موقعة فارنا – الحرب الصليبية الجديدة
من ذاكرة التاريخ
الزمان/ 28 رجب - 878هـ
المكان/ مدينة فارنا – بلغاريا - أوربا
العثمانيون بقيادة مراد الثاني ينتصرون على التحالف الصليبي الأوربي .
مفكرة الإسلام : تعجب كثير من المسلمين في أيامنا عندما أعلن الرئيس الأمريكي بوش قيام قوات التحالف المزمع عقده بحرب صليبية جديدة على المسلمين ,
ذلك لأن هذا الاسم قد غاب عن ذهن المسلمين وتفكيرهم وظنوا أن الحرب الصليبية قد انتهت من أمد بعيد ولكن الحق الغائب عن المسلمين أن الحرب الصليبية لم ولن تنته أبداً في يوم من الأيام حتى ينزل المسيح عليه السلام
فيقتل الدجال وترفع الجزية ويقتل الخنزير ويكسر الصليب فلا ترفع راية صليبية بعدها وقبل ذلك فما زال وسيظل الصليب مرفوعاً في قلوب أتباعه يجعلونه راية وعنواناً لحروبهم ضد المسلمين ,
والغفلة التي تحيط بالمسلمين تجعلهم دائماًُ لا يفهمون البعد الديني في تفكير النصارى ظناً منهم أن الحرية والانفلات والفجور التي تحياها أوروبا وغيرها من دول الصليب
قد قضى تماماً على عقيدتهم وحبهم للصليب فما زال الدين يحكم ويسيطر ويوجه تصرفات النصارى.
وصفحتنا تلك حلقة من حلقات الحروب الصليبية التي شنتها أوروبا على المسلمين .
عندما بدأت الدولة العثمانية في الظهور اعتمدت سياسة توسيع الرقعة الأفقية للدولة بضم إمارات الأناضول في آسيا الصغرى فلما تم لها ذلك اتجهت ناحية أوروبا لفتح البلاد
ونشر دين الإسلام وتحقيق وصية جدهم الأول عثمان مؤسس الدولة العثمانية وبالفعل استطاعت الدولة ضم إمارات الأناضول ووحدت تحت راية العثمانيين سنة 793هـ
وبدأت الدولة تلتفت لأوروبا واستطاع السلطان بايزيد الثاني الملقب بالصاعقة أن يضم أجزاءاً كبيرة من أوروبا ولكنه ما لبث أن اصطدم مع جحافل جيوش التتار بقيادة تيمور لنك
والتي قدرت بـ 800000 مقاتل وأسفر هذ1 الصدام عن تجزؤ الدولة العثمانية مرة أخرى وانفراط عقدها
وانفصلت إمارات الأناضول مرة أخرى وظلت الدولة من سنة 804 هـ تكافح لإعادة البناء مرة أخرى حتى استطاع السلطان مراد الثاني إعادة إمارات الأناضول لسيادة الدولة العثمانية وذلك في سنة 825هـ
وتفرغ بعدها مراد الثاني للجهاد في أوروبا .
كانت أكثر الحروب التي خاضها السلطان مراد الثاني في أوروبا مع ملك المجر الذي كان يعتبر نفسه حامي الصليبية في أوروبا لأنه كان أ قوى ملوك أوروبا وتقلبت نتائج هذه الحروب بين انتصار وهزيمة هكذا تارة وتارة ,
فعند بدء القتال انتصر السلطان على طاغية المجر انتصاراً باهراً جعل ملك المجر يطلب عقد هدنة على أن يتنازل للعثمانيين عن أملاكه شرقي نهر الدانوب الذي أصبح حداً فاصلاً بين الدولتين ,
وهذا الانتصار أدخل الرعب على باقي ملوك أوروبا وأمرائها فسارع أمير الصرب جورج برنكوفتش على ملكه فعقد معاهدة مع العثمانيين تنازل فيها عن بعض المواقع للعثمانيين مع دفع جزية سنوية وأيضاً مع التعهد بقطع صلاته مع ملك المجر .
شجع هذا الانتصار السلطان مراد الثاني على مواصلة الجهاد في أوروبا ففتح مدينة سالونيك وبلاد الأرنؤوط 'ألبانيا' وسلم أميرها أبناءه الأربعة كرهينة لسلطان
وعندما مات هذا الأمير سنة 834هـ ضم السلطان بلاده إليه , واعترف أمير'الأفلاق' جنوب رومانيا بالسيادة العثمانية سنة 836هـ , ثم استعد السلطان مراد الثاني لفتح القسطنطينية
وعندها عادت الدولة الصليبية لنقض العهود والتمرد وكان أول المتمردين أمير الصرب 'جورج برنكوفتش' الذي أعلن العصيان فهاجمه السلطان وقتله وفتح جزءاً من بلاد الصرب
وحاصر بلجراد ستة أشهر ولكنه لم يتمكن من فتحها ثم أرسل السلطان جيشا ًإلى غرب رومانيا وكان يتبع ملك المجر لتأديب الخائنين فأرسل المجر جيوشاً ضخمة بقيادة أشهر قادة أوروبا الحربيين
وهو 'رينالد' المجري والذي استطاع الانتصار على العثمانيين واستشهد منهم عشرون ألفاً فأعاد السلطان مراد الثاني الكرة وأرسل جيشاً آخر ولكن 'رينالد' المجري انتصر عليه
واستشهد من العثمانيين ثمانون ألفاً وذلك سنة 845هـ وتوالت الهزائم على السلطان مراد الثاني مما اضطره ذلك إلى توقيع معاهدة تنازل.