عقيدة عبد الله ابن سبأ اليهودى الشيعى افكارة ودعواة وحقيقتة
معتقدات عبد الله بن سبأ التي نشرها بين الشيعة
معتقدات عبد الله بن سبأ التي نشرها بين الشيعة
لم يكن محبوا الامام عليٍّ رضي الله عنه يعرفون الحقد والبغضاء على أصحاب النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ورضي الله عنهم ،
جل ما هنالك كان الغلاة يقدّمون عليّاً على عثمان رضي الله عنهما ، ولا يسبون أحداً ، ولا يحقدون عليه ، ولا يجاهرون بعداوة لأحد ...
حتى ظهر ابن سبأ اليهودي ، عامله الله تعالى بعدله ـ وأظهر الإسلام ، ليطعن فيه من الداخل ـ فجاهر بطعن الشيخين ـ أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وأرضاهما ـ وعامة الصحابة، والتبرؤ منهم ، وسبهم ..
ثم أعلن المعتقدات الباطلة ، ابتداء من تأليه علي رضي الله عنه حتى القول بكتم النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم لتسعة أعشار ما نزل عليه ، مروراً بكثير من الأمور الخطيرة التي لا يسعها هذا المختصر .
ومن خلال النقول التي ذكرتها ، والتي لم أُشر إليها يتضح لنا ما كان عليه هذا الرجل اليهودي وأعوانه من اليهود في إفساد عقيدة الشيعة عامة والرافضة بالأخص..
1 ـ دعواه ألوهية عليٍّ رضي الله عنه .
إن من أولى ما أشاعه عبد الله بن سبأ ، وتبنّاه عددٌ من الشيعة في زمن سيدنا علي رضي الله عنه دعواه أن عليّاً رضي الله عنه هو الله ـ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ـ وهذه وحدها كافية ببيان كفره وغدره ، وحقده على الإسلام والمسلمين . لكن العجب أن ينكر بعض الشيعة المتأخرين وجوده.
وقد مر النقل عن محمد الباقر وجعفر الصادق رحمهما الله تعالى ـ الذي نقله الكشي ـ أن عبد الله بن سبأ زعم أن أمير المؤمنين عليه السلام هو الله ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً وأن علياً رضي الله عنه استتابه فأبى أن يتوب . ونقل ذلك المامقاني وابن أبي الحديد ونعمة الله الجزائري وكثير غيرهم .
وقد تأثر بهذا القول كثير من الشيعة ، مما اضطر أمير المؤمنين علي رضي الله عنه إلى استتابتهم ، فلما أبوا الرجوع عن معتقدهم حرَّقهم بالنار . وأقتصر على رواية واحدة مما في كتب الرافضة ، وإلا فإن أصل الموضوع معروف ومستفيض عند عامة أهل العلم من السنة والشيعة معاً .
روى الكليني في كتابه الكافي ـ في كتاب الحدود ، بسنده إلى أبي عبد الله جعفر الصادق رحمه الله تعالى قال ـ : أتى قومٌ أميرَ المؤمنين عليه السلام فقالوا : السلام عليك يا ربنا . فاستتابهم ، فلم يتوبوا ، فحفر لهم حفيرة ، وأوقد فيها ناراً ،... فلما لم يتوبوا ألقاهم في الحفيرة حتى ماتوا .اهـ من الكافي (7 : 257ـ 259)
وهو من أوثق كتبهم حتى عدوه بمقام صحيح البخاري عند السنة .
وانظر : مقياس الهداية (3 : 89 ـ 90) وتنقيح المقال ،
وكسر الصنم ، وانظر ابن سبأ (53 ـ63) فقد ذكر نصوصاً كثيرة في ذلك .
وأما كتب السنة فقد وردت قصة تحريقهم في كثير من كتبهم، كالبخاري وغيره .
لكن أحببت أن يكون الاعتماد على كتب الرافضة حتى لا ينكروا إلا إذا حكموا عليها ـ تقية ـ بالضلال والكذب ، كما هو مذهبهم .
2 ـ ادعاء ابن سبأ النبوة .
لقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الساعة لن تقوم حتى يظهر دجالون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه نبيّ، ولا نبيَّ بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والحديث متواتر .
وهذه الدعوى كافية في بيان كفره ، لأن الله تعالى يقول عن نبيه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم : { مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ الله وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ الله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً}
فقد ختم الله تعالى برسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم النبوةَ والرسالةَ .
فقد نقل الكشي ـ بسنده إلى محمد الباقر رحمه الله تعالى ـ أن عبد الله بن سبأ كان يدَّعي النبوة ، وزعم أن أمير المؤمنين عليه السلام هو الله ـ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ـ فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام ، فدعاه ، وسأله فأقر بذلك ،
وقال : نعم ، أنت هو . وقد كان أُلقِي في روعي أنك أنت الله ، وأني نبي . فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : ويلك ، قد سخر منك الشيطان، فارجع عن هذا ثكلتك أمُّك وتب، فأبى .
كما مر من رجال الكشي ط كربلاء ( 98) وط الأخرى (70 )
وقاموس الرجال (5 :461)
وتنقيح المقال للمامقاني ( 2 : 183 ـ 184 )
3 ـ ادعاء الوصاية لعلي رضي الله عنه
إن من القضايا التي أثارها ابن سبأ ـ نقلاً عن اليهودية ـ دعوى الوصية ، والولاية ، وشاركهم في ذلك ابن السوداء اليهودي أيضاً .
جل ما هنالك كان الغلاة يقدّمون عليّاً على عثمان رضي الله عنهما ، ولا يسبون أحداً ، ولا يحقدون عليه ، ولا يجاهرون بعداوة لأحد ...
حتى ظهر ابن سبأ اليهودي ، عامله الله تعالى بعدله ـ وأظهر الإسلام ، ليطعن فيه من الداخل ـ فجاهر بطعن الشيخين ـ أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وأرضاهما ـ وعامة الصحابة، والتبرؤ منهم ، وسبهم ..
ثم أعلن المعتقدات الباطلة ، ابتداء من تأليه علي رضي الله عنه حتى القول بكتم النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم لتسعة أعشار ما نزل عليه ، مروراً بكثير من الأمور الخطيرة التي لا يسعها هذا المختصر .
ومن خلال النقول التي ذكرتها ، والتي لم أُشر إليها يتضح لنا ما كان عليه هذا الرجل اليهودي وأعوانه من اليهود في إفساد عقيدة الشيعة عامة والرافضة بالأخص..
1 ـ دعواه ألوهية عليٍّ رضي الله عنه .
إن من أولى ما أشاعه عبد الله بن سبأ ، وتبنّاه عددٌ من الشيعة في زمن سيدنا علي رضي الله عنه دعواه أن عليّاً رضي الله عنه هو الله ـ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ـ وهذه وحدها كافية ببيان كفره وغدره ، وحقده على الإسلام والمسلمين . لكن العجب أن ينكر بعض الشيعة المتأخرين وجوده.
وقد مر النقل عن محمد الباقر وجعفر الصادق رحمهما الله تعالى ـ الذي نقله الكشي ـ أن عبد الله بن سبأ زعم أن أمير المؤمنين عليه السلام هو الله ، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً وأن علياً رضي الله عنه استتابه فأبى أن يتوب . ونقل ذلك المامقاني وابن أبي الحديد ونعمة الله الجزائري وكثير غيرهم .
وقد تأثر بهذا القول كثير من الشيعة ، مما اضطر أمير المؤمنين علي رضي الله عنه إلى استتابتهم ، فلما أبوا الرجوع عن معتقدهم حرَّقهم بالنار . وأقتصر على رواية واحدة مما في كتب الرافضة ، وإلا فإن أصل الموضوع معروف ومستفيض عند عامة أهل العلم من السنة والشيعة معاً .
روى الكليني في كتابه الكافي ـ في كتاب الحدود ، بسنده إلى أبي عبد الله جعفر الصادق رحمه الله تعالى قال ـ : أتى قومٌ أميرَ المؤمنين عليه السلام فقالوا : السلام عليك يا ربنا . فاستتابهم ، فلم يتوبوا ، فحفر لهم حفيرة ، وأوقد فيها ناراً ،... فلما لم يتوبوا ألقاهم في الحفيرة حتى ماتوا .اهـ من الكافي (7 : 257ـ 259)
وهو من أوثق كتبهم حتى عدوه بمقام صحيح البخاري عند السنة .
وانظر : مقياس الهداية (3 : 89 ـ 90) وتنقيح المقال ،
وكسر الصنم ، وانظر ابن سبأ (53 ـ63) فقد ذكر نصوصاً كثيرة في ذلك .
وأما كتب السنة فقد وردت قصة تحريقهم في كثير من كتبهم، كالبخاري وغيره .
لكن أحببت أن يكون الاعتماد على كتب الرافضة حتى لا ينكروا إلا إذا حكموا عليها ـ تقية ـ بالضلال والكذب ، كما هو مذهبهم .
2 ـ ادعاء ابن سبأ النبوة .
لقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن الساعة لن تقوم حتى يظهر دجالون قريب من ثلاثين كلهم يزعم أنه نبيّ، ولا نبيَّ بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، والحديث متواتر .
وهذه الدعوى كافية في بيان كفره ، لأن الله تعالى يقول عن نبيه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم : { مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ الله وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ الله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً}
فقد ختم الله تعالى برسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم النبوةَ والرسالةَ .
فقد نقل الكشي ـ بسنده إلى محمد الباقر رحمه الله تعالى ـ أن عبد الله بن سبأ كان يدَّعي النبوة ، وزعم أن أمير المؤمنين عليه السلام هو الله ـ تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً ـ فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليه السلام ، فدعاه ، وسأله فأقر بذلك ،
وقال : نعم ، أنت هو . وقد كان أُلقِي في روعي أنك أنت الله ، وأني نبي . فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : ويلك ، قد سخر منك الشيطان، فارجع عن هذا ثكلتك أمُّك وتب، فأبى .
كما مر من رجال الكشي ط كربلاء ( 98) وط الأخرى (70 )
وقاموس الرجال (5 :461)
وتنقيح المقال للمامقاني ( 2 : 183 ـ 184 )
3 ـ ادعاء الوصاية لعلي رضي الله عنه
إن من القضايا التي أثارها ابن سبأ ـ نقلاً عن اليهودية ـ دعوى الوصية ، والولاية ، وشاركهم في ذلك ابن السوداء اليهودي أيضاً .
قال النوبختي : حكى جماعةٌ من أهل العلم ـ من أصحاب عليٍّ عليه السلام ـ أن عبد الله بنَ سبأ كان يهوديّاً ، فأسلم ، ووالى عليّاً عليه السلام ، وكان يقول ـ وهو على يهوديته ـ في يوشع بن نون :
وصي بعد موسى ، على نبينا وآله وعليهما السلام ، فقال في إسلامه ـ بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله ـ في عليٍّ عليه السلام بمثل ذلك ...
وصي بعد موسى ، على نبينا وآله وعليهما السلام ، فقال في إسلامه ـ بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله ـ في عليٍّ عليه السلام بمثل ذلك ...
قال النوبختي : فمن هنا قال من خالف الشيعة: إن أصل الرفض مأخوذٌ من اليهودية .اهـ
من فرق الشيعة للنوبختي ( 44 )
ونقله الكشي في رجاله (101)
والمامقاني في تنقيح المقال في أحوال الرجال ،
والتستري في قاموس الرجال ( 5 : 462 )
فقول النوبختي والكشي: هو ـ أي ابن سبأ ـ أول من أشهر القول بفرض إمامة علي . صريح في نقل هذه العقيدة من اليهودية وتبنتها الرافضة ، كما سيأتي في آخر الرسالة إن شاء الله تعالى .
أرجو التنبه لقول النوبختي : (إن أصل الرفض مأخوذٌ من اليهودية ) ثم كيف ينكر بعضُ متأخريهم وجوده ، ويزعمون أنه من صنع أهل السنة !!!
من فرق الشيعة للنوبختي ( 44 )
ونقله الكشي في رجاله (101)
والمامقاني في تنقيح المقال في أحوال الرجال ،
والتستري في قاموس الرجال ( 5 : 462 )
فقول النوبختي والكشي: هو ـ أي ابن سبأ ـ أول من أشهر القول بفرض إمامة علي . صريح في نقل هذه العقيدة من اليهودية وتبنتها الرافضة ، كما سيأتي في آخر الرسالة إن شاء الله تعالى .
أرجو التنبه لقول النوبختي : (إن أصل الرفض مأخوذٌ من اليهودية ) ثم كيف ينكر بعضُ متأخريهم وجوده ، ويزعمون أنه من صنع أهل السنة !!!
4 ـ دعواه عصمة الأئمة .
من القضايا التي أثارها ابن سبأ وبقيت موجودة عند الرافضة إلى اليوم : ادعاء العصمة لهم .
جاء في تاريخ الإمامية (158) :
إن الاعتقاد بعصمة الأئمة جعل الأحاديث التي تصدر عنهم صحيحةً ، دون أن يشترطوا إيصال سندها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، كما هو الحال عند أهل السنة .اهـ
وفيها (140) ولما كان الإمام معصوماً عند الإمامية فلا مجال للشك فيما يقول .اهـ
لهذا قال المامقاني : إن أحاديثنا كلها قطعية الصدور عن المعصوم .اهـ
من تنقيح المقال ( 1 : 177 ) قلت : ولو كانت مسلسلة بالكذّابين .
من القضايا التي أثارها ابن سبأ وبقيت موجودة عند الرافضة إلى اليوم : ادعاء العصمة لهم .
جاء في تاريخ الإمامية (158) :
إن الاعتقاد بعصمة الأئمة جعل الأحاديث التي تصدر عنهم صحيحةً ، دون أن يشترطوا إيصال سندها إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، كما هو الحال عند أهل السنة .اهـ
وفيها (140) ولما كان الإمام معصوماً عند الإمامية فلا مجال للشك فيما يقول .اهـ
لهذا قال المامقاني : إن أحاديثنا كلها قطعية الصدور عن المعصوم .اهـ
من تنقيح المقال ( 1 : 177 ) قلت : ولو كانت مسلسلة بالكذّابين .
5 ـ دعواه أن عليّاً رضي الله عنه لم يمت ، وأنه باق .
ومن القضايا التي نشرها بين الشيعة وهي موجودة إلى الآن : دعواه عدم موت سيدنا علي رضي الله عنه .
قال النوبختي : لما بلغ عبد الله بن سبأ نعي عليٍّ عليه السلام بالمدائن قال للذي نعاه : كذبتَ ، لو جئتنا بدماغه في سبعين صرةً ، وأقمتَ على قتله سبعين عدلاً؛ لعلمنا أنه لم يمت ، ولم يُقتل ، ولا يموت حتى يملك الأرض .اهـ
من فرق الشيعة (43)
وانظر قاموس الرجال للتستري (5: 463)
والمقالات والفِرَق للقمي ( 21 )
زاد القمي في روايته : ثم مضوا من يومهم حتى أناخوا بباب عليٍّ ـ رضي الله عنه ـ فاستأذنوا عليه استئذان الواثق بحياته ، الطامع في الوصول إليه .
فقال لهم من حضره من أهله وأصحابه وولده : سبحان الله ، ما علمتم أن أمير المؤمنين قد استشهد؟
قالوا : إنا لنعلم أنه لم يقتل، ولا يموت ، حتى يسوق العربَ بسيفه وسوطه ، كما قادهم بحجته وبرهانه ، وإنه ليسمع النجوى ، ويعرف تحت الدثار الثقيل ، ويلمع في الظلام كما يلمع السيف الصقيل الحسام .اهـ
وقال أبو القاسم البلخي ـ كما نقله القاضي عبد الجبار البصري المعتزلي (ت 415) : فلما قتل أمير المؤمنين عليه السلام قيل لابن سبأ : قد قُتل ومات ودفن ، فأين ما كنت تقول من مصيره إلى الشام ؟
فقال : سمعته يقول: لا أموت حتى أركل برجلي من رحاب الكوفة فأستخرج منها السلاح، وأصير إلى دمشق ، فأهدم مسجدها حجراً حجراً [ أرجو الانتباه إلى هذا الافتراء ] وأفعل وأفعل .
فلو جئتمونا بدماغه مسروداً لما صدقنا أنه قد مات . ولما افتضح بُهت .
وادعى على أمير المؤمنين ما لم يقله .
والشيعة الذين يقولون بقوله الآن بالكوفة كثير، وفي سوادها والعراق كله يقولون :
أمير المؤمنين كان راضياً بقوله ، وبقول الذين حرّقهم . وإنما أحرقهم لأنهم أظهروا السر. ثم أحياهم بعد ذلك .
قالوا : وإلا فقولوا لنا لِمَ لم يحرّق عبد الله بن سبأ ؟
قلنا : عبد الله ما أقر عنده بما أقر أولئك ، وإنما اتهمه فنفاه .
ولو حرَّقه لما نفع ذلك معكم شيئاً ، ولقلتم إنما حرَّقه لأنه أظهر السر.اهـ
من تثبيت دلائل النبوة (2 : 549 ـ 550 )
ومن القضايا التي نشرها بين الشيعة وهي موجودة إلى الآن : دعواه عدم موت سيدنا علي رضي الله عنه .
قال النوبختي : لما بلغ عبد الله بن سبأ نعي عليٍّ عليه السلام بالمدائن قال للذي نعاه : كذبتَ ، لو جئتنا بدماغه في سبعين صرةً ، وأقمتَ على قتله سبعين عدلاً؛ لعلمنا أنه لم يمت ، ولم يُقتل ، ولا يموت حتى يملك الأرض .اهـ
من فرق الشيعة (43)
وانظر قاموس الرجال للتستري (5: 463)
والمقالات والفِرَق للقمي ( 21 )
زاد القمي في روايته : ثم مضوا من يومهم حتى أناخوا بباب عليٍّ ـ رضي الله عنه ـ فاستأذنوا عليه استئذان الواثق بحياته ، الطامع في الوصول إليه .
فقال لهم من حضره من أهله وأصحابه وولده : سبحان الله ، ما علمتم أن أمير المؤمنين قد استشهد؟
قالوا : إنا لنعلم أنه لم يقتل، ولا يموت ، حتى يسوق العربَ بسيفه وسوطه ، كما قادهم بحجته وبرهانه ، وإنه ليسمع النجوى ، ويعرف تحت الدثار الثقيل ، ويلمع في الظلام كما يلمع السيف الصقيل الحسام .اهـ
وقال أبو القاسم البلخي ـ كما نقله القاضي عبد الجبار البصري المعتزلي (ت 415) : فلما قتل أمير المؤمنين عليه السلام قيل لابن سبأ : قد قُتل ومات ودفن ، فأين ما كنت تقول من مصيره إلى الشام ؟
فقال : سمعته يقول: لا أموت حتى أركل برجلي من رحاب الكوفة فأستخرج منها السلاح، وأصير إلى دمشق ، فأهدم مسجدها حجراً حجراً [ أرجو الانتباه إلى هذا الافتراء ] وأفعل وأفعل .
فلو جئتمونا بدماغه مسروداً لما صدقنا أنه قد مات . ولما افتضح بُهت .
وادعى على أمير المؤمنين ما لم يقله .
والشيعة الذين يقولون بقوله الآن بالكوفة كثير، وفي سوادها والعراق كله يقولون :
أمير المؤمنين كان راضياً بقوله ، وبقول الذين حرّقهم . وإنما أحرقهم لأنهم أظهروا السر. ثم أحياهم بعد ذلك .
قالوا : وإلا فقولوا لنا لِمَ لم يحرّق عبد الله بن سبأ ؟
قلنا : عبد الله ما أقر عنده بما أقر أولئك ، وإنما اتهمه فنفاه .
ولو حرَّقه لما نفع ذلك معكم شيئاً ، ولقلتم إنما حرَّقه لأنه أظهر السر.اهـ
من تثبيت دلائل النبوة (2 : 549 ـ 550 )
عجباً لهؤلاء القوم ، يكذبون على عليٍّ رضي الله عنه ، ثم ينسبون عليه الكذب ،
ويزعمون أنه رضي الله عنه يحيي الموتى ، ويهدم المساجد ، وأنه يظهر ما لا يبطن ـ حاشاه ـ وأنه راض بدعواهم له الألوهية ،
وأنه حرَّق السبئية لأنهم أظهروا السر ،
ولو حرَّق ابن سبأ لقالوا إنما حرّقه لأنه أظهر السر.
والسر هو ادّعاء علي رضي الله عنه الربوبية .
كذبوا والله عليه ، وإنه والله هو منها بريء .
6 ـ ادعاؤهم أنه رضي الله عنه يعلم الغيب وأنه يحيي الموتى .
لقد مر في الفقرة السابقة : وإنما أحرقهم لأنهم أظهروا السر. ثم أحياهم بعد ذلك.
كما مر قول القمي ـ الحوار بين السبئية وأهل بيت أمير المؤمنين ـ وفيه :
فقال لهم من حضره من أهله وأصحابه وولده : سبحان الله ، ما علمتم أن أمير المؤمنين قد استشهد ؟
قالوا : إنا لنعلم أنه لم يقتل ، ولا يموت ، حتى يسوق العربَ بسيفه وسوطه ، كما قادهم بحجته وبرهانه ، وإنه ليسمع النجوى ، ويعرف تحت الدثار الثقيل ، ويلمع في الظلام كما يلمع السيف الصقيل الحسام .اهـ فهم يعتقدون بعدم موته ، وأنه يسمع النجوى ،... الخ .
وسيأتي نص في الفقرة التالية بأوضح .
7 ـ ادعاؤهم أن عليّاً رضي الله عنه أُعطي معرفة آجال العباد وما يقع منهم
ومما بثه في صفوف الشيعة :
أن سيدنا عليّاً رضي الله عنه أعطي معرفة آجال الناس ، وما يقع لهم من البلايا والمحن ، وفصل الخطاب ، والرجعة إلى الدنيا ،...
فقد روى الثقات منهم عن عليٍّ رضي الله عنه قال :
أُعطيت الستّ ؛ علم المنايا ، والبلايا ، والوصايا ، وفصل الخطاب ، وإني لصاحب الكرات ، ودولة الدول، وإني لصاحب العصا، والميسم، والدابة التي تكلم الناس . اهـ
من بصائر الدرجات الكبرى (4: 219ـ221)
وأصول الكافي (1: 198)
وانظر بحار الأنوار للمجلسي (26 : 142) لبيان معنى هذا القول.
8 ـ ادّعاؤهم بالرجعة .
روى القمي في تفسيره بسنده إلى أبي عبد الله ـ جعفر الصادق رحمه الله تعالى ـ حيث فسر قوله تعالى :
{يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ} بالرجعة . وقال : صيحة القائم من السماء { ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ} قال : هي الرجعة .اهـ من تفسير القمي ( 2 : 327 )
وروى عند تفسير قوله تعالى : {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ }
عن أبي عبد الله قال : ما بعث الله نبيّاً من الأنبياء من لدن آدم فهلم جرّاً ، إلا ويرجع إلى الدنيا وينصر أمير المؤمنين ( علي )
وهو قوله : {لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ} يعني : رسول الله {وَلَتَنْصُرُنَّهُ} يعني : أمير المؤمنين .
وروى القمي في تفسيره عن أبي عبد الله ـ جعفر الصادق عليه السلام قال : انتهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أمير المؤمنين وهو نائم في المسجد؛ قد جمع رملاً ووضع رأسه عليه، فحرّكه برجله ثم قال له : >قم يا دابَّةُ الأرض< فقال رجلٌ من أصحابه : يارسول الله، أيسمي بعضُنا بعضاً بهذا الاسم ؟ فقال : > لا والله ، ما هو إلا له خاصة ، وهو الدّابة التي ذكر الله في كتابه { وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُون }
ثم قال : > يا علي ، إذا كان في آخر الزمان أخرجك الله في أحسن صورة ، ومعك مَيْسَم تَسِم به أعداءَك <
فقال رجل لأبي عبد الله عليه السلام : إن الناس يقولون : هذه الدّابة إنما تُكَلِّمُهم ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام : كَلّمهم الله في نار جهنم . إنما هو يكْلِمهم من الكلم . اهـ
من تفسير القمي (2: 130ـ 131)
قلت : هذا تحريفٌ من القول، فالآية صريحةٌ في الكلام، وليس في الكلم، أي الوسم ، كوسم الدواب ، ثم كيف يرضون أن يكون الإنسان المؤمن المكرّم العزيز دابّةً بهيمة ؟!
وقد روى جعفر الصادق عن آبائه ، عن جابر قال : لما بويع علي رضي الله عنه خطب الناسَ
فقام إليه عبد الله بن سبأ فقال له : أنت دابة الأرض .
فقال له : اتق الله .
فقال له : أنت الملِك .
فقال : اتق الله .
فقال : أنت خلقتَ الخلقَ ، وبسطتَ الرزق . فأمر بقتله .
فاجتمعت الرافضة فقالت : دعه ، وانفه إلى ساباط المدائن . اهـ
من تاريخ دمشق ، وانظر مجمع البيان للطبرسي ( 4 : 234 ) وتفسير القمي في الموضع المشار إليه .
وعن علي بن الحسين رضي الله عنهما قال : جاءني رجل من أهل البصرة،
فقال: جئتك في حاجة من البصرة، وما جئتك حاجّاً ولا معتمراً.
قلت له : وما حاجتك؟
فقال : جئت لأسألك متى يُبعث علي بن أبي طالب؟
قال : فقلت له: يُبعث والله يوم القيامة، ثم تُهمّه نفسه .اهـ
من تهذيب الكمال (20: 396 )
وعن عَمرو بن الأصم قال :
قلت للحسن بن علي ـ رضي الله عنهما ـ : إن هذه الشيعة يزعمون أن عليّاً ـ رضي الله عنه ـ مبعوثٌ قبل يوم القيامة .
قال : كذبوا ، والله ما هؤلاء بشيعته ، لو علمنا أنه مبعوثٌ ما زوَّجنا نساءَه ، ولا اقتسمنا مالَه .
رواه ابن سعد والحاكم ومسدد والطبراني .
وأول من نادى بالرجعة هو ابن سبأ ـ عليه من الله ما يستحق ـ انظر ما سبق في فقرة سابقة مما ذكره سعد بن عبد الله القمي في المقالات والفِرَق .
وكذا ما قاله القمي في تفسيره كما مر أيضاً .
وانظر عقائد القائم [ المهدي ] في آخر الرسالة ، حيث ذكرت عدة نقول عنهم في دعوى الرجوع .
9 ـ دعواهم بتناسخ الأرواح ، وعدم الموت .
وذلك أنهم يرون أن روح القدس كانت في النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ، كما كانت في عيسى عليه السلام ، ثم انتقلت إلى علي ثم إلى الحسن ثم إلى الحسين رضي الله عنهم، ثم كذلك في الأئمة رحمهم الله تعالى ، وعامتهم يقولون بالتناسخ والرجعة ، وكان هؤلاء يسمون بـ ( الطيارة ) ، وأنهم لا يموتون ، وإنما موتهم طيران نفوسهم في الغلس .
قال المفضل ـ كما نقله الكليني في الكافي ـ :
إن روح القدس روح خاص بالنبي ، ينتقل بعد موته إلى بدن وصيه تماماً ، كانتقال الروح من جسم إلى جسم .اهـ
وقال الكليني : إن روح محمد ^ تسري في أجساد الأئمة .اهـ
وقال الطوسي ـ في ترجمة نصر بن صباح البلخي ، الذي عدّه المامقاني من الأئمة ، وقد أكثر المشايخ من النقل عنه على وجه الاعتماد ، وقد بلغ إلى حد لا مزيد عليه ـ: لقي جلة من كان في عصره من المشايخ والعلماء ،
وروى عنهم ، إلا أنه قيل : كان من الطيارة ، غالي .
انظر رجال الطوسي ( 515 )
ومقباس الهداية (121)
وقد رد عليهم النبوختي بكتابه (الرد على أصحاب التناسخ ) كما في مقدمة فرق الشيعة له ( 17 )
وقال السيد الرضا : من قال بالتناسخ فهو كافر . اهـ من الكافي .
10 ـ دعواهم كتم النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم تسعة أعشار الوحي واطلاعهم عليه كله .
لقد زعم السبئية أن النبيَّ الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ـ حاشاه ـ كتم تسعةَ أعشار ما نزل عليه من الوحي ،
وأن الله تعالى هداهم إليه .
وأنه ـ بالإضافة إلى التوراة والإنجيل والزبور ...ـ كلها موجودة عند القائم ،
وقد رد عليهم الحسن بن محمد ابن الحنفية في رسالته (الإرجاء) وهو مخطوط .
وقد جاء فيها ـ كما نقله ابن أبي الحديد ـ ما يلي ، يقولون : هُدينا لوحْيٍ ضلَّ عنه الناس ، وعِلمٍ خفي عنهم . وزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتم تسعة أعشار الوحي .
ولو كتم صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً مما أنزل عليه لكتم شأن امرأة زيد .
وقولَه تعالى : { تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ... }.اهـ من شرح نهج البلاغة ( 2 : 309 )
وسيأتي دعواهم تحريف القرآن الكريم في فصل مستقل .
وجاء في ترجمة ابن سبأ : أن القرآن جزء من تسعة أعشار ، وعلمُه عند علي . فنهاه علي بعدما همَّ به .اهـ
أين هم من حفظ الله عز وجل لكتابه الكريم {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
وقوله تعالى : {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} فهل بلّغ أم لا ؟؟؟
11 ـ الطعن بالصحابة رضي الله عنهم والتبرؤ منهم .
إن ابن سبأ اليهودي عامله الله تعالى بعدله : هو أول من طعن بالصحابة عموماً وبأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم وبرأهم من طعنه، حتى إن سيدنا عليّاً رضي الله عنه هَمَّ بقتله، لولا تصايح الناس ، فنفاه إلى المدائن .
قال النوبختي ـ في ذكره للسبئية ـ :
أصحابُ عبد الله بن سبأ ، وكان ممن أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة ، وتبرأ منهم ،
وقال : إن عليّاً عليه السلام أمره بذلك .
فأخذه عليٌّ فسأله عن قوله هذا فأقر به ، فأمر بقتله،
فصاح الناس إليه : يا أمير المؤمنين، أتقتل رجلاً يدعو إلى حبكم أهل البيت، وإلى ولايتك، والبراءة من أعدائك؟
فصيَّره إلى المدائن .اهـ
من فرق الشيعة (44)
وقاموس الرجال (5 : 463 )
وخير دليل على طعنهم بالصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم ، وطهرهم من رجس الرافضة القصيدة الأرزية، والتي أعيد طبعها في بغداد يوم كان الناس مشغولين في دعوى التقارب ، وكان مندوب أهل السنة ـ المتشيّع ـ يخطب في النجف بحضور كاشف الغطاء .
وسيأتي بيان موقفهم من الصحابة رضي الله عنهم ، وبيان سبب عدائهم للصحابة بعد قليل .
12 ـ دعواهم خيانة جبريل عليه السلام ـ حاشاه ـ
ومما يلتحق بمعقتداتهم : دعواهم أن جبريل عليه السلام خان الأمانة ، فبدلاً من أن يعطي الرسالةَ لعلي رضي الله عنه أعطاها للنبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ،
ولا يدري هؤلاء الأغبياء أنهم في قولهم هذا قد طعنوا في الله تعالى {اللُه أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ }
كما طعنوا في رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ، كيف يدعي ما ليس له ، وفي علي رضي الله عنه ، كيف لم يطالب بما أُخذ منه .
13ـ الغلو في الأئمة وتفضيلهم على النبيِّ الكريم وعلى سائر الأنبياء عليه وعليهم الصلاة والسلام ،
ورفعهم فوق مستوى البشر ، وأنهم يُحيون ويُميتون ، وهم كانوا قبل الخلق ،
... كما سيأتي في الفصل القادم.
كتاب اثر اليهود والنصارى والمجوس فى التشيع
------------------------------------------------------
ويزعمون أنه رضي الله عنه يحيي الموتى ، ويهدم المساجد ، وأنه يظهر ما لا يبطن ـ حاشاه ـ وأنه راض بدعواهم له الألوهية ،
وأنه حرَّق السبئية لأنهم أظهروا السر ،
ولو حرَّق ابن سبأ لقالوا إنما حرّقه لأنه أظهر السر.
والسر هو ادّعاء علي رضي الله عنه الربوبية .
كذبوا والله عليه ، وإنه والله هو منها بريء .
6 ـ ادعاؤهم أنه رضي الله عنه يعلم الغيب وأنه يحيي الموتى .
لقد مر في الفقرة السابقة : وإنما أحرقهم لأنهم أظهروا السر. ثم أحياهم بعد ذلك.
كما مر قول القمي ـ الحوار بين السبئية وأهل بيت أمير المؤمنين ـ وفيه :
فقال لهم من حضره من أهله وأصحابه وولده : سبحان الله ، ما علمتم أن أمير المؤمنين قد استشهد ؟
قالوا : إنا لنعلم أنه لم يقتل ، ولا يموت ، حتى يسوق العربَ بسيفه وسوطه ، كما قادهم بحجته وبرهانه ، وإنه ليسمع النجوى ، ويعرف تحت الدثار الثقيل ، ويلمع في الظلام كما يلمع السيف الصقيل الحسام .اهـ فهم يعتقدون بعدم موته ، وأنه يسمع النجوى ،... الخ .
وسيأتي نص في الفقرة التالية بأوضح .
7 ـ ادعاؤهم أن عليّاً رضي الله عنه أُعطي معرفة آجال العباد وما يقع منهم
ومما بثه في صفوف الشيعة :
أن سيدنا عليّاً رضي الله عنه أعطي معرفة آجال الناس ، وما يقع لهم من البلايا والمحن ، وفصل الخطاب ، والرجعة إلى الدنيا ،...
فقد روى الثقات منهم عن عليٍّ رضي الله عنه قال :
أُعطيت الستّ ؛ علم المنايا ، والبلايا ، والوصايا ، وفصل الخطاب ، وإني لصاحب الكرات ، ودولة الدول، وإني لصاحب العصا، والميسم، والدابة التي تكلم الناس . اهـ
من بصائر الدرجات الكبرى (4: 219ـ221)
وأصول الكافي (1: 198)
وانظر بحار الأنوار للمجلسي (26 : 142) لبيان معنى هذا القول.
8 ـ ادّعاؤهم بالرجعة .
روى القمي في تفسيره بسنده إلى أبي عبد الله ـ جعفر الصادق رحمه الله تعالى ـ حيث فسر قوله تعالى :
{يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ} بالرجعة . وقال : صيحة القائم من السماء { ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ} قال : هي الرجعة .اهـ من تفسير القمي ( 2 : 327 )
وروى عند تفسير قوله تعالى : {وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ }
عن أبي عبد الله قال : ما بعث الله نبيّاً من الأنبياء من لدن آدم فهلم جرّاً ، إلا ويرجع إلى الدنيا وينصر أمير المؤمنين ( علي )
وهو قوله : {لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ} يعني : رسول الله {وَلَتَنْصُرُنَّهُ} يعني : أمير المؤمنين .
وروى القمي في تفسيره عن أبي عبد الله ـ جعفر الصادق عليه السلام قال : انتهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أمير المؤمنين وهو نائم في المسجد؛ قد جمع رملاً ووضع رأسه عليه، فحرّكه برجله ثم قال له : >قم يا دابَّةُ الأرض< فقال رجلٌ من أصحابه : يارسول الله، أيسمي بعضُنا بعضاً بهذا الاسم ؟ فقال : > لا والله ، ما هو إلا له خاصة ، وهو الدّابة التي ذكر الله في كتابه { وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتِنا لا يُوقِنُون }
ثم قال : > يا علي ، إذا كان في آخر الزمان أخرجك الله في أحسن صورة ، ومعك مَيْسَم تَسِم به أعداءَك <
فقال رجل لأبي عبد الله عليه السلام : إن الناس يقولون : هذه الدّابة إنما تُكَلِّمُهم ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام : كَلّمهم الله في نار جهنم . إنما هو يكْلِمهم من الكلم . اهـ
من تفسير القمي (2: 130ـ 131)
قلت : هذا تحريفٌ من القول، فالآية صريحةٌ في الكلام، وليس في الكلم، أي الوسم ، كوسم الدواب ، ثم كيف يرضون أن يكون الإنسان المؤمن المكرّم العزيز دابّةً بهيمة ؟!
وقد روى جعفر الصادق عن آبائه ، عن جابر قال : لما بويع علي رضي الله عنه خطب الناسَ
فقام إليه عبد الله بن سبأ فقال له : أنت دابة الأرض .
فقال له : اتق الله .
فقال له : أنت الملِك .
فقال : اتق الله .
فقال : أنت خلقتَ الخلقَ ، وبسطتَ الرزق . فأمر بقتله .
فاجتمعت الرافضة فقالت : دعه ، وانفه إلى ساباط المدائن . اهـ
من تاريخ دمشق ، وانظر مجمع البيان للطبرسي ( 4 : 234 ) وتفسير القمي في الموضع المشار إليه .
وعن علي بن الحسين رضي الله عنهما قال : جاءني رجل من أهل البصرة،
فقال: جئتك في حاجة من البصرة، وما جئتك حاجّاً ولا معتمراً.
قلت له : وما حاجتك؟
فقال : جئت لأسألك متى يُبعث علي بن أبي طالب؟
قال : فقلت له: يُبعث والله يوم القيامة، ثم تُهمّه نفسه .اهـ
من تهذيب الكمال (20: 396 )
وعن عَمرو بن الأصم قال :
قلت للحسن بن علي ـ رضي الله عنهما ـ : إن هذه الشيعة يزعمون أن عليّاً ـ رضي الله عنه ـ مبعوثٌ قبل يوم القيامة .
قال : كذبوا ، والله ما هؤلاء بشيعته ، لو علمنا أنه مبعوثٌ ما زوَّجنا نساءَه ، ولا اقتسمنا مالَه .
رواه ابن سعد والحاكم ومسدد والطبراني .
وأول من نادى بالرجعة هو ابن سبأ ـ عليه من الله ما يستحق ـ انظر ما سبق في فقرة سابقة مما ذكره سعد بن عبد الله القمي في المقالات والفِرَق .
وكذا ما قاله القمي في تفسيره كما مر أيضاً .
وانظر عقائد القائم [ المهدي ] في آخر الرسالة ، حيث ذكرت عدة نقول عنهم في دعوى الرجوع .
9 ـ دعواهم بتناسخ الأرواح ، وعدم الموت .
وذلك أنهم يرون أن روح القدس كانت في النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ، كما كانت في عيسى عليه السلام ، ثم انتقلت إلى علي ثم إلى الحسن ثم إلى الحسين رضي الله عنهم، ثم كذلك في الأئمة رحمهم الله تعالى ، وعامتهم يقولون بالتناسخ والرجعة ، وكان هؤلاء يسمون بـ ( الطيارة ) ، وأنهم لا يموتون ، وإنما موتهم طيران نفوسهم في الغلس .
قال المفضل ـ كما نقله الكليني في الكافي ـ :
إن روح القدس روح خاص بالنبي ، ينتقل بعد موته إلى بدن وصيه تماماً ، كانتقال الروح من جسم إلى جسم .اهـ
وقال الكليني : إن روح محمد ^ تسري في أجساد الأئمة .اهـ
وقال الطوسي ـ في ترجمة نصر بن صباح البلخي ، الذي عدّه المامقاني من الأئمة ، وقد أكثر المشايخ من النقل عنه على وجه الاعتماد ، وقد بلغ إلى حد لا مزيد عليه ـ: لقي جلة من كان في عصره من المشايخ والعلماء ،
وروى عنهم ، إلا أنه قيل : كان من الطيارة ، غالي .
انظر رجال الطوسي ( 515 )
ومقباس الهداية (121)
وقد رد عليهم النبوختي بكتابه (الرد على أصحاب التناسخ ) كما في مقدمة فرق الشيعة له ( 17 )
وقال السيد الرضا : من قال بالتناسخ فهو كافر . اهـ من الكافي .
10 ـ دعواهم كتم النبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم تسعة أعشار الوحي واطلاعهم عليه كله .
لقد زعم السبئية أن النبيَّ الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ـ حاشاه ـ كتم تسعةَ أعشار ما نزل عليه من الوحي ،
وأن الله تعالى هداهم إليه .
وأنه ـ بالإضافة إلى التوراة والإنجيل والزبور ...ـ كلها موجودة عند القائم ،
وقد رد عليهم الحسن بن محمد ابن الحنفية في رسالته (الإرجاء) وهو مخطوط .
وقد جاء فيها ـ كما نقله ابن أبي الحديد ـ ما يلي ، يقولون : هُدينا لوحْيٍ ضلَّ عنه الناس ، وعِلمٍ خفي عنهم . وزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كتم تسعة أعشار الوحي .
ولو كتم صلى الله عليه وآله وسلم شيئاً مما أنزل عليه لكتم شأن امرأة زيد .
وقولَه تعالى : { تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ ... }.اهـ من شرح نهج البلاغة ( 2 : 309 )
وسيأتي دعواهم تحريف القرآن الكريم في فصل مستقل .
وجاء في ترجمة ابن سبأ : أن القرآن جزء من تسعة أعشار ، وعلمُه عند علي . فنهاه علي بعدما همَّ به .اهـ
أين هم من حفظ الله عز وجل لكتابه الكريم {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}
وقوله تعالى : {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} فهل بلّغ أم لا ؟؟؟
11 ـ الطعن بالصحابة رضي الله عنهم والتبرؤ منهم .
إن ابن سبأ اليهودي عامله الله تعالى بعدله : هو أول من طعن بالصحابة عموماً وبأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم وبرأهم من طعنه، حتى إن سيدنا عليّاً رضي الله عنه هَمَّ بقتله، لولا تصايح الناس ، فنفاه إلى المدائن .
قال النوبختي ـ في ذكره للسبئية ـ :
أصحابُ عبد الله بن سبأ ، وكان ممن أظهر الطعن على أبي بكر وعمر وعثمان والصحابة ، وتبرأ منهم ،
وقال : إن عليّاً عليه السلام أمره بذلك .
فأخذه عليٌّ فسأله عن قوله هذا فأقر به ، فأمر بقتله،
فصاح الناس إليه : يا أمير المؤمنين، أتقتل رجلاً يدعو إلى حبكم أهل البيت، وإلى ولايتك، والبراءة من أعدائك؟
فصيَّره إلى المدائن .اهـ
من فرق الشيعة (44)
وقاموس الرجال (5 : 463 )
وخير دليل على طعنهم بالصحابة الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم ، وطهرهم من رجس الرافضة القصيدة الأرزية، والتي أعيد طبعها في بغداد يوم كان الناس مشغولين في دعوى التقارب ، وكان مندوب أهل السنة ـ المتشيّع ـ يخطب في النجف بحضور كاشف الغطاء .
وسيأتي بيان موقفهم من الصحابة رضي الله عنهم ، وبيان سبب عدائهم للصحابة بعد قليل .
12 ـ دعواهم خيانة جبريل عليه السلام ـ حاشاه ـ
ومما يلتحق بمعقتداتهم : دعواهم أن جبريل عليه السلام خان الأمانة ، فبدلاً من أن يعطي الرسالةَ لعلي رضي الله عنه أعطاها للنبي الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ،
ولا يدري هؤلاء الأغبياء أنهم في قولهم هذا قد طعنوا في الله تعالى {اللُه أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ }
كما طعنوا في رسوله الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ، كيف يدعي ما ليس له ، وفي علي رضي الله عنه ، كيف لم يطالب بما أُخذ منه .
13ـ الغلو في الأئمة وتفضيلهم على النبيِّ الكريم وعلى سائر الأنبياء عليه وعليهم الصلاة والسلام ،
ورفعهم فوق مستوى البشر ، وأنهم يُحيون ويُميتون ، وهم كانوا قبل الخلق ،
... كما سيأتي في الفصل القادم.
كتاب اثر اليهود والنصارى والمجوس فى التشيع
------------------------------------------------------
عدل سابقا من قبل al3wasem في الإثنين أبريل 19, 2010 5:36 am عدل 2 مرات