المسيحية تدعو إلى التوحيد بالأدلة من الأن
العضو النصرانى/ العضوة النصرانيةإن الإيمان الحق يحتم على الإنسان أن يواجه عقائده ويبحثها ثم يبحث أيضا غيرها, دون ميل أو هوى, وبلا ضيق أو تعصب, وإنما فى هدوء وتعقل, ولا شك أنه سيصل بعد ذلك إلى الحقيقة, سيصل إليها فى يسر وسهولة, دون جهد أو عناء, فالحقيقة واضحة وضوح الشمس, ساطعة سطوع النور.فإما يتبين له مدى صحة دينه فيزداد ثبوتا عليه, أو يتبين له عدم صحة دينه وصحة غيره فيتركه ويتبع الصواب أيا كان.
فلا يكفى للإيمان الحقيقى وراثة العقيدة وتقليد الآباء, فلم يكن الدين فى يوم من الآيام إقرار لوضع قائم, فلو كانت العقيدة إرثا وإنصياعا لما إنتقل الناس من باطل إلى حق ومن عبادة الأصنام إلى عبادة الخالق جلا وعلا, ولبقى العالم الى اليوم كما كان منذ آلاف السنين يسبح فى الأباطيل والترهات.
لذا يجب على كل إنسان أن يبحث عقيدته وأصل إيمانه ليصل الى الحقيقة فيستريح العقل, ويسكن القلب, وتهدأ النفس, وتستقر الروح.
إخوانى/ أخواتى
أنا لن أناقش فروع المعتقد النصرانى الحالى ولكن سأذكر حقائق وأسس يتبين على أثرها مدى صحة الفروع, وقبل ان أستشهد على صحة هذه الأسس من القرآن الكريم , سأستشهد أولا بنصوص من الأناجيل.
والأسس التى سأتناولها بإذن الله تعالى هى:
أولا: طبيعة المسيح عليه السلام.
ثانيا: معجزات المسيح عليه السلام.
ثالثا: وحدانية الله تعالى.
رابعا: الله حى لا يموت.
خامسا: رؤية الله تعالى فى الدنيا.
أولا: طبيعة المسيح عليه السلام:
*- يقول عليه السلام عن نفسه فى إنجيل يوحنا " وأنا إنسان قد كلمكم بالحق الذى سمعه من الله " (يو ص 8/40).
- ويتحدث فى نفس الإنجيل موضحا أنه نبى مرسل من الله تعالى فيقول: " إننى خرجت من قبل الله وأتيت إليكم, إننى لم آت من نفسى بل هو أرسلنى..."
*- أما تلاميذ المسيح وحواريوه فإنهم لم يعرفوه إلا على أنه بشر مرسل من الله, يقول عنه متى الحوارى فى إنجيله " هو يسوع النبى من ناصرة الجليل..." ( متى ص 21/11).
- ويقول عنه يوحنا الحوارى " إن هذا هو بالحقيقة النبى الآنى الى العالم " (يو ص 6/14).
- أما القديس لوقا فيتحدث عن المسيح عليه السلام قائلا: " أيها الرجال إسمعوا هذه الأقوال يسوع الناصرى رجل قد تبرهن من قبل الله بفوات وعجائب صنعها الله بيده فى وسطكم كما أنتم تعلمون".
- ويدعوه بولس بقوله: " الإنسان يسوع المسيح".
*- أما الشعب اليهودى الذى عاش المسيح عليه السلام فى وسطه فلم يكن يرى فيه سوى إنسان نبى من قبل الله, يقول القديس متى فى إنجيله أن كهتة اليهود حين تأمروا على قتل المسيح عليه السلام وهموا بالقبض عليه خافوا من جموع الشعب الذين كانوا يقدرونه ويجلونه كنبى مرسل من الله, يقول متى: " وإذ كانوا يطلبون أن يمسكوه خافوا من الجموع, لأنه كان عندهم مثل نبى" ( متى ص 21/46).
- وحين قابلت المرأة السامرية المسيح عليه السلام لم تقل له إنك إله أو ابن إله ولكنها قالت له " أرى أنك نبى...".
** هذا هو المسيح عيسى عليه السلام يتحدث عن نفسه فيعلن إنه إنسان مرسل من الله, ويتحدث عنه تلاميذه والمقربون منه بما رأوه وعرفوه عنه فيقولون إنه نبى, وتنظر إليه جموع السعب إيضا على أنه نبى, تماما مثل باقى إخوته الأنبياء الذين سبقوه.
** يقول الفيلسوف تولستوى: " إنه ينبغى لفهم تعاليم يسوع المسيح الحقيقى كما كان يفهمها هو أن نبحث فى تلك التفاسير والشروح الطويلة الكاذبة التى شوهت وجه التعليم المسيحى حتى أخفته عن الأبصار تحت طبقة كثيفة من الظلام. إن أولئك الشراح والمفسرين يدعون يسوع إلها دون أن يقيموا على ذلك الحجة ويستندون على أقوال لا تدل أقل دلالة على أن المسيح هو الله أو ابن الله".
** ويورد القرآن الكريم قول المسيح عليه السلام لربه نافيا عن نفسه أكاذيب الشراح وترهات المفسرين مبرئا ساحته من بدع المثلثين والمشبهين, وذلك فى قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116) مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (117) إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (118) قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (119) لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (120). (المائدة:116-120)
* ولادة السيدة مريم ونشأتها:
قال تعالى:
(إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34) إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (36) فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (37). ( آل عمران : 33-37).
* تبشير الملائكة السيدة مريم بإصطفاء الله تعالى لها وإختياره جلا وعلا لها لتلد ولد من غير أب:
قال تعالى:
(وَإِذْ قَالَتِ الْمَلائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) (43). ( آل عمران 42-43).
عدل سابقا من قبل في الإثنين نوفمبر 26, 2007 9:05 am عدل 1 مرات