تقرير: أطفال المسلمين فريسة بين أنياب التنصير (2) |
التاريخ:24/12/1428 الموافق |القراء:83 | نسخة للطباعة المختصر/ مفكرة الإسلام / ها نحن عدنا لنرى الأساليب والطرق والمداخل المختلفة التي عن طريقها تحاول الأفعى غرس أنيابها محاولة بث سمها في الفريسة الضعيفة.فعندما وقعت كارثة زلزال جنوب آسيا وموجات تسونامي العاتية في أواخر ديسمبر 2004 م سارعت عدة منظمات مسيحية إلى المناطق المنكوبة وأعلنت بشكل صريح عن قيامها بتقديم المعونات إلى جانب تلقين المنكوبين معلومات عن المسيحية . يقول أحد المنصرين :"أتينا إلى هنا لمشاركة الناس في حياتهم،فيجب ألا نخبرهم مسبقًا وبطريقة مباشرة عن " يسوع " ولكن علينا أن نظهر حبنا للجميع من خلال أعمالنا الإغاثية، وهم سوف يسألوننا: لماذا أنتم مختلفون؟ لماذا أنتم رحماء بنا؟ ..عندئذٍ نجيب: لأن ( يسوع ) علمنا ذلك " . وذكرت صحيفة "واشنطن بوست":"أن جماعة "وورلد هيلب"التنصيرية ومقرها في ولاية فيرجينيا الأمريكية تعمل على تنصير 300 من الأطفال المسلمين الأيتام في إقليم أتشيه الإندونيسي أكثر المناطق تضرراً من الزلزال وموجات المد. وأضافت الصحيفة أن الجماعة نقلت هؤلاء الأيتام من أتشيه إلى العاصمة جاكرتا حيث تخطط لتربيتهم في دار مسيحية للأيتام وتنشئتهم على التعاليم المسيحية،وجاء في نداء لجمع التبرعات على الموقع الإلكتروني لجماعة "المساعدة العالمية":"في الأحوال العادية فإن باندا أتشيه مغلقة أمام الأجانب وأمام الإنجيل، ولكن بسبب هذه الكارثة تمكن شركاؤنا أن يسمعوا صوتهم، وأن يعملوا على تقديم مدخل للإنجيل". وجاء في هذا النداء أن:"المساعدة العالمية" تعمل مع مسيحيين إندونيسيين يريدون غرس المبادئ المسيحية في أسرع وقت ممكن في الثلاثمائة طفل المسلم الذين تقل أعمارهم جميعا عن 12 سنة،والذين فقدوا آباءهم في كارثة تسونامي". وقال القس "فيرنون بريور" رئيس جمعية "المساعدة العالمية" في منطقة "فورست" في ولاية فرجينيا : " إن المنظمة جمعت حوالي سبعين ألف دولار أمريكي من التبرعات وتسعى إلى جمع مبلغ 350 ألف دولار أخرى لبناء دار مسيحية للأيتام ".ومما سبق نرى أن للتنصير بين أطفال وأيتام المسلمين طرق وأساليب عديدة ذكرنا بعضها فيما سبق والتي كان منها التبني ومنها أيضا: · تبني أطفال الفقراء أحدث وسائل التنصير: وفي الدول الفقيرة والمناطق المنكوبة تزداد نسبة الأطفال الأيتام الذين لا يجدون الغذاء والرعاية و أبسط متطلبات الحياة ، واستغل المنصرون ذلك وسارعوا إلى تبني هؤلاء الأطفال ورعايتهم وتقديم المساعدات لهم وغمرهم بالمحبة والعطف ، وهذه عادتهم استغلال الفرص فآلام المسلمين ومصائبهم و حاجتهم هي الجسر الذي يصلون بواسطته إلى تنصير أطفالهم ورجالهم ونسائهم . ويعد مخطط التنصير الشرس-الذي تقوده وتدعمه الدول المسيحية ومجلس الكنائس العالمي - من الجبهات المعادية القوية التي تعمل ضد الإسلام وعقيدته ودعوته في هذا العصر، ومنذ عهد الحروب الصليبية، ويستمد هذا المخطط قوته من الإمكانيات الضخمة التي تسخر له، ومن الدعم المالي الكبير الذي يقدم له سنوياً لدعم أنشطته وإرسالياته في مختلف دول العالم - وخاصة المناطق الإسلامية الفقيرة التي تعاني من الفقر والحاجة، والجوع والمرض،والكوارث الطبيعية والبشرية-،حيث يغزوها المنصرون بما في أيديهم من غذاء ودواء وكساء، والمقابل معروف وهو التنصير، واعتناق المسيحية. فتنصير المسلمين وإخراجهم من الإسلام هدفٌ من أهداف قوى الكفر والإلحاد من اليهود والنصارى، فهم لا يرضون عن المسلم إلا أن يكون على دينهم، أو يتخلَّى عن دينه إلى أيٍّ وجهةٍ أخرى، وهذه الحقيقة بيَّنها القرآن الكريم في قوله - تعالى-:"ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتَّبع ملَّتهم قل إنَّ هدى الله هو الهدى ولئن اتَّبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من وليٍّ ولا نصير "(البقرة الآية 120) . ومن أجل تحقيق هذا الهدف شهد القرن المنصرم هجمة تنصيرية عاتية سعت إلى تنصير أكبر عدد من المسلمين، أو إفساد عقيدتهم، وأنفقت أموالاً طائلة وجهوداً هائلة، وأعدت الخطط وتحركت جيوش من المنصرين للعمل في شتى بلدان المسلمين، وأجلب المنصرون بخيلهم ورَجِلهم على أُمَّة الإسلام، ولوَّنوا وسائلهم، فتارةً بوسيلة الاستشراق، وتارةً بوسيلة الحملات التنصيريَّة من قِبَل رهبانهم وأحبارهم ودعاتهم بدعمٍ من كنائسهم ودُوَلهم، وتارةً بواجهات المؤسسات الدوليَّة، والمنظمات الإنسانيَّة، والتعليميَّة والصحيَّة، والإغاثة والتثقيفيَّة... وغيرها، وتارةً بأساليب السياسة وضغوطاتها وهيمنتها، ومكرها وخداعها، وتارةً بوسيلة القتل وإشعال الحروب في بلاد المسلمين تحت مظلاتٍ وواجهاتٍ متعدِّدة. وإمعاناً في استغلال معاناة الأطفال وظروفهم الاجتماعية القاسية أصبح " التنصير بالتبنّي " هو أحدث صور الاستثمار التنصيري للفقر في العالم الثالث، ففي تقرير نشره فرع منظمة رعاية الطفولة والأمومة "يونيسيف" في ألمانيا مؤخراً ذكر إحصاء أن عدد أطفال الدول الفقيرة الذين تمّ تبنّيهم من قِبل عائلات قادرة مالياً في دول الغرب هو 23 ألف طفل خلال عام 1999م وحده، وأشار الإحصاء إلى أن هؤلاء الأطفال تمّ تبنّيهم في 7 دول غربية هي: "الولايات المتحدة، وكندا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وأستراليا، والسويد"، وأن غالبيتهم من ثلاث قارات، هي: أفريقيا، وآسيا، وأمريكا الجنوبية. ووفقاً لتقرير اليونيسيف فإن الوازع الرئيس لتبنّي أطفال العالم الثالث هو حاجة بعض الأسر الغربية إلى الأطفال بسبب عدم قدرة هذه الأسر على الإنجاب، كما أن المؤسسات الدينية الكبرى في الغرب - كما يقول التقرير- تحثّ أتباعها-وبالذات في الكنائس المسيحية ومعابد اليهود-من أجل تبنّي أطفال الدول الفقيرة والمناطق المنكوبة بالمجاعات والكوارث الطبيعية وخاصةً المسلمين منهم، وغير الطبيعية كالحروب وغيرها. وبالإضافة إلى عمليات التبني- التي يتم بمقتضاها إحضار أطفال الدول الفقيرة من الأيتام أو المشردين إلى العائلات الغنية في الغرب؛ من خلال طلبات رسمية تتقدم بها هذه العائلات إلى وزارات الهجرة المختصة في بلادهم- تقوم مؤسسات أخرى ذات طابع ديني أو إنساني بحملات واسعة للترويج لطريقة أخرى من طرق التبني، يطلق عليها البعض اسم "التبني عبر البحار"، وفى إطار هذه الطريقة تقوم جمعيات خيرية(لا يحددها تقرير اليونيسيف)بإعداد ملفات حول عشرات الآلاف من الأطفال الأيتام والمشردين في الدول الفقيرةوالتي بها أقليات من المسلمين وإرسالها إلى المؤسسات الدينية والإنسانية في الغرب، والتي تقوم بدورها بطبع هذه الملفات- مرفقة بصور الأطفال-،وتوزيعها حسب الطلب على الأسر التي ترغب في إعالة من يشاءون منهم بطريقة الكفالة،أو تولّي نفقات،أو جزء من نفقات المعيشة والتعليم الخاصة بهؤلاء الأطفال. وفى ضوء هذه الطريقة فإن الجمعيات الخيرية - التي يتحدث عنها التقرير، ويقول:" إنها تقوم بتجميع معلومات عن الأطفال الأيتام والمشردين، ومن ثم إرسالها إلى المؤسسات الدينية والإنسانية في الغرب- هي على الأرجح جمعيات تابعة للإرساليات التنصيرية التي توجهها الكنائس الغربية الكبرى إلى الدول الفقيرة والمنكوبة. وحسب التقرير فإن التبني يحقق مصلحة مزدوجة: الأولى هي: سدّ حاجة الأسر المحرومة من الإنجاب إلى الأطفال. والثانية هي: سد احتياجات هؤلاء الأطفال إلى المأوى الملائم والطعام الجيد والكساء النظيف والتعليم المناسب,وهي أشياء تكفلها لهم العائلات الميسورة الحال بالتعاون مع المؤسسات الإنسانية والدينية والتعليمية في الغرب ! وطبعاً المصلحة الكبرى المبطنة تحت ستار المساعدات الإنسانية هي التنصير أولاً وأخيراً " مع أن السبل الماكرة المتبعة لذلك لا تجعل الأطفال نصارى لكنها لا تبقيهم مسلمين كآبائهم. |
تقرير: أطفال المسلمين فريسة بين أنياب التنصير (2)
starspole- المشرف العام للمنتدى
- المساهمات : 358
تاريخ التسجيل : 11/11/2007
- مساهمة رقم 1