ردود الدكتور اللبيدي علي زكريا بطرس
لقد دأب الكاهن زكريا بطرس
علي مهاجمة القرآن ونبي الإسلام وآل بيته الأبرار وكانت
آخر مفترياته الهجوم علي الإعجاز العلمي للقرآن الكريم .
ولأني من المتخصصين في هذا المجال الهام، فأني أرد
بطريقة علمية بعيدة عن التعصب والعصبية
وقبل أن أرد أحب
أن الفت النظر الي أمرين:
1- إن ما يقوم به الكاهن جزء
من الحرب الفكرية علي الإسلام بهدف الشوشرة علي عقيدة المسلم المثقف البسيط
والسطحي في معرفته للقرآن وهم بالملايين.
2- أنه
يحاول ان يضيع الوقت على الباحثين والمفكرين بالجدل
المستمر، ولينقل المعركة بعيدا عن نصوصه المحرفة والتي ملئت بالفقرات
الضالة والمخزية من اساطير ما انزل الله بها من سلطان
وبخصوص المقارنة بين النصوص المقدسة – بهدف التعرف
على الكتاب الوحيد المحفوظ – نترك
هذا المجال لمدرسة مقارنة الأديان، ونكتفي في تلك العجالة بالرد على بعض القضايا
التي اثارها الكاهن وغيره من اعوانه بخصوص الإعجاز العلمي فنقول وبالله التوفيق :
ومن المطاعن:
في سورة فُصّلت(قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ
بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ
رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا
وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ ثُمَّ
اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا
طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُّنَّ سَبْعَ
سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ (( سورة فصلت: 9، 10، 11).
وهذا يعني أن الله خلق الأرض والسموات في ثمانية
أيام وأنه خلق السماء بعد الأرض لا قبلها. ولكن في سبعة مواضع من القرآن يقول
إنه خلقهما في ستة أيام لا ثمانية. أما عن خلق السماء قبل الأرض فموجود في سورة
النازعات: ) َأَنْتُمْ أَشَّدُ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ
سَمْكَهَا فَسَّوَاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا وَالْأَرْضَ
بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهاَ ( (سورة النازعات)
معنى قوله تعالى"وَجَعَلَ
فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا
وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ" أي في تتمة أربع
أيام. أي أن خلق الارض كان فى يومين و تقدير الاقوات فى يومين ومثاله قول
القائل: خرجت من البصرة إلى بغداد فى عشرة أيام وإلى الكوفة فى خمسة عشر يومًا،
أي في تتمة خمسة عشر يومًا.
و دحو الارض بعد خلق السماء لا يعنى ان الارض لم تكن قد
خلقت قبل ذلك فقد خلقها الله ثم خلق السماء ثم دحى الارض اى مهدها لاستقرار الانسان
عليها.
يقولون أيضا أن هناك تناقض فى
وصف القرآن لخلق الإنسان
فمرة يقول القرآن أن الإنسان خلق من ( تراب ) ومرة يقول
أنه خلق من ( طين ) ومرة
يقول ( من طين لازب ) ومرة يقول انه خلق من ( صلصال كالفخار ).
وفى خلقه بعد آدم أو من آدم : مرة يقوا
سبحانه أنه خلق من ( نطفة من مني ) ومرة ( من نطفة فى قرار مكين ) ثم يقول فى مكان آخر ( نطفة
أمشاج )
@ والحقيقة انه لا يوجد أي تناقض فى ذلك بل هو معجزة
علمية باهرة : فالإنسان بدأ من تراب خالطه الماء فأصبح طين الذي ظهرت فيه
المواد العضوية فتغيرت رائحته ( طين لازب ) الذي تماسك فى صورة جسد فأصبح صلصال
ثم دبت فيه الحياة ونفخ فيه الروح، تسلسل منطقي ، نشاهد صدقه فى حالة هدم البنية
بعد الموت حيث يتحول الجسد – بعد الموت مباشرة – إلى مرحلة تشبه الصلصال كالفخاروهي
مرحلة التخشب، وبعدها يسود الجسد وينتنويسود ويهترئ ويصبح كالطين المنتن، وأخيرا
يتحلل ويتحول إلى تراب .
وبخصوص ذكر النطفة مرة مجردة ومرة على أنها من (
مني يمنى ) ومرة فى ( قرار مكين ) وأخرى أنها ( نطفة
امشاج )، فإن ذلك معجزة علمية بكل المقاييس، لأن النطفة تنقسم علميا إلى :
1- نطفة مذكرة ( الحيوان المنوي )
2- ونطفة مؤنثة ( البويضة )
3- ونطفة امشاج ( تكونت من امتزاج محتويات الحيوان المنوي مع البويضة)
بل وفى تعبير أمشاج – بدلا عن أخلاط - معجزة
باهرة لأنها تشير إلا أن محتويات الحيوان المنوي لا تختلط مع محتويات البويضة بل
تمتزج بحيث يذهب بعضها فى بعض، وقد أثبتت المجاهر المتطورة ذلك وصورته فهل هذا
تناقض أم معجزة علمية تدل على صدق الرسالة وصدق الرسول وعالمية الإسلام.
ومن المطاعن:أن هناك خطأ علمي فى الآية ( ومن كل شيء خلقنا زوجين )فيقولون أن هناك
أشياء بلا ذكر وأنثى مثل كل الجمادات من أوائل ومركبات، وفى الكائنات
الحية هناك وحيدات الخلية كالبكتريا والأميبا وغيرها كائنات تتكاثر بالانقسام
البسيط بلا ذكورة أو أنوثة .
نرد :
أن ما ذهبتم إليه باطل بسبب قصور من قالوا أن الزوجية
فى الآية تعنى الذكر والأنثى فى الإنسانوالحيوان والنبات والآية تحمل معنى اكبر
واشمل من ذلك، والدليل على ذلك ما جاء فى القرآن أيضا ( سبحان الذي خلق الأزواج
كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون ) وبذلك نقول أن
الآياتتقرر أن أي شيء مخلوق لله لا بد وان يكون مكوناً من شيء وشيء آخر مكمل له
أو متمم له بمعنى انه لا يوجد جوهر فرد فى المخلوقات، وبذلك تكون هذه الكلمات
الخمسة معجزة علمية عالمية بكل المقاييس لأنها تلخص كل علوم الكون من الذرة إلى المجرة
كما سنعلم الآن.
فها هو المغناطيس مكون من زوجية الشمال والجنوب، وهاهي
البطارية والكهرباء مكونة من زوجية الموجب والسالب، وها هي المعادلة الكيمائية
زوجية، وهاهي الذرة وحدة الكون مكونة من زوجية النواة والإلكترونات، وها هو
الحوض الننوي حامل الشفرة الوراثية عبارة عن سلم مزدوج من DNAالحمض النووي المعروف بل وها هو
نظام العمل بالكمبيوتر يخضع لقانون الزوجية .
ويقولون :هناك خطأ علمي فادح لأن القرآن يقرر فى
قصة ( ذى القرنين ) أن الشمس تغرب داخل ماء دافئ مع أن الشمس نجم عملاق له فلك
يدور فيه بعيدا عن الأرض.
والرد :أن القرآن الكريم لم يقل إن الشمس تسقط فى ماء ساخن بل قال عن
الشمس (لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ
سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس : 40] علم وحق ويقين .
ولكن الآية التي يلبس بها الشياطين تصف رحلة ذي
القرنين فتقول : (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ
فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ [الكهف : 86])،
بمعنى عندما وصل ذو القرنين ساحل البحر عند الغروب وجد هو - من منظوره – الشمس
تهبط غائبة في المحيط وهو ما يشاهده رواد السواحل بسبب الخداع البصري الذي يعتبر
من العلوم الحديثة . ( وهناك بحث شامل عن هذه القضية فى وقع موسوعة الإعجاز.
* يقول الطاعن:فى قوله سبحانه فى البقرة (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي
الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ
سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [البقرة : 29])تدل على أن خلق الأرض
قبل خلق السماء بدليل لفظة ( ثم ) التي هي للترتيب والتراخي والانفصال، وكذا في
الآيات الأخرى، ولكن في النازعات قال سبحانه ( أأنتم اشد خلقا أم السماء بناها
27 * رفع سمكها فسواها 28 * وأغطش ليلها وأخرج ضحاها ) ثم قال
( والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها 31 )
مرة يقول خلق الأرض أولا، وأخرى يقول:خلق السماء
أولا هذا تناقض !
نرد :بل
هذا علم وإعجاز ودليل على حفظ القرآن وحده كيف ؟ هذه الآيات وغيرها تخبر أن الله
سبحانه خلق الأرض أولا وقدر فيها عناصرها اللازمة لتجهيزها على أكمل وجه
لاستقبال ذلك المخلوق المكلف، وكلمة ( ما ) تشير إلا حقبة ما قبل خلق المكلف
العاقل وتشمل عناصر ومعادن وغازاتالأرض وربما بذور الحياة -
وهي مرحلة تشبه
ما يقوم به المعماري عندما يجهز الحديد والنوافذ والوصلات والطوب والرخام
والتخطيط والتنفيذ لإقامة مشروعه الهندسي تمهيدا لتسكينه - ثم تأتي
المرحلة التالية وهي استوائه سبحانه إلى السماء فرفع سمكها فسواها
وأنشأ النجوم
ومنها الشمس كمصدر للطاقة والضوء وأحدث الحركة، وبعدها عاد للأرض يدحوها ويخرج
منها ماءها ونباتاتها الخضراء ليكمل تجهيزها الذي لم يكن ليكتمل علميا وعقليا
إلا باستكمال أحداث في السماء كخلق الشمس التي لولاها ما تكون سحاب وما نزل مطر
وما نبت نبات ولولا طاقتها وضيائها ما حدثت عملية التمثيل الضوئي ولما أصبح هناك
طاقة حيوية تحرك كل مظاهر الحياة في الأرض بما فيها الإنسان ، وهذا منتهى الإعجاز .
لقد دأب الكاهن زكريا بطرس
علي مهاجمة القرآن ونبي الإسلام وآل بيته الأبرار وكانت
آخر مفترياته الهجوم علي الإعجاز العلمي للقرآن الكريم .
ولأني من المتخصصين في هذا المجال الهام، فأني أرد
بطريقة علمية بعيدة عن التعصب والعصبية
وقبل أن أرد أحب
أن الفت النظر الي أمرين:
1- إن ما يقوم به الكاهن جزء
من الحرب الفكرية علي الإسلام بهدف الشوشرة علي عقيدة المسلم المثقف البسيط
والسطحي في معرفته للقرآن وهم بالملايين.
2- أنه
يحاول ان يضيع الوقت على الباحثين والمفكرين بالجدل
المستمر، ولينقل المعركة بعيدا عن نصوصه المحرفة والتي ملئت بالفقرات
الضالة والمخزية من اساطير ما انزل الله بها من سلطان
وبخصوص المقارنة بين النصوص المقدسة – بهدف التعرف
على الكتاب الوحيد المحفوظ – نترك
هذا المجال لمدرسة مقارنة الأديان، ونكتفي في تلك العجالة بالرد على بعض القضايا
التي اثارها الكاهن وغيره من اعوانه بخصوص الإعجاز العلمي فنقول وبالله التوفيق :
ومن المطاعن:
في سورة فُصّلت(قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ
بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ
رَبُّ الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا
وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاء لِّلسَّائِلِينَ ثُمَّ
اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا
طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُّنَّ سَبْعَ
سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ (( سورة فصلت: 9، 10، 11).
وهذا يعني أن الله خلق الأرض والسموات في ثمانية
أيام وأنه خلق السماء بعد الأرض لا قبلها. ولكن في سبعة مواضع من القرآن يقول
إنه خلقهما في ستة أيام لا ثمانية. أما عن خلق السماء قبل الأرض فموجود في سورة
النازعات: ) َأَنْتُمْ أَشَّدُ خَلْقاً أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا رَفَعَ
سَمْكَهَا فَسَّوَاهَا وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا وَالْأَرْضَ
بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهاَ ( (سورة النازعات)
معنى قوله تعالى"وَجَعَلَ
فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا
وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ" أي في تتمة أربع
أيام. أي أن خلق الارض كان فى يومين و تقدير الاقوات فى يومين ومثاله قول
القائل: خرجت من البصرة إلى بغداد فى عشرة أيام وإلى الكوفة فى خمسة عشر يومًا،
أي في تتمة خمسة عشر يومًا.
و دحو الارض بعد خلق السماء لا يعنى ان الارض لم تكن قد
خلقت قبل ذلك فقد خلقها الله ثم خلق السماء ثم دحى الارض اى مهدها لاستقرار الانسان
عليها.
يقولون أيضا أن هناك تناقض فى
وصف القرآن لخلق الإنسان
فمرة يقول القرآن أن الإنسان خلق من ( تراب ) ومرة يقول
أنه خلق من ( طين ) ومرة
يقول ( من طين لازب ) ومرة يقول انه خلق من ( صلصال كالفخار ).
وفى خلقه بعد آدم أو من آدم : مرة يقوا
سبحانه أنه خلق من ( نطفة من مني ) ومرة ( من نطفة فى قرار مكين ) ثم يقول فى مكان آخر ( نطفة
أمشاج )
@ والحقيقة انه لا يوجد أي تناقض فى ذلك بل هو معجزة
علمية باهرة : فالإنسان بدأ من تراب خالطه الماء فأصبح طين الذي ظهرت فيه
المواد العضوية فتغيرت رائحته ( طين لازب ) الذي تماسك فى صورة جسد فأصبح صلصال
ثم دبت فيه الحياة ونفخ فيه الروح، تسلسل منطقي ، نشاهد صدقه فى حالة هدم البنية
بعد الموت حيث يتحول الجسد – بعد الموت مباشرة – إلى مرحلة تشبه الصلصال كالفخاروهي
مرحلة التخشب، وبعدها يسود الجسد وينتنويسود ويهترئ ويصبح كالطين المنتن، وأخيرا
يتحلل ويتحول إلى تراب .
وبخصوص ذكر النطفة مرة مجردة ومرة على أنها من (
مني يمنى ) ومرة فى ( قرار مكين ) وأخرى أنها ( نطفة
امشاج )، فإن ذلك معجزة علمية بكل المقاييس، لأن النطفة تنقسم علميا إلى :
1- نطفة مذكرة ( الحيوان المنوي )
2- ونطفة مؤنثة ( البويضة )
3- ونطفة امشاج ( تكونت من امتزاج محتويات الحيوان المنوي مع البويضة)
بل وفى تعبير أمشاج – بدلا عن أخلاط - معجزة
باهرة لأنها تشير إلا أن محتويات الحيوان المنوي لا تختلط مع محتويات البويضة بل
تمتزج بحيث يذهب بعضها فى بعض، وقد أثبتت المجاهر المتطورة ذلك وصورته فهل هذا
تناقض أم معجزة علمية تدل على صدق الرسالة وصدق الرسول وعالمية الإسلام.
ومن المطاعن:أن هناك خطأ علمي فى الآية ( ومن كل شيء خلقنا زوجين )فيقولون أن هناك
أشياء بلا ذكر وأنثى مثل كل الجمادات من أوائل ومركبات، وفى الكائنات
الحية هناك وحيدات الخلية كالبكتريا والأميبا وغيرها كائنات تتكاثر بالانقسام
البسيط بلا ذكورة أو أنوثة .
نرد :
أن ما ذهبتم إليه باطل بسبب قصور من قالوا أن الزوجية
فى الآية تعنى الذكر والأنثى فى الإنسانوالحيوان والنبات والآية تحمل معنى اكبر
واشمل من ذلك، والدليل على ذلك ما جاء فى القرآن أيضا ( سبحان الذي خلق الأزواج
كلها مما تنبت الأرض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون ) وبذلك نقول أن
الآياتتقرر أن أي شيء مخلوق لله لا بد وان يكون مكوناً من شيء وشيء آخر مكمل له
أو متمم له بمعنى انه لا يوجد جوهر فرد فى المخلوقات، وبذلك تكون هذه الكلمات
الخمسة معجزة علمية عالمية بكل المقاييس لأنها تلخص كل علوم الكون من الذرة إلى المجرة
كما سنعلم الآن.
فها هو المغناطيس مكون من زوجية الشمال والجنوب، وهاهي
البطارية والكهرباء مكونة من زوجية الموجب والسالب، وها هي المعادلة الكيمائية
زوجية، وهاهي الذرة وحدة الكون مكونة من زوجية النواة والإلكترونات، وها هو
الحوض الننوي حامل الشفرة الوراثية عبارة عن سلم مزدوج من DNAالحمض النووي المعروف بل وها هو
نظام العمل بالكمبيوتر يخضع لقانون الزوجية .
ويقولون :هناك خطأ علمي فادح لأن القرآن يقرر فى
قصة ( ذى القرنين ) أن الشمس تغرب داخل ماء دافئ مع أن الشمس نجم عملاق له فلك
يدور فيه بعيدا عن الأرض.
والرد :أن القرآن الكريم لم يقل إن الشمس تسقط فى ماء ساخن بل قال عن
الشمس (لا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ
سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) [يس : 40] علم وحق ويقين .
ولكن الآية التي يلبس بها الشياطين تصف رحلة ذي
القرنين فتقول : (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ
فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ [الكهف : 86])،
بمعنى عندما وصل ذو القرنين ساحل البحر عند الغروب وجد هو - من منظوره – الشمس
تهبط غائبة في المحيط وهو ما يشاهده رواد السواحل بسبب الخداع البصري الذي يعتبر
من العلوم الحديثة . ( وهناك بحث شامل عن هذه القضية فى وقع موسوعة الإعجاز.
* يقول الطاعن:فى قوله سبحانه فى البقرة (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي
الأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ
سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [البقرة : 29])تدل على أن خلق الأرض
قبل خلق السماء بدليل لفظة ( ثم ) التي هي للترتيب والتراخي والانفصال، وكذا في
الآيات الأخرى، ولكن في النازعات قال سبحانه ( أأنتم اشد خلقا أم السماء بناها
27 * رفع سمكها فسواها 28 * وأغطش ليلها وأخرج ضحاها ) ثم قال
( والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها 31 )
مرة يقول خلق الأرض أولا، وأخرى يقول:خلق السماء
أولا هذا تناقض !
نرد :بل
هذا علم وإعجاز ودليل على حفظ القرآن وحده كيف ؟ هذه الآيات وغيرها تخبر أن الله
سبحانه خلق الأرض أولا وقدر فيها عناصرها اللازمة لتجهيزها على أكمل وجه
لاستقبال ذلك المخلوق المكلف، وكلمة ( ما ) تشير إلا حقبة ما قبل خلق المكلف
العاقل وتشمل عناصر ومعادن وغازاتالأرض وربما بذور الحياة -
وهي مرحلة تشبه
ما يقوم به المعماري عندما يجهز الحديد والنوافذ والوصلات والطوب والرخام
والتخطيط والتنفيذ لإقامة مشروعه الهندسي تمهيدا لتسكينه - ثم تأتي
المرحلة التالية وهي استوائه سبحانه إلى السماء فرفع سمكها فسواها
وأنشأ النجوم
ومنها الشمس كمصدر للطاقة والضوء وأحدث الحركة، وبعدها عاد للأرض يدحوها ويخرج
منها ماءها ونباتاتها الخضراء ليكمل تجهيزها الذي لم يكن ليكتمل علميا وعقليا
إلا باستكمال أحداث في السماء كخلق الشمس التي لولاها ما تكون سحاب وما نزل مطر
وما نبت نبات ولولا طاقتها وضيائها ما حدثت عملية التمثيل الضوئي ولما أصبح هناك
طاقة حيوية تحرك كل مظاهر الحياة في الأرض بما فيها الإنسان ، وهذا منتهى الإعجاز .