العواصم من القواصم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القرآن الكريم - السنة المطهرة - السيرة النبوية - الفرق و المذاهب - مناقشة القضايا المعاصرة


    احتلال الصليبيين لإنطاكية

    Admin
    Admin
    Admin
    Admin


    المساهمات : 79
    تاريخ التسجيل : 09/11/2007

    احتلال الصليبيين لإنطاكية Empty احتلال الصليبيين لإنطاكية

    مُساهمة من طرف Admin السبت نوفمبر 17, 2007 1:49 pm

    احتلال الصليبيين لإنطاكية


    من ذاكرة التاريخ
    الزمان / 3 جمادى الأولى – 491هـ
    المكان / إنطاكية – شمال الشام


    الموضوع / أولى الحملات الصليبية على بلاد المسلمين

    لابد أن نفرق بين عدوين اختلط أمرهما على الكثير حتى عدوهما واحداً لكونهما من النصارى ,


    العدو الأول الدولة الرومية أو البيزنطية وهي التي اصطدمت مع المسلمين منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وكان قائدهم 'هرقل' وكانت هذه الدولة شمال الشام وشرق أوروبا وآسيا وعاصمتها هي القسطنطينية وكانت دولة نصرانية أرثوذكسية تدين بالمذهب القديم ,

    أما العدو الثاني فهي لا ينضون تحت مسمى دولة واحدة بل جمعتهم راية واحدة وعقيدة واحدة وهي الصليب وعقيدة الكاثوليك وهم الفرنجة سكان غرب أوروبا وكانوا شتات ولكن جمعتهم الحروب الصليبية في الأندلس ضد المسلمين

    وخرجوا إلى بلاد المسلمين بعد صيحة البابا 'أوربان الثاني' ورحلات 'بطرس الناسك' بين أرجاء أوروبا لاستثارة الصليبيين على المسلمين , وهذا التميز لازم لمعرفة تاريخ الحملات الصليبية .

    العدو الأول اضمحل أمره وأخذ المسلمون كثيراً من بلاده أما العدو الثاني فكان بينه وبين المسلمين بلاد وبحار وقفار فلم يكن هناك مواجهة مباشرة بينهما


    ولكن كان ابتداء ظهور دولة الفرنج واشتداد أمرهم وخروجهم لبلاد المسلمين بعد أن استولوا على طليطلة وغيرها في بلاد الأندلس ثم قصدوا جزيرة صقلية فاحتلوها سنة 484هـ أما عن سبب خروجهم لبلاد الشام فقد اختلف فيه المؤرخون في ذلك على أقوال :

    الأول : أن ملكاً كبيراً من ملوك الفرنج اسمه 'بردويل' جمع جموعاً كثيراً من الفرنج وأرسل إلى ملك صقلية 'رجار'


    وكان قريبه يطلب منه أن يستعد معه لغزو أفريقية وأخذها من يد تميم بن المعز فخاف 'رجار' من غائلة قدوم هذه الجحافل على بلاده وحدوث مجاعة بسبب ذلك وكلفة تلك الجيوش ستكون عليه وعلى بلده والنصر سوف يكون 'لبردويل'

    وحده وخاف أيضا من غدر العهود التي بينه وبين تميم ملك إفريقية فأرسل رجار إلى بردويل يزين له الخروج لبلاد الشام بدلاً من إفريقية ويزين له فتح بيت المقدس والفخر بذلك فاقتنع بردويل وحول وجهته للشام .

    الثاني : أن الفاطميين لما رأوا قوة الدولة السلجوقية الوليدة الفتية وتنامي تلك القوة حتى تمكنت من الاستيلاء على بلاد الشام حتى غزة


    ولم يبق بينهم وبين مصر ولاية أخرى تمنعهم ودخول الأقسيس على مصر وحصرها وأن هذه الدولة تصدت لمحاولات دعاة الفاطميين في العراق وبلاد ما وراء النهر حتى أن بعض البلاد التي كانت تخطب لهم صارت تخطب للعباسيين والسلجوقيين

    مثال إفريقية الجانب الغربي للفاطميين عندها أرسل الفاطميون للفرنج يدعونهم إلى الخروج إلى الشام ليملكوه ويكون بينهم وبين المسلمين السنة حاجز من هؤلاء الفرنجة الصليبيين وهذا الرأي هو أقرب الأقوال للصحة.

    الثالث : الفعلة الحمقاء التي قام بها الحاكم بأمر الله الفاطمي عندما أمر بتخريب كنيسة 'القيامة' المقدسة عند الصليبيين عملاً بنصيحة 'منصور بن عبدون' وزيره النصراني ولكنه كان على المذهب الأرثوذكسي الذي يعادي الكاثوليك ,


    فأدى هذا العمل لإثارة حمية الصليبيين للاستيلاء على بيت المقدس لأن 'بطرس الناسك' تقل صورة ما حدث للبابا أوربان الثاني فأطلق صيحة للجهاد ضد المسلمين وهذا الرأي أيضا قوي ولعله اجتمع مع الرأي الثاني .


    ومهما يكون من سبب لخروج الصليبيين للشام فإنهم أعدوا جيوشاً جرارة وساروا إلى القسطنطينية ليعبروا المجاز إلى بلاد المسلمين فمنعهم ملك الروم حتى يسلموا له إنطاكية


    وكان قصده من ذلك أن يحثهم على مواصلة الجهاد ضد المسلمين خاصة السلجوقيين ووصل الفرنج إلى بلاد السلاجقة الروم واحتلوا مدينة قونية وحاول ملكها قلج أرسلان الدفاع عنها فلم يستطع لضخامة جيوش الفرنج ثم اتجه الفرنج إلى إنطاكية أول بلاد المسلمين في الشام وكان ملكها رجلاً عاقلاً حازماً اسمه 'باغيسيان'

    وكان قد قطع خطبة الفاطميين وخطب للعباسيين مما دعا بالفاطميين أن يرسلوا للفرنج بغزو الشام والبدء بإنطاكية فحاصر الفرنج المدينة تسعة أشهر كاملة واستطاع 'باغيسيان' أن يدافع عن المدينة دفاع الأبطال وظهرت جودة رأيه وشجاعته أثناء الحصار

    فهلك معظم الفرنج موتاً من الجوع والبرد ولو بقوا على كثرتهم التي خرجوا فيها لطبقوا بلاد الإسلام .

    عندما شعر الصليبيون بضراوة المقاومة لجأوا إلى سلاح الخيانة والغدر عندما راسلوا أحد مستحفظي الأبراج واسمه زراد


    ودفعوا له رشوة ووعدوه بأقطاع وكان يتولى حفظ برج يلي الوادي وهو مبنى على شباك في الوادي فعندها فتح هذا الملعون باب وشباك الحصن فدخل حوالي 500 صليبي للبرج وعند السحر ضربوا البوق ففزع أهل المدينة

    وظنوا أن الصليبيين قد ملكوا قلعة المدينة ففر الناس من كل مكان وفر معهم باغيسيان وكان هروبه معونة للصليبيين ولو ثبت لهم ساعة واحدة لهلك الفرنج فدخل الصليبيون المدينة وقتلوا من فيه من المسلمين وسبوا وأسروا النساء والأطفال وذلك في الثالث من جمادى الأولى سنة 491هـ وكان ذلك أول قدم للصليبيين في بلاد الشام والمسلمين .

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مارس 29, 2024 3:46 am