العواصم من القواصم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القرآن الكريم - السنة المطهرة - السيرة النبوية - الفرق و المذاهب - مناقشة القضايا المعاصرة


    أغلاط التوراة

    starspole
    starspole
    المشرف العام للمنتدى
    المشرف العام للمنتدى


    المساهمات : 358
    تاريخ التسجيل : 11/11/2007

    أغلاط التوراة Empty أغلاط التوراة

    مُساهمة من طرف starspole الأحد يناير 06, 2008 3:40 pm




    بسم الله الرحمن الرحيم
    هل العهد القديم كلمة الله ؟
    أغلاط التوراة

    عندما نتحدث عن كتاب مقدس، فإنه من الطبيعي أن نسلم بعصمة هذا الكتاب، وأن ما فيه هو وحي الله عز وجل.
    إذ وجود الخطأ فيه يعني أن الله يخطئ، أو أن الروح القدس يخطئ، أو أن الرسول المبلغ يخطئ.
    وهذه الاحتمالات كلها مرفوضة باتفاق الأمم وبدلالة العقل، إذ الخطأ صفة بشرية لا يمكن أن تصدر من الله أو أمناء وحيه من الملائكة أو الرسل، ففي ذلك تلبيس على البشر وإضلال لهم.
    والأغلاط التوراتية كثيرة، ومن هذه الأغلاط:
    -
    ما جاء في سفر صموئيل عن عمر شاول عندما ملك على بني إسرائيل حيث يقول: " كان شاول ابن سنة في ملكه، وملك سنتين على إسرائيل " ( صموئيل (1) 13/1 ).
    وهذا أمر لا يعقل أبداً، كما أنه يتناقض مع كل ما تقدمه التوراة من معلومات عن شاول الملك الكبير، وكيفية اختياره، ورفضه لتزويج ابنته ميكال لداود إبان ملكه (شاول)، ثم تزوج داود بها عقب توليه الملك.
    فذلك كله وغيره مؤذن بوجود غلط في هذا النص.
    ولتفادي ذكر هذا الغلط عمدت بعض الترجمات الحديثة إلى ترك مكان السن فارغاً، وأشارت في الهامش نسخة الرهبانية اليسوعية إلى مصدر هذا الغلط، إذ قالت: " وهذا أمر غير معقول، لربما لم يعرفوا عمر شاول عند ارتقائه العرش، أو لربما سقط العمر عن النص، أو لربما قصرت مدة ملكه إلى سنتين لعبرة لاهوتية " ولنا أن نتساءل هل كانوا يكتبون وفق معارفهم، أم كانوا يكتبون ما يمليه عليهم الروح القدس؟.
    وفي محاولة أخرى لتبرير هذا الغلط يقول مطران دمشق سمعان الحصروني في كتابه " تسهيل صعوبات الكتاب المقدس " : " هذا القول لا يعني على أن شاول كان ابن سنة بالعمر ، بل إنه حين ملك كان باراً وديعاً صالحاً لا يعرف الغش مثل طفل ابن سنة ، ولما ملك سنتين على إسرائيل دخل الغش في قلبه، وصار كبيراً مثل شيخ عارف، وقال : إنه ملك سنتين لا غير ، أعني ما استقام على البرارة وعدم المخالفة والقسط إلا سنتين فقط ، ودخل في الإثم والغش وقلة رضا الله".
    -
    ومن الأغلاط أيضاً ما جاء في سفر الأيام " وقد أذل الرب يهوذا بسبب آحاز ملك إسرائيل" ( الأيام (2) 28/19 ) فالنص يزعم أن آحاز ملك مملكة إسرائيل الشمالية.
    والصحيح أن آحاز ملك على مملكة يهوذا الجنوبية، وبسببه أذل الله مملكته، وهو الملك الحادي عشر من ملوك مملكة يهوذا الجنوبية، كما ذكر محرر قاموس الكتاب المقدس.
    -
    ومن الأغلاط ما جاء في كتاب القضاة " وكان غلام من بيت لحم يهوذا من عشيرة يهوذا، وهو لاوي " ( القضاة 17/7 ) ولا يمكن أن يكون الغلام لاوياً ومن نسل يهوذا، فكلاهما ابن يعقوب، وهو من نسل أحدهما لا محالة.
    وقد اعترف بهذا الغلط هيوبي كينت والمفسر هارسلي، وذكروا أن قوله " وهو لاوي " عبارة إلحاقية " وأخرجها هيوبي من المتن.
    -
    ووقع الغلط من كاتب سفر الخروج حين زعم أن جميع مواشي المصريين قد ماتت، ثم ذكر بعدها بسطور أن مواشيهم أصيبت بالدمامل والبثور، يقول السفر: "ففعل الرب هذا الأمر في الغد. فماتت جميع مواشي المصريين. وأما مواشي بني إسرائيل فلم يمت منها واحد" (الخروج 9/6).
    وبعد سطور وفي نفس السفر ذكر أن فرعون لم يؤمن فعوقب بعقوبة جديدة، وهي الدمامل فيقول السفر: "ثم قال الرب لموسى وهارون: خذا ملء أيديكما من رماد الأتون. وليذرّه موسى نحو السماء أمام عيني فرعون. ليصير غباراً على كل أرض مصر، فيصير على الناس وعلى البهائم دمامل طالعة ببثور في كل أرض مصر، فأخذا رماد الأتون ووقفا أمام فرعون وذراه موسى نحو السماء، فصار دمامل بثور طالعة في الناس وفي البهائم" (الخروج 9/8-10)، فكيف أصيبت بهائمهم، وقد ماتت جميعاً.
    ويعود النص التوراتي مرة أخرى للحديث عن مواشي المصريين وعن تهديد موسى لفرعون بإفنائها، والمفترض أنها فنيت جميعاً، فيقول لفرعون: "ها أنا غداً مثل الآن أمطر برداً عظيماً جداً لم يكن مثله في مصر منذ يوم تأسيسها إلى الآن، فالآن أرسل، احم مواشيك وكل ما لك في الحقل، جميع الناس والبهائم الذين يوجدون في الحقل ولا يجمعون إلى البيوت ينزل عليهم البرد فيموتون، فالذي خاف كلمة الرب من عبيد فرعون هرب بعبيده ومواشيه إلى البيوت" (الخروج 9/18-21).
    -
    ومثله وقع الغلط في الحديث عن الملك صدقيا الذي عينه نبوخذ نصر بعد أن عزل يهوياكين الذي يذكر سفر الأيام أنه أخ لصدقيا، فيقول: " وملك صدقيا أخاه على يهوذا وأورشليم " (الأيام (2) 36/10 ).
    والصحيح أن صدقيا عم يهوياكين حيث إن عمر يهوياكين أكبر أبناء أبيه عندما ملك كان حوالي ثمان سنين، وملك لمدة ثلاثة شهور وعشرة أيام فقط. ( انظر الأيام (2) 36/9).
    بينما كان عمر صدقيا حينذاك إحدى وعشرين سنة. (انظر الأيام (2) 36/9 - 10 )، ولو كان أخاً ليهوياكين لكان ينبغي أن يكون أقل من ثمان سنوات لأن يهوياكين أكبر أبناء أبيه.
    وقد اعترف محررو قاموس الكتاب المقدس بهذا الخطأ، وقالوا : " دعي أخاً ليهوياكين أي نسيبه، أو من أصل واحد". واعترف به أيضاً وارد الكاثوليكي في كتابه " الأغلاط ".
    -
    ومن الأغلاط ما ذكره سفر التكوين من اطلاع أم عيسو على ما أضمره ابنها في قلبه، حيث يقول: "قال عيسو في قلبه: قربت أيام مناحة أبي. فأقتل يعقوب أخي. فأخبرت رفقة بكلام عيسو ابنها الأكبر" (التكوين 27/41-42)، والمفروض أنه أضمره فكيف اطلعت عليه؟
    -
    ومن الأغلاط حديث التوراة عن رحلة هاجر وابنها إسماعيل ، إذ تذكر التوراة أن ذلك كان بعد مولد إسحاق وفطامه، ثم هي تتحدث عن حمل هاجر لابنها إسماعيل على كتفها، وكأنه طفل صغير وقد كان عمره حينذاك لا يقل عن ستة عشر عاماً، كما يتضح من عمر إبراهيم حين ولادة ابنيه . ( انظره في التكوين 16/16، 21/5).
    فالكاتب لهذا السفر غلط ونسي أنه يتحدث عن شاب، وليس عن طفل صغير، يقول كاتب السفر: "فكبر الولد (إسحاق) وفطم، وصنع إبراهيم وليمة عظيمة يوم فطام إسحاق، .. فبكر إبراهيم صباحاً وأخذ خبزاً وقربة ماء، وأعطاهما لهاجر واضعاً إياهما على كتفها والولد، وصرفها، فمضت .. ولما فرغ الماء من القربة طرحت الولد تحت إحدى الأشجار، ومضت، وجلست مقابله بعيداً نحو رمية قوس، لأنها قالت: لا أنظر موت الولد..، ونادى ملاك الله هاجر من السماء، وقال لها: ما لك يا هاجر، لا تخافي لأن الله قد سمع لصوت الغلام حيث هو، قومي احملي الغلام وشدي يدك به....فذهبت وملأت القربة ماء، وسقت الغلام" (التكوين 21/ 7-19).
    -
    ويتحدث سفر التكوين عن سارة زوجة إبراهيم فيذكر من جمالها وحسنها أنها وقعت في استحسان فرعون مصر هي تبلغ الخامسة والستين من العمر، ومثل هذا غير معهود في النساء، إذ يذوي الجمال والحسن دون هذا السن، وامرأة في الخامسة والستين لا نراها محلاً لإعجاب الملوك وهيامهم، ثم لما تجاوزت التسعين وقعت في استحسان ملك جرار أبيمالك، ومثل هذا من الشطط الذي يتنزه عنه وحي الله وكتبه.



    http://www.saaid.net/Doat/mongiz/noor/1.htm
    starspole
    starspole
    المشرف العام للمنتدى
    المشرف العام للمنتدى


    المساهمات : 358
    تاريخ التسجيل : 11/11/2007

    أغلاط التوراة Empty رد: أغلاط التوراة

    مُساهمة من طرف starspole الأحد يناير 06, 2008 3:45 pm

    ولبيان هذه المسألة نبين أن سارة تصغر عن زوجها بعشر سنين، فقد جاء في سفر التكوين أن إبراهيم قال: " هل يولد لابن مئة سنة، وهل تلد سارة وهي بنت تسعين سنة" (17/17)، فبينهما عشر سنين.
    وقد غادر إبراهيم حاران، وعمر سارة خمس وستون سنة " وكان إبرام ابن خمس وسبعين سنة لما خرج من حاران، فأخذ إبرام ساراي امرأته ولوطاً ابن أخيه وكل مقتنياتهما..فأتوا إلى أرض كنعان" (التكوين 12/4-5)، ثم بعد ذلك انطلق إلى مصر، حيث أعجب فرعون بسارة، وقد تجاوزت الخامسة والستين "وحدث لما قرب أن يدخل مصر أنه قال لساراي امرأته: إني قد علمت أنك امرأة حسنة المنظر، فيكون إذا رآك المصريون أنهم يقولون: هذه امرأته، فيقتلونني ويستبقونك،.. فحدث لما دخل إبرام إلى مصر أن المصريين رأوا المرأة أنها حسنة جداً، ورآها رؤساء فرعون ومدحوها لدى فرعون، فأخذت المرأة إلى بيت فرعون..." (التكوين 12/11-15).
    ثم يتحدث سفر التكوين عن بلوغ إبراهيم التاسعة والتسعين واختتانه في هذا السن، (التكوين 17/24-25). مما يعني بلوغ سارة التسعين، وبعده يتحدث السفر عن مضي إبراهيم وزوجه العجوز إلى الجنوب، ليُعجب ويؤخَذ بجمالها - هذه المرة – أبيمالك ملك جرار، "وانتقل إبراهيم من هناك إلى أرض الجنوب وسكن بين قادش وشور، وتغرب في جرار، وقال إبراهيم عن سارة امرأته هي أختي، فأرسل أبيمالك ملك جرار أخذ سارة " (التكوين 20/1-3)، فهل يعقل أن امرأة قاربت التسعين يقع في هيامها الملوك؟ إنه أحد أغلاط الكتاب المقدس، وأحد شهاداته على أنه من صنع البشر.
    - ومن الأغلاط أيضاً تلك الوعود التي وعدت بها التوراة، ثم لم تتحقق فدل على أنه غلط، ولو كان حقاً لتحقق الوعد.
    - ومن هذه الوعود قول التوراة أن الله قال لإبراهيم: " وأما أنت فتمضي إلى آبائك بسلام، وتدفن بشيبة صالحة، وفي الجيل الرابع يرجعون إلى ههنا" (أي فلسطين). (التكوين 15/15-16).
    والواقع التاريخي يكذب هذا النص فقد كان الجيل الثالث والرابع من إبراهيم وهم الأسباط وأبناؤهم، كانوا هم الداخلين إلى مصر، لا الخارجين منها، وأما الخارجون منها فهم الجيل السادس من أبناء إبراهيم.
    ومن هذه الوعود الزائفة ما زعموا أن الله وعده لإسرائيل بقوله لناثان النبي: " وعينت مكاناً لشعبي إسرائيل، وغرسته، فسكن في مكانه، ولا يضطرب بعد، ولا يعود بنو الإثم يذلونه كما في الأول " (الأيام (1) 17/9).
    ولم يتحقق هذا الوعد الذي زعموا أن الله وعده، فقد ذل بنو إسرائيل على يد بختنصر، وأخرجوا من ديارهم، ولم يتحقق ما قيل لناثان: " متى كملت أيامك، واضطجعت مع آبائك أقيم بعدك نسلك الذي يخرج من أحشائك، وأثبت مملكته، هو يبني بيتاً لا سمي، وأنا أثبت كرسي مملكته إلى الأبد " ( صموئيل (2) 7/10 - 13 ).
    - وأيضاً تذكر التوراة أن الله وعد نبوخذ نصر الوثني وعداً لم ينجز فهو من الأغلاط ولا ريب، فقد وعده أن يملكه على مدينة صور، ثم لم يتحقق له ذلك، فوعده بأرض مصر، ولم يتحقق ذلك أيضاً، فدل ذلك على أن هذا الوعد ليس من الله، لأن الله قادر على إنجاز وعده، فقد جاء في سفر حزقيال "قال السيد الرب: هاأنذا أجلب على صور نبوخذ راصر ملك بابل من الشمال، ملك الملوك، بخيل وبمركبات وبفرسان وجماعة وشعب كثير، فيقتل بناتك في الحقل بالسيف، ويبني عليك معاقل، ويبني عليك برجاً، ويقيم عليك مترسة، ويرفع عليك ترساً، ويجعل مجانق على أسوارك، ويهدم أبراجك بأدوات حربه، ولكثرة خيله يغطيك غبارها، من صوت الفرسان والعجلات والمركبات تتزلزل أسوارك عند دخوله أبوابك كما تدخل مدينة مثغورة، بحوافر خيله يدوس كل شوارعك، يقتل شعبك بالسيف، فتسقط إلى الأرض أنصاب عزك، وينهبون ثروتك، ويغنمون تجارتك، ويهدّون أسوارك، ويهدمون بيوتك البهيجة، ويضعون حجارتك وخشبك وترابك في وسط المياه...لا تُبنين بعد لأني أنا الرب تكلمت" (حزقيال 26/7-14).
    لكن هذا الوعد لم يتحقق كما أسلفنا، إذ استعصت صور على ملك بابل، ولم يدخلها، ولم يغنم منها غنيمة، فوعد بأرض مصر بدلاً عنها، يقول السفر: "كلام الرب كان إليّ قائلاً: يا ابن آدم، إن نبوخذ راصر ملك بابل استخدم جيشه خدمة شديدة على صور، كل رأس قرع، وكل كتف تجردت، ولم تكن له ولا لجيشه أجرة من صور لأجل خدمته التي خدم بها عليها، لذلك هكذا قال السيد الرب: هاأنذا أبذل أرض مصر لنبوخذ راصر ملك بابل، فيأخذ ثروتها، ويغنم غنيمتها، وينهب نهبها، فتكون أجرة لجيشه، قد أعطيته أرض مصر لأجل شغله الذي خدم به، لأنهم عملوا لأجلي" (حزقيال 29/17-20).
    ولم يتحقق ذلك الوعد إذ لم يملك بنوخذ نصر أرض مصر أبداً، وإن وصلت جيوشه إلى حدود مصر سنة 605 ق.م، حين هزمت قواته المصريين في معركة قرقميش، لكن بقيت مصر تحت حكم الأسرة السادسة عشر من حكام الفراعنة.
    ولم تتحقق تلك الوعود التي استمرت الأسفار تعرضها في أربعة إصحاحات من سفر حزقيال، ومما جاء فيها "لذلك هكذا قال السيد الرب: ها أنذا أجلب عليك سيفاً، واستأصل منك الإنسان والحيوان. وتكون أرض مصر مقفرة وخربة.. وأجعل أرض مصر خِرباً خربة مقفرة، من مجدل إلى أسوان إلى تخم كوش. لا تمر فيها رجل إنسان، ولا تمر فيها رجل بهيمة، ولا تُسكن أربعين سنة. وأجعل أرض مصر مقفرة في وسط الأراضي المقفرة، ومدنها في وسط المدن الخربة تكون مقفرة أربعين سنة، وأشتت المصريين بين الأمم، وأبددهم في الأراضي، لأنه هكذا قال السيد الرب: عند نهاية أربعين سنة أجمع المصريين من الشعوب الذين تشتتوا بينهم، وأرد سبي مصر، وأرجعهم إلى أرض فتروس، إلى أرض ميلادهم، ويكونون هناك مملكة حقيرة، تكون أحقر الممالك، فلا ترتفع بعد على الأمم، وأقللهم لكيلا يتسلطوا على الأمم" (حزقيال 29/8-15).
    ويمضي السفر فيقول: " قال الرب : ويسقط عاضدو مصر وتنحط كبرياء عزتها من مجدل إلى أسوان يسقطون فيها بالسيف .
    يقول السيد الرب: فتقفر في وسط الأرض المقفرة ، وتكون مدنها في وسط المدينة الخربة فيعلمون أني أنا الرب .. قال السيد الرب: إني أبيد ثروة مصر بيد بنوخذ نصر ملك بابل " (حزقيال 30/6 - 10 ).
    "قال السيد الرب : سيف ملك بابل يأتي عليك، بسيوف الجبابرة أسقط جمهورك، كلهم عتاة الأمم، فيسلبون كبرياء مصر ، ويهلك كل جمهورها، وأبيد جميع بهائمها عن المياه الكثيرة، فلا تكدرها من بعد رجل إنسان، ولا تعكرها أظلاف بهيمة ، حينئذ أنضب مياههم، وأجري أنهارهم كالزيت.
    يقول السيد الرب: حين أجعل أرض مصر خراباً ، وتخلو الأرض من ملئها عند ضربي جميع سكانها يعلمون أني أنا الرب " ( حزقيال 32/11 - 15 )، وأي من هذه الوعود لم يتحقق، وعدم تحققه يدل على أن هذا من أغلاط الكُتّاب، وهو دليل بطلانه وكذب كاتبيه.


    starspole
    starspole
    المشرف العام للمنتدى
    المشرف العام للمنتدى


    المساهمات : 358
    تاريخ التسجيل : 11/11/2007

    أغلاط التوراة Empty رد: أغلاط التوراة

    مُساهمة من طرف starspole الأحد يناير 06, 2008 3:49 pm

    - وأيضاً من الأغلاط حديث إرميا عن نسل داود فيقول: " كما أن جند السماوات لا يعد، ورمل البحر لا يحصى، هكذا أكثر نسل داود عبدي، واللاويين خادمي " (إرميا 33/22 )، لكن الواقع يكذب ذلك، فاليهود أقل أهل الأرض عدداً، إذ لا يبلغ تعدادهم في الأرض كلها ستة عشر مليوناً، علاوة على أن غالبهم ليسوا من أصول إسرائيلية.
    وهذا أيضاً يقودنا للحديث عن الأعداد المهولة التي قدمتها التوراة لبني إسرائيل إبان موسى وبعده، إذ تتحدث التوراة عن أصل إسرائيل وهو يعقوب وأبناؤه وقد بلغوا حين هجرتهم إلى مصر سبعين نفساً. (انظر الخروج 1/3 ).
    ثم تذكر التوراة أنهم " أثمروا وتوالدوا ونموا وكثروا كثيراً جداً وامتلأت الأرض منهم " (الخروج 1/7).
    وبعد أربعمائة وثلاثين سنة على دخولهم لمصر خرجوا منها بعد سنين طويلة من الاضطهاد واستباحة النساء وقتل الذكور، ولدى نزولهم في سيناء تذكر التوراة أن موسى أمر بتعداد بني إسرائيل " فكان جميع المعدودين من بني إسرائيل حسب بيوت آبائهم من ابن عشرين سنة فصاعداً، كل خارج للحرب في إسرائيل، كان جميع المعدودين ستمائة ألف وثلاثة آلاف وخمس مائة وخمسين. وأما اللاويين حسب سبط آبائهم فلم يعدوا بينهم " (العدد 1/45- 47)، وإذا كان الرجال القادرون على الحرب في أحد عشر سبطاً قد بلغوا الستمائة ألف، فيفهم من هذا أن بني إسرائيل قد جاوزوا المليون.
    ومثل هذا بعيد إذ أنهم لم يمكثوا في مصر على التحقيق سوى مائتين وخمس عشرة سنة كما أقر مفسروهم، ومنهم جامعو تفسير هنري واسكات، وهو أيضاً ما تقوله التوراة السامرية.
    ومما يشكك في الرقم التوراتي الكبير أن موسى عليه السلام، وهو أحد الخارجين من مصر يعتبر الجيل الثاني للداخلين إلى مصر، فهو موسى بن عمران بن قاهث بن لاوي. (انظر الخروج 6/16 - 20 )، وجده قاهث من الداخلين إلى مصر كما ذكرت التوراة ( انظر التكوين 46/11 ).
    ويستحيل تنامي العدد بهذه الزيادة خلال جيلين أو ثلاثة، فمثلاً لم يكن الجيل الأول من أبناء لاوي سوى ثلاثة أشخاص عندما دخلوا مصر، فكيف أضحوا بعد ثلاثة أجيال فقط اثنين وعشرين ألف ذكر ( انظر العدد 3/39 ).
    هذه الزيادة لا يمكن للعقل أن يستوعبها بحال، فلو ولد لكل من أبناء لاوي الثلاثة عشرة ذكور، وولد لكل منهم عشرة ذكور، ثم ولد لكل من هؤلاء عشرة ذكور، وما مات من هؤلاء جميعاً أحد، لأضحى عدد أبناء لاوي وأحفاده لا يتجاوز الأربعة آلاف من الذكور، وهو رقم لا يتناسب بحال مع الرقم التوراتي (22000).
    ومما يدل على أن هذه الأعداد غير صحيحة أن بني إسرائيل كان يتولى توليد نسائهم قابلتان فقط هما: شفرة وفوعة. (انظر الخروج 1/15 ). ومثل هذه الأرقام المهولة لا يقوم بها قابلتان فقط.
    ثم تتحدث التوراة عن حروب بني إسرائيل فتذكر أرقاماً للجيوش والقتلى لا تعقل، ففي سفر الأيام " وضربهم أبيا وقومه ضربة عظيمة، فسقط قتلى في إسرائيل خمسمائة ألف رجل مختار" (الأيام (2)13/17)، هذا في طرف واحد من بني إسرائيل.
    ثم إن كان السبعون قد بلغوا بعد أربعة قرون -كما ذكرت التوراة - المليون، فإنه وبعد ثلاثة آلاف سنة ينبغي أن يكون عددهم آلافاً من الملايين تنوء الأرض بحملهم، بل يزيد هذا العدد المفترض على تعداد سكان الأرض حالياً مرات كثيرة.
    لكن الأمر على خلاف ذلك، إذ لا يتجاوز اليهود الخمسة عشر مليوناً في الأرض كلها، علاوة على أن كثيرين منهم ليسوا من ذراري بني إسرائيل.
    ثم إن التوراة تذكر تعداداً آخر، وهو التعداد الذي جرى في أرض مؤاب بعد ثمانين سنة من تعداد موسى الأول، ولم تطرأ فيه زيادة عن التعداد الأول سوى ألفي شخص، (انظر العدد 26/1 - 65 )، ولو كان بنو إسرائيل يزدادون بهذه النسبة الرهيبة، لكان ينبغي أن يتضاعف عددهم عشرات المرات.
    وإذا تساءلنا عن الرقم الحقيقي للخارجين من مصر فإن دائرة المعارف البريطانية تجزم بأن عددهم لم يتجاوز الخمسة عشر ألفاً. وصدق الله إذ يقول عنهم: { إن هؤلاء لشرذمة قليلون } (الشعراء:54).
    starspole
    starspole
    المشرف العام للمنتدى
    المشرف العام للمنتدى


    المساهمات : 358
    تاريخ التسجيل : 11/11/2007

    أغلاط التوراة Empty رد: أغلاط التوراة

    مُساهمة من طرف starspole الأحد يناير 06, 2008 3:49 pm

    أغلاطتوراتية بشهادة العلوم والمكتشفات الحديثة
    ومن أغلاط التوراة أيضاًأغلاط خالفت فيها الحقائق العلمية الحديثة، مما دل على أنها ليست من كلام الله الذييتنزه عن الخطأ والجهل بحقائق العلم التي أدركها الإنسان فيما بعد.
    -
    ومن ذلكحديث التوراة عن قصة الخلق في سفر التكوين حيث يتحدث السفر عن خلق الكون في ستةأيام أرضية مكونة من صباح مساء.
    فخلق وفقاً للترتيب التوراتي في اليوم الأولالأرض والنور والظلام والماء ، وفي الثاني خلق السماء حين وضع جلداً بين مياه مياه، وفي اليوم الثالث تجمعت المياه التي تحت الجلد الذي سمي سماء، فتكونت اليابسةونبت العشب والبقل ، وفي اليوم الرابع خلقت الشمس والقمر والنجوم فيما فوق الجلد (السماء) ، وفي اليوم الخامس خلقت الحيوانات البحرية والطيور ، وفي اليوم السادسخلق آدم والحيوانات البرية ، وفرغ من الخلق في هذا اليوم" ( انظر التكوين 1/1 - 31).
    ويلحظ العلماء المحققون على هذا الترتيب والإخراج لقصة بدء الكون ملاحظاتيرفضها العلم الحديث الذي أعطاه الله للإنسانية، ولو كانت الأسفار من عند الله لماحوت هذه الأخطاء المتتابعة .
    منها: أن السفر يتحدث عن ستة أيام أرضية تتكون منليل ونهار،" وكان صباح"، "وكان مساء" ، وكان سابعها يوم السبت الذي استراح فيهالخالق - تعالى عن ذلك - ، ومن المعلوم علمياً أن الخلق تم على فترات كونية تقدروإن}بملايين السنين، وصدق الله حين قال مبيناً المفارقة بين أيامه وأيام البشر: ( الحج: 47).{يوماً عند ربك كألف سنة مما تعدونوالعلماء يقولون بأن الأرضاحتاجت لملايين السنين حتى بردت قشرتها وغدت صالحة للحياة ، فيما يتحدث السفر عنظهور الماء على الأرض في أول أيامها ، ثم ظهور النبات في ثالثها، والحيوانات فيرابعها وخامسها.
    كما أن الترتيب التوراتي لظهور المخلوقات يتناقض مع مكتشفاتالتاريخ الجيولوجي .
    فوجود الماء على وجه الأرض في اليوم الأول يتناقض معالنظرية العلمية القائلة بأن الأرض بل والعالم كان غازياً في بداية خلقه ، كما لايصح ظهور النبات قبل وجود الشمس ، ولا يصح أيضاً وجود الحيوانات البحرية والطيورقبل الحيوانات البرية.
    ومثله يرفض علمياً القول بأن الأرض خلقت قبل الشمسوالنجوم (في اليوم الرابع)، والعجب من ظهور الليل والنهار لثلاثة أيام، ولما توجدالشمس بعد!
    والقول بأن النبات وجد قبل الإنسان بثلاثة أيام فقط، قول مردود، إذتتحدث المكتشفات العلمية عن وجود النبات قبل الإنسان بملايين السنين .
    وقد وردتأكثر هذه الاعتراضات على هذا القصة للخلق في ثنايا نقد الأب دوفو لرواية سفرالتكوين .
    -
    ومن الملاحظات العلمية على الأسفار التوراتية أنها تتحدث التوراةباستفاضة عن أعمار الآباء الأوائل من لدن آدم إلى إبراهيم، فتجعل ولادة إبراهيم فيالقرن العشرين من بداية الوجود الإنساني على الأرض وتحديداً في سنة 1948 من لدن خلقالكون وظهور الإنسان على الأرض.
    ولا توجد معلومات دقيقة تاريخياً عن الفترةالممتدة بين إبراهيم وعيسى، ولكن المؤرخين يقدرونها بثمانية عشر قرناً، اعتماداًعلى المصادر التوراتية، وعلى هذا فإن ظهور المسيح كان بعد خلق آدم بثمانية وثلاثينقرناً.
    وحسب التاريخ العبري فإن العام (2000م) يساوي سنة 5761 من لدن خلقالعالم، وعليه نقول بأن المعطيات التوراتية تجعل عمر البشرية على وجه الأرض لا يزيدعن ستة آلاف سنة بحال من الأحوال.
    [/right]
    starspole
    starspole
    المشرف العام للمنتدى
    المشرف العام للمنتدى


    المساهمات : 358
    تاريخ التسجيل : 11/11/2007

    أغلاط التوراة Empty رد: أغلاط التوراة

    مُساهمة من طرف starspole الأحد يناير 06, 2008 3:50 pm

    ويتعارض هذا تماماً مع المعطيات العملية التي تعتبر الحسابات التوراتية نوعاً من الهراء، فقد ثبت وجود حضارات قامت قبل الميلاد بخمسة آلاف سنة.
    إذ يرى علماء الآثار أن من المسلم به قيام حرب طاحنة بين شمال مصر وجنوبها عام 4042 ق.م، وانتصر فيها أهل الدلتا بيد أن انتصارهم لم يكن حاسماً كما تبدأ الحضارة المصرية المؤرخة بالأسرة الأولى والتي حكمت مصر بين 3400 - 3200 ق.م، وثمة الكثير مما لم يؤرخ قبلها
    .
    كما عثر على مصنوعات بشرية تعود لأكثر من خمسة آلاف سنة قبل الميلاد. وعثرت بعثة جامعة القاهرة على آثار بشرية في منطقة الفيوم ترجع لعشرات الآلاف من السنين
    .
    وتذكر دائرة المعارف البريطانية أن الآثار الإنسانية في فلسطين ترجع لمائتي ألف سنة، ويقول العلامة دونلد جان سنة 1979م : " كشف وجود الإنسان على وجه الأرض منذ أربعة ملايين سنة
    ".
    وصدق الله العظيم إذ يؤكد أن البشرية ضاربة جذورها في التاريخ قروناً طويلة، فيقول: { قال فما قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى } (طه:51-52)،*بال القرون الأولى { وعاداً وثمود وأصـحاب الرس وقروناً بين ذلك كثيراً} (الفرقان:38) { ألم يأتكم نبؤ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله } (إبراهيم:9
    ).
    -
    وثمة أمور كثيرة ذكرتها التوراة تتعارض مع الأمور الثابتة علمياً والمشاهدة حساً، كذكرها أن الأرنب من الحيوانات المجترة، فيقول: "الجمل والأرنب والوبر لأنها تجترّ، لكنها لا تشق ظلفاً، فهي نجسة لكم " (التثنية 14/7
    ).
    -
    ومثله أيضاً القول بأن الحية عوقبت بأكل التراب (انظر التكوين 3/
    14 ) أو أنها تلحسه، كما في سفر ميخا "يلحسون التراب كالحية، كزواحف الأرض" (ميخا 7/17)، والمشاهد في جميع أنواع الحيات المصنفة علمياً أنها تأكل الحشرات والزواحف وغيرها، ولم يسجل أبداً أنها تأكل التراب أو تلحسه.
    -
    ويتحدث سفر اللاويين عن أحكام تتعلق بطيور أسطورية لها أربع أرجل، بعضها يدب، وبعضها يمشي، ولا وجود لها إلا في أساطير الخيال، فيقول: "وكل دبيب الطير الماشي على أربع فهو مكروه لكم. إلا هذا تأكلونه من جميع دبيب الطير الماشي على أربع. ما له كراعان فوق رجليه يثب بهما على الأرض. هذا منه تأكلون...لكن سائر دبيب الطير الذي له أربع أرجل فهو مكروه لكم" (اللاويين 11/20-23). ولم تتحدث الحفريات ولا غيرها عن شيء مثل هذا كان على وجه الأرض في يوم من الأيام
    .
    -
    ومن الأخطاء العلمية أيضاً ما جاء في سفر التكوين (30/37-43)، حيث زعم بأن غنم يعقوب أنتجت، فكان لون نتاجها مخالفاً للون آبائها، بسبب رؤيتها لبعض العصي المقشرة، فتوحمت عليها، فكان النتاج مثلها، ولو صح مثل هذا لكان ينبغي أن يكون نتاج الربيع أخضراً…، وهذا الهراء يخالف كل ما يعرفه علماء الجينات والشفرات الوراثية
    .
    - وفي سفر التكوين حديث عن أغرب قصة ولادة، ألا وهي قصة ولادة الزانية ثامار من حماها ووالد أزواجها يهوذا، "وفي وقت ولادتها إذا في بطنها توأمان، وكان في ولادتها أن أحدهما أخرج يداً، فأخذت القابلة، وربطت على يده قرمزاً قائلة: هذا خرج أولاً، ولكن حين ردّ يده إذ أخوه قد خرج، فقالت: لماذا اقتحمت؟ عليك اقتحام. فدعي اسمه فارص، وبعد ذلك خرج أخوه الذي على يده القرمز، فدعي اسمه زارح" (التكوين 38/27-30)، فقد أخرج البكر يده من بطن أمه، وهو أمر غير معهود في عملية الولادة، وأراد المولود من خلال إخراج يده التأكيد على حقه في البكورية، وفهمت القابلة مراده، فربطت على يده برباط قرمزي، ثم حصل الأغرب منه الذي لا يمكن تفسيره طبياً، فقد أفسح البكر مكانه في الرحم لأخيه التوأم، ليخرج إلى الدنيا، ثم تبعه أخوه البكر، صاحب اليد المربوطة بالقرمز، ومثل هذه القصة لا تقبل علمياً، وإلحاقها بقصص العجائز أولى من أن تلحق بكلام الله ووحيه
    .
    -
    ومن الأخطاء العلمية زعم التوراة أن الأرض لها أعمدة، وأنها مسطحة، ولها زوايا، موافقة بذلك المستوى العلمي السائد حين كتابتها، فتقول وهي تتحدث عن الشمس التي تغرب على الأرض، ثم تذهب مسرعة إلى شرق الأرض لتشرق من جديد: "والشمس تشرق، والشمس تغرب، وتسرع إلى موضعها حيث تشرق" (الجامعة 1/5)، فكاتب السفر لا يعرف شيئاً عن كروية الأرض ، ولا عن دورانها حول محورها ليحصل الشروق والغروب، إنه ليس الله العظيم العليم الذي { خلق السّموات والأرض بالحقّ يكوّر اللّيل على النّهار ويكوّر النّهار على اللّيل } (الزمر:5).
    وتقول التوراة واصفة الله أنه "المزعزع الأرض من مقرها، فتتزلزل أعمدتها" (أيوب 9/6)، فالأرض لها أعمدة، قد ثبتت الأرض فوقها ، وهذا الفهم الخاطئ يؤكده كاتبو الأسفار، فيزعمون أن الله قال لأيوب: " أين كنت حين أسست الأرض؟ أخبر إن كان عندك فهم: من وضع قياسها.لأنك تعلم؟ أو من مدّ عليها مطماراً؟ (في توراة الكاثوليك: مد عليها الخيط). على أي شيء قرّت قواعدها؟ أو من وضع حجر زاويتها؟" (أيوب 38/4-6)، وفي سفر صموئيل " لأن للرب أعمدة الأرض، وقد وضع عليها المسكونة" (صموئيل (1) 2/2).
    وقد أكد العهد الجديد هذا التصور الساذج والخاطئ للأرض المسطحة ذات الأطراف الأربعة في مواضع منه نرجئ ذكرها إلى موضعه من هذه السلسلة.
    ويتحدث سفر الجامعة عن دورة المياه على الأرض وعن سبب عدم امتلاء البحر رغم كثرة ما يصب فيه من ماء الأنهار، فيذكر أن ماء البحر يعود مرة أخرى إلى ينابيع الأنهار، فلا يمتلئ بسببه البحر، يقول: "كل الأنهار تجري إلى البحر، والبحر ليس بملآن، إلى المكان الذي جرت منه الأنهار، إلى هناك تذهب راجعة " (الجامعة 1/7).
    فهذه الأخطاء وغيرها تشهد أن هذا الكتاب ليس كلمة الله، ولو كان من عند الله لتنزه عن تلكم الأخطاء التي يدركها اليوم صغار طلاب العلم فضلاً عن العلماء، فكلمة الله لا تخطئ، ولا تعلم الناس الكذب أو الخطأ. [right]موقف النصارى من أخطاء الكتاب المقدس
    ونتساءل بعد هذا كله : ما هو موقف الكنيسة من الأخطاء التوراتية ؟
    لقد بقيت الكنيسة قروناً طويلة وهي تكابر في الاعتراف بأخطاء الكتاب المقدس، فيقول القديس جيروم : " الله لا يمكن أن يعلم ما لا يتفق والحقيقة ".
    ثم كان لابد من الاعتراف بهذه الأخطاء وغيرها والبحث عن سبل لتخرجها، وكان بداية الإقرار بالهزيمة تبرير أخطاء التوراة بـأنها تعود للنسخ والنساخ، فالوحي لا يخطئ.
    وفي مجمع الفاتيكان (1869 – 1870م ) أعلن المجمع أن الأسفار المقدسة في العهدين "كتبت بإلهام من الروح القدس مؤلها الله، وأعطيت هكذا للكنيسة ".
    وفي هذا الصدد نشرت مجلة لوك في سنة 1952م مقالاً بعنوان " الحقيقة عن الكتاب عن الكتاب المقدس " ذكرت فيه أنه في عام 1720م قامت هيئة من الخبراء الإنجليز بتقدير عدد الأخطاء في الكتاب المقدس بحوالي عشرين ألف خطأ على الأقل.
    فيما رفعت الدراسات الحديثة الرقم إلى خمسين ألفاً كما جاء في مجلة " استيقظوا " التي أصدرتها جماعة شهود يهوه في عدد الصادر في سبتمبر 1957م، حيث تقول " هناك ما يقارب خمسين ألف خطأ.... وهي أخطاء تسللت في نص الكتاب المقدس ".
    يقول د. صبري جوهرة وهو يلخص رأي الكنيسة :" إن الله يسمح للإنسان (كاتب السفر) بأن يضع كل إحساساته وخبراته وحساسياته وميوله في النصوص مادام ذلك لا يغير ما قصده الله من معاني السفر الأخلاقية والدينية، وبالتالي تعترف الكنيسة بعدم دقة الكتاب في معلوماته الفلكية والجغرافية والتاريخية والجيولوجية..الخ، فالمقصود بالكتاب هو أن يعلم الدين والأخلاق، ويساعد على الوصول إلى طريق الصلاح والسعادة ".
    وفي مجمع الفاتيكان 1962 - 1965م بحث موضوع المشكلات الصعبة للكتاب المقدس، وصدرت وثيقة صوت لها 2344 من الحاضرين مقابل 6 فقط رفضوها.
    وتقول الوثيقة في فصلها الرابع: " تسمح أسفار العهد القديم للكل بمعرفة من هو الله، ومن هو الإنسان بما لا يقل عن معرفة الطريقة التي يتصرف بها الله في عدله ورحمته مع الإنسان، غير أن هذه الكتب تحتوي على شوائب وشيء من البطلان. ومع ذلك ففيها شهادة عن تعليم إلهي".

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين أبريل 29, 2024 6:33 am