[size=24][b]بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلاة وسلاما علي المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا ونبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين ،،،،
وبعد
فمن الخصوصيات الربانية لخير البرية صلي الله عليه وسلم ما يأتي :
** ولد صلي الله عليه وسلم مختونا مسرورا ....
وفى هذا أخرج الطبرانى فى ( الاوسط ) ، وابو نعيم ، والخطيب ، وابن عساكر ، من طرق عن أنس بن مالك رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" من كرامتى على ربى أنى ولدت مختونا . ولم ير أحد سوأتى " ..
وصححه الضياء فى ( المختارة ) ،،
وقال ابن سعد أنبانا يونس بن عطاء المكى ، حدثنى الحكم بن ابان العدنى ، حدثنا عكرمة عن ابن عباس عن أبيه العباس ، قال :
ولد النبى مختونا مسرورا ، وأعجب ذلك عبد المطلب وحظى عنده ، وقال :
ليكونن لابنى هذا شأن ، فكان له شأن ....
اخرجه البيهقى وابن عساكر ...
(ومعنى مسرورا ، أى مقطوع السر ، وهو الحبل الموصول بالسرة ، ليتغذى بواسطته الجنين وهو فى بطن أمه ، يقطع عند ولادته ) .
وفى ( الوشاح فى الآداب ) لابن دريد ، محمد بن الحسن المتوفى سنة 321 هجرى ، قال ابن الكلبى :
بلغنا عن كعب الاحبار أنه قال :
نجد فى بعض كتبنا أن آدم خلق مختونا ، واثنى عشر نبيا من بعده من ولده خلقوا مختتنين ، آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم وشيث وإدريس ونوح ولوط ويوسف وموسى وسليمان وشعيب ويحيى وهود وصالح ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ...
وقد ذكر ذلك أيضا الإمام السيوطى رحمه الله تعالي فى ( الخصائص النبوية الكبرى ) ..
** ثويبة الأسلمية ، ( معتوقة أبى لهب ) كانت جارية له ....وافت سيدها ( أبا لهب ) ببشرى ميلاده صلى الله عليه وسلم ،،، فأعتقها
هذه السيدة أرضعت النبى محمدا صلي الله عليه وسلم ، وأرضعت أيضا حمزة بن عبد المطلب ، بلبن ابنها مسروح وكذا ارضعت أبا سلمة عبد الله الاشد المخزومى رضي الله عنهم أجمعين ....
وفى ذلك لا يفوتنك الوقوف والتبصر عند دلالات هذه الاسماء
( ثويبة ومسروح وحمزة وأبى سلمة ) .
** سماه جده عبد المطلب محمدا ...
ذلك أنه ذبح عنه فى اليوم السابع لمولده ، ودعا قريشا . فلما أكلوا .وفرغوا ، قالوا :
يا عبد المطلب ، ما سميته ؟
قال : سميته محمدا .
قالوا : فما رغبت به عن أسماء أهل بيتك ؟
قال : أردت أن يحمده الله فى السماء وخلقه فى الارض ......
.ولم يكن هذا الاسم معروفا من قبل إلا قليلا .
** كانت حاضنته ( بركة الحبشية ) ، تلك التى كانت ضمن ميراثه من أبيه ( عبد الله ) ،
وهى أم أيمن ....وهنا لنا أن نتبصر فى معنى البركة ، ومعنى الإيمان .
وترضعه ( حليمة السعدية ) فى بنى سعد بن بكر .....
وهنا نقف أيضا مع الحلم مدلولا مستفادا ...
و كذا مع السعد والسعادة ، رموزا لها دلالاتها وإشاراتها وإرهاصاتها .
** أما عن توقيت ميلاده صلى الله عليه وسلم ، فقد حققه العلامة محمود باشا الفلكى رحمه الله تعالي المتوفي في سنة 1885 م ، بأنه كان فى فجر يوم الإثنين ، التاسع من شهر ربيع الأول ، الموافق العشرين من شهر ابريل سنة 571 ميلادية ،
وقد وافق ذلك سنة 886 من تاريخ ذى القرنين الذى يؤرخ له الروم ...
جاء فى البداية والنهاية أن السهيلى رحمه الله تعالي قال :
كانت قصة الفيل أول المحرم من سنة 886 من تاريخ ذى القرنين . وفى عامها ولد النبى صلى الله عليه وسلم على المشهور ...وذو القرنين هذا هو الثانى اسكندر بن فلبس المقدونى الذى يؤرخ له الروم ....
وكان ذلك فى زمن حاكم الفرس ( كسرى انو شروان ) ، الملك العادل ، كما جاء فى الحديث الشريف :
" ولدت فى زمن الملك العادل كسرى أنو شروان "
** وكان ذلك فى فصل الربيع..أثري فصول السنة وأبهاها .
وهنا يحلو لنا ويطيب أن نقف بلا عجل .....
الميلاد فى يوم الاثنين ...
لا يوم السبت الذى تعظمه يهود ،
ولا يوم الأحد الذى تعظمه النصارى .
الميلاد كان مع انبلاج الفجر ...
ولم لا ،، وهو رمز النور والضياء والرحمة للعالمين ، وفى دنيا الناس للناس أجمعين ؟
الميلاد كان فى شهر ربيع الأول ، وفى فصل الربيع ...
وهنا قف معي قليلا عند دلالة الربيع والربيع ، واستمع لقول الشاعر ، إذ قال فى ذلك :
يقــول لســــــان الحــال منـــه *** وقول الحق يعذب للسميع
فوجهى والزمان وشهر وضعى *** ربيع فى ربيع فى ربيع
ويقول الآخر :
يوم يتيه على الزمان مساؤه *** وصباحه بمحمد وضاء
وصدق من قال فيه :
وأجمل منك لم تر قط عينى *** واكمل منك لم تلد النساء
خلقـت مبرأ من كل عيـــب *** كأنك قد خلقت كما تشـاء
نعم ...هى بلا ريب إرهاصاب ومقدمات ، ذات دلالات عميقة ، لاتخفى على ذى لب متفكر متدبر ، وقلب خالص سليم .....
ورحم الله البوصيرى إذ قال :
أبان مولده عن طيب عنصره *** يا طيب مبتدأ منه ومختتم
ورحم الله البارودى إذ قال :
هو النبى الذى لولا هدايته لكان *** أعلم من فى الأرض كالهمج
..ولعل أبلغ ما قاله إنسان فيه ، وصفا ومدحا ، ذلك الذى قاله البوصيرى رحمه الله تعالى :
ومبلغ العلم فيه أنه بشر *** وأنه خير خلق الله كلهم
ورحم الله من قال فى دعائه :
إلهى فانشرنى على دين أحمد *** تـقيـا نـقيـا قـانتـا لك أخشــع
ولا تحرمنى ياإلهى وسيـــدى *** شفاعته الكبرى فذاك المشفع
وصل عليـه ما دعـاك موحـــد *** وناجـاك أخيــار ببابك ركـع
ونختم بقول أصدق القائلين ، ربنا تبارك وتعالى ، إذ خاطبه واصفا ومادحا بقوله تعالى :
" وإنك لعلى خلق عظيم "
فاللهم ربنا لك الحمد على أن جعلتنا بهدايتك من أتباع هذا النبى العظيم ، ذى الخلق العظيم .
ثم...
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله الطيبين ، وعلى أصحابه الكرام الفائزين ، وعلى أتباعه إلى يوم الدين ،
واغفر لنا اللهم ولوالدينا ولمشايخنا ولذوى الحقوق علينا وللمسلمين أجمعين ،
وارحمنا برحمتك التى وسعت كل شيء ،
واحشرنا مع نبينا والنبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا ، يوم الدين ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم ، فأنت حسبنا ونعم الوكيل ........
اللهم آمين ...
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..
[size=24][b]صلاح جاد سلام [b][size=24][/size]
الحمد لله رب العالمين ، وصلاة وسلاما علي المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا ونبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين ،،،،
وبعد
فمن الخصوصيات الربانية لخير البرية صلي الله عليه وسلم ما يأتي :
** ولد صلي الله عليه وسلم مختونا مسرورا ....
وفى هذا أخرج الطبرانى فى ( الاوسط ) ، وابو نعيم ، والخطيب ، وابن عساكر ، من طرق عن أنس بن مالك رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال :
" من كرامتى على ربى أنى ولدت مختونا . ولم ير أحد سوأتى " ..
وصححه الضياء فى ( المختارة ) ،،
وقال ابن سعد أنبانا يونس بن عطاء المكى ، حدثنى الحكم بن ابان العدنى ، حدثنا عكرمة عن ابن عباس عن أبيه العباس ، قال :
ولد النبى مختونا مسرورا ، وأعجب ذلك عبد المطلب وحظى عنده ، وقال :
ليكونن لابنى هذا شأن ، فكان له شأن ....
اخرجه البيهقى وابن عساكر ...
(ومعنى مسرورا ، أى مقطوع السر ، وهو الحبل الموصول بالسرة ، ليتغذى بواسطته الجنين وهو فى بطن أمه ، يقطع عند ولادته ) .
وفى ( الوشاح فى الآداب ) لابن دريد ، محمد بن الحسن المتوفى سنة 321 هجرى ، قال ابن الكلبى :
بلغنا عن كعب الاحبار أنه قال :
نجد فى بعض كتبنا أن آدم خلق مختونا ، واثنى عشر نبيا من بعده من ولده خلقوا مختتنين ، آخرهم محمد صلى الله عليه وسلم وشيث وإدريس ونوح ولوط ويوسف وموسى وسليمان وشعيب ويحيى وهود وصالح ، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ...
وقد ذكر ذلك أيضا الإمام السيوطى رحمه الله تعالي فى ( الخصائص النبوية الكبرى ) ..
** ثويبة الأسلمية ، ( معتوقة أبى لهب ) كانت جارية له ....وافت سيدها ( أبا لهب ) ببشرى ميلاده صلى الله عليه وسلم ،،، فأعتقها
هذه السيدة أرضعت النبى محمدا صلي الله عليه وسلم ، وأرضعت أيضا حمزة بن عبد المطلب ، بلبن ابنها مسروح وكذا ارضعت أبا سلمة عبد الله الاشد المخزومى رضي الله عنهم أجمعين ....
وفى ذلك لا يفوتنك الوقوف والتبصر عند دلالات هذه الاسماء
( ثويبة ومسروح وحمزة وأبى سلمة ) .
** سماه جده عبد المطلب محمدا ...
ذلك أنه ذبح عنه فى اليوم السابع لمولده ، ودعا قريشا . فلما أكلوا .وفرغوا ، قالوا :
يا عبد المطلب ، ما سميته ؟
قال : سميته محمدا .
قالوا : فما رغبت به عن أسماء أهل بيتك ؟
قال : أردت أن يحمده الله فى السماء وخلقه فى الارض ......
.ولم يكن هذا الاسم معروفا من قبل إلا قليلا .
** كانت حاضنته ( بركة الحبشية ) ، تلك التى كانت ضمن ميراثه من أبيه ( عبد الله ) ،
وهى أم أيمن ....وهنا لنا أن نتبصر فى معنى البركة ، ومعنى الإيمان .
وترضعه ( حليمة السعدية ) فى بنى سعد بن بكر .....
وهنا نقف أيضا مع الحلم مدلولا مستفادا ...
و كذا مع السعد والسعادة ، رموزا لها دلالاتها وإشاراتها وإرهاصاتها .
** أما عن توقيت ميلاده صلى الله عليه وسلم ، فقد حققه العلامة محمود باشا الفلكى رحمه الله تعالي المتوفي في سنة 1885 م ، بأنه كان فى فجر يوم الإثنين ، التاسع من شهر ربيع الأول ، الموافق العشرين من شهر ابريل سنة 571 ميلادية ،
وقد وافق ذلك سنة 886 من تاريخ ذى القرنين الذى يؤرخ له الروم ...
جاء فى البداية والنهاية أن السهيلى رحمه الله تعالي قال :
كانت قصة الفيل أول المحرم من سنة 886 من تاريخ ذى القرنين . وفى عامها ولد النبى صلى الله عليه وسلم على المشهور ...وذو القرنين هذا هو الثانى اسكندر بن فلبس المقدونى الذى يؤرخ له الروم ....
وكان ذلك فى زمن حاكم الفرس ( كسرى انو شروان ) ، الملك العادل ، كما جاء فى الحديث الشريف :
" ولدت فى زمن الملك العادل كسرى أنو شروان "
** وكان ذلك فى فصل الربيع..أثري فصول السنة وأبهاها .
وهنا يحلو لنا ويطيب أن نقف بلا عجل .....
الميلاد فى يوم الاثنين ...
لا يوم السبت الذى تعظمه يهود ،
ولا يوم الأحد الذى تعظمه النصارى .
الميلاد كان مع انبلاج الفجر ...
ولم لا ،، وهو رمز النور والضياء والرحمة للعالمين ، وفى دنيا الناس للناس أجمعين ؟
الميلاد كان فى شهر ربيع الأول ، وفى فصل الربيع ...
وهنا قف معي قليلا عند دلالة الربيع والربيع ، واستمع لقول الشاعر ، إذ قال فى ذلك :
يقــول لســــــان الحــال منـــه *** وقول الحق يعذب للسميع
فوجهى والزمان وشهر وضعى *** ربيع فى ربيع فى ربيع
ويقول الآخر :
يوم يتيه على الزمان مساؤه *** وصباحه بمحمد وضاء
وصدق من قال فيه :
وأجمل منك لم تر قط عينى *** واكمل منك لم تلد النساء
خلقـت مبرأ من كل عيـــب *** كأنك قد خلقت كما تشـاء
نعم ...هى بلا ريب إرهاصاب ومقدمات ، ذات دلالات عميقة ، لاتخفى على ذى لب متفكر متدبر ، وقلب خالص سليم .....
ورحم الله البوصيرى إذ قال :
أبان مولده عن طيب عنصره *** يا طيب مبتدأ منه ومختتم
ورحم الله البارودى إذ قال :
هو النبى الذى لولا هدايته لكان *** أعلم من فى الأرض كالهمج
..ولعل أبلغ ما قاله إنسان فيه ، وصفا ومدحا ، ذلك الذى قاله البوصيرى رحمه الله تعالى :
ومبلغ العلم فيه أنه بشر *** وأنه خير خلق الله كلهم
ورحم الله من قال فى دعائه :
إلهى فانشرنى على دين أحمد *** تـقيـا نـقيـا قـانتـا لك أخشــع
ولا تحرمنى ياإلهى وسيـــدى *** شفاعته الكبرى فذاك المشفع
وصل عليـه ما دعـاك موحـــد *** وناجـاك أخيــار ببابك ركـع
ونختم بقول أصدق القائلين ، ربنا تبارك وتعالى ، إذ خاطبه واصفا ومادحا بقوله تعالى :
" وإنك لعلى خلق عظيم "
فاللهم ربنا لك الحمد على أن جعلتنا بهدايتك من أتباع هذا النبى العظيم ، ذى الخلق العظيم .
ثم...
اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله الطيبين ، وعلى أصحابه الكرام الفائزين ، وعلى أتباعه إلى يوم الدين ،
واغفر لنا اللهم ولوالدينا ولمشايخنا ولذوى الحقوق علينا وللمسلمين أجمعين ،
وارحمنا برحمتك التى وسعت كل شيء ،
واحشرنا مع نبينا والنبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا ، يوم الدين ، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم ، فأنت حسبنا ونعم الوكيل ........
اللهم آمين ...
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..
[size=24][b]صلاح جاد سلام [b][size=24][/size]