من سفر يشوع [ 15 : 33 ]
جاء في سفر يشوع 15: 33 أن مدينتي صرعة وأشتأول من نصيب سبط يهوذا، ولكننا نقرأ في سفر يشوع 19: 40 و41 وقضاة 18: 2 و8 أنهما من نصيب سبط دان . وهذا تناقض .
وقد حاول القس الدكتور منيس عبد النور إزالة هذا التناقض فقال :
وللرد نقول بنعمة الله : رأى يشوع أن البلاد الممنوحة لسبط دان أقل من حاجة سبط دان (يشوع 19: 47) فأعطاه سبط يهوذا بعض بلاده الشمالية، كما أعطى سبط إفرايم لسبط دان بعض بلاده الجنوبية. فيمكن اعتبار صرعة وأشتأول من نصيب يهوذا أولًا ومن نصيب دان أخيراً.
-------------------
وللرد نقول وبالله التوفيق :
يقول سيادة القس : إن يشوع رأى أن البلاد لسبط دان أقل من حاجة سبط دان . . . الخ ولست أدري من أخبر سيادة القس بهذا ؟ وأين الدليل ؟ أما النص الوارد في (يشوع 19: 47) فيقول : (( وخرج تخم بني دان منهم وصعد بنو دان ، وحاربوا لشم وأخذوها وضربوها بحد السيف وملكوها وسكونها ودعوا لشم دان ، كاسم دان أبيهم. )) فما علاقة هذا النص بما قاله القس من إن يشوع رأى إن البلاد الممنوحة لسبط دان أقل من حاجة سبط دان . . . بل إن النص فيه عكس ما يرى القس فهو يقرر إن بنو دان قد احتلوا ارض لشم وضموها مع ما معهم ...
إن ما قاله سيادة القس المحترم هو تكلف لا دليل عليه ولا قرينة . . إذ انه لم يذكر دليلاً على الترجيح والتوفيق لا من سياق النصين ولم يذكر مرجحاً خارجاً على ذلك . . وأنت ترى أيها القارئ الفطن إن النصين أحدهما يذكر : (( إن مدينتي صرعة وأشتأول من نصيب سبط يهوذا )) والآخر يقول : (( أنهما من نصيب سبط دان )) ثم يأتي القس المحترم ولم يذكر دليلاً على التوفيق والترجيح سوى انه قام _ بفبركة سريعة _ فما نراها إلا محاولة يائسة وتكلفاً واضحاً من القس منيس عبد النور . . . .
فنرجوا من سيادة القس إن يراعى إن من القراء باحثون يحتاجون إلى أدله واضحة وقرائن لا مجرد كلام انشائى . . .