العواصم من القواصم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القرآن الكريم - السنة المطهرة - السيرة النبوية - الفرق و المذاهب - مناقشة القضايا المعاصرة


    محاولة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الانتحار

    starspole
    starspole
    المشرف العام للمنتدى
    المشرف العام للمنتدى


    المساهمات : 358
    تاريخ التسجيل : 11/11/2007

    محاولة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الانتحار Empty محاولة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الانتحار

    مُساهمة من طرف starspole الأحد نوفمبر 25, 2007 2:31 pm

    محاولة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الانتحار


    o رد على كتاب شبهات وهمية

    الرد على الشبهة:
    الحق الذي يجب أن يقال.. أن هذه الرواية التي استندتم إليها ـ


    يا خصوم الإسلام ـ ليست صحيحة رغم ورودها في صحيح البخاري ـ رضى الله عنه ـ ؛

    لأنه أوردها لا على أنها واقعة صحيحة ، ولكن أوردها تحت عنوان " البلاغات "

    يعنى أنه بلغه هذا الخبر مجرد بلاغ ،

    ومعروف أن البلاغات في مصطلح علماء الحديث: إنما هي مجرد أخبار وليست أحاديث صحيحة السند أو المتن (1).
    وقد علق الإمام ابن حجر العسقلاني في فتح الباري (2) بقوله:
    " إن القائل بلغنا كذا هو الزهري ، وعنه حكي البخاري هذا البلاغ ، وليس هذا البلاغ موصولاً برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال الكرمانى: وهذا هو الظاهر ".
    هذا هو الصواب ، وحاش أن يقدم رسول الله ـ وهو إمام المؤمنين ـ على الانتحار ، أو حتى على مجرد التفكير فيه.
    وعلى كلٍ فإن محمداً صلى الله عليه وسلم كان بشراً من البشر ولم يكن ملكاً ولا مدعيًا للإلوهية.
    والجانب البشرى فيه يعتبر ميزة كان صلى الله عليه وسلم يعتني بها ، وقد قال القرآن الكريم في ذلكSadقل سبحان ربى هل كنت إلا بشراً رسولاً) (3).
    ومن ثم فإذا أصابه بعض الحزن أو الإحساس بمشاعر ما نسميه - في علوم عصرنا - بالإحباط أو الضيق فهذا أمر عادى لا غبار عليه ؛ لأنه من أعراض بشريته صلى الله عليه وسلم.
    وحين فتر (تأخر) الوحي بعد أن تعلق به الرسول صلى الله عليه وسلم كان يذهب إلى المكان الذي كان ينزل عليه الوحي فيه يستشرف لقاء جبريل ،


    فهو محبّ للمكان الذي جمع بينه وبين حبيبه بشيء من بعض السكن والطمأنينة ، فماذا في ذلك أيها الظالمون دائماً لمحمد صلى الله عليه وسلم في كل ما يأتي وما يدع ؟
    وإذا كان أعداء محمد صلى الله عليه وسلم يستندون إلى الآية الكريمة: (فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً) (4).


    فالآية لا تشير أبداً إلى معنى الانتحار ،

    ولكنها تعبير أدبي عن حزن النبي محمد صلى الله عليه وسلم بسبب صدود قومه عن الإسلام ، وإعراضهم عن الإيمان بالقرآن العظيم ؛ فتصور كيف كان اهتمام الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بدعوة الناس إلى الله ،

    وحرصه الشديد على إخراج الكافرين من الظلمات إلى النور.
    وهذا خاطر طبيعي للنبي الإنسان البشر الذي يعلن القرآن على لسانه صلى الله عليه وسلم اعترافه واعتزازه بأنه بشر في قوله - رداً على ما طلبه منه بعض المشركين-: (وقالوا لن نؤمن لك حتى تفجر لنا من الأرض ينبوعاً * أو تكون لك جنة من نخيل وعنب فتفجر الأنهار خلالها تفجيراً * أو تسقط السماء كما زعمت علينا كسفاً أو تأتى بالله والملائكة قبيلاً * أو يكون لك بيت من زخرف أو ترقى في السماء ولن نؤمن لرقيك حتى تنزل علينا كتابا نقرؤه).


    فكان ردهSadسبحان ربى) متعجباً مما طلبوه ومؤكداً أنه بشرٌ لا يملك تنفيذ مطلبهمSadهل كنت إلا بشراً رسولاً) (5).
    أما قولهم على محمد صلى الله عليه وسلم أنه ليست له معجزة فهو قول يعبر عن الجهل والحمق جميعاً.
    حيث ثبت في صحيح الأخبار معجزات حسية تمثل معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم ، كما جاءت الرسل بالمعجزات من عند ربها ؛


    منها نبع الماء من بين أصابعه ،

    ومنها سماع حنين الجذع أمام الناس يوم الجمعة ،

    ومنها تكثير الطعام حتى يكفى الجم الغفير ،

    وله معجزة دائمة هي معجزة الرسالة وهى القرآن الكريم الذي وعد الله بحفظه فَحُفِظَ ، ووعد ببيانه ؛ لذا يظهر بيانه في كل جيل بما يكتشفه الإنسان ويعرفه.
    **********


    (1) انظر صحيح البخارى ج9 ص 38 ، طبعة التعاون.
    (2) فتح البارى ج12 ص 376.
    (3) الإسراء: 93.
    (4) الشعراء: 3.
    (5) الإسراء: 93.


    الرابط

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت نوفمبر 23, 2024 11:00 am