فيها مكتوب :
إن كنت أُعطيت علمي غيب بين لنا كاتب البطاقة
بالظلم والجور قد رضينا وليس بالكفر والحماقة
وكتبت إليه امرأة قصة ، فيها : (( بالذي أعز اليهود بميشا ، والنصارى بابن
نسطور ، وأذل المسلمين بك ، إلا نظرت في أمري )) ، وكان ميشا اليهودي
عاملاً بالشام ، وابن نسطور النصراني بدمشق .
* ومنها أن مبايعتهم
صدرت والإمام العباسي قائم موجود سابق البيعة ، فلا تصح ، إذ لا تصح
البيعة لإمامين في وقت واحد ، والصحيح المتقدّمُ )) . اهـ(1) .