من الراعى . . الله ام المسيح ؟
ان الحمد لله , نحمده , ونستعين به ونستغفره ,
ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له , ومن
يضلل فلا هادي له , وأشهد ان
لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد ان محمداً عبده ورسوله وأشهد ان عيسى بن
مريم عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه
" اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل , فاطر السموات والأرض , عالم
الغيب والشهادة , أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيهم يختلفون , اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك , إنك
تهدي من تشاء إلى سراط مستقيم ".
فيظل ما تعلمته من الشيخ الفاضل أبو إسلام عن ثقافة الحوار , وفي محاولةلتقريب وجهات النظر والإرتفاع بمستوى الحوار بين المسلم والمسيحي ,
باذلينأقصى جهودنا حتى نرتقي بأفكارنا ونوصل وجهة نظرنابشكل أوضح وأبين , محاولين ان نقوم بتغييرطريقة فكر
المسيحي حتى نصل إلىنقطة إلتقاء لأن يفترض ان هدف المسلم والمسيحي واحد ,
وهو توصيل الحق الذيهو عليه .
ولكن بالتأكيد ان كل
تابع لأى ديانة , لدية أسلوب تفكير مختلف , ويكون عنده طرق مختلفة
لطرح الأدلة والبراهين حتى يوصل لنا الحق الذييعتقد انه عليه ,
فالحوار بين الأديان
لابد ان يكون بالدليل والبرهان , ولكن بعد فترة معينة من حواراتي مع المسيحيين , إكتشفت
ان هناك شئ غريبجداً في طريقة إستدلال المسيحي وطرحه لبراهينه ,
وهدفي من كتابة هذاالموضوع ليس للرد على دليل معين بحد ذاته , ولكني أكتب
الموضوع محاولة منيلتصحيح مفهوم أو فكر معين عند المسيحي حتى عندما يطرح
المسيحي أدلتهوبراهينة من جديد , تكون إستدلالاته أكثر قوة وإقناعاً .
قدوجدنا عند ردودنا على بعض إستدلالات المسيحيين في
محاولاتهم لإثبات ألوهيةالمسيح عليه السلام ,
أنهم كانوا يلوون
الحقائق و يحاولوا ان يلووا أعناقالنصوص ليستخرجمن النص معنى ليس فيه وإن اضتر إلى التحريف أو التدليس
وفي هذا النوع منطرح الأدلة عند المسيحيين كتبنا الموضوع الخاص بأقوال
وتوما ومجلة ميكي ( انظرهذا الرابط ) , وكتبنا أيضاً موضوع في تبيان إزدواجية المعايير ان
المسيحي لطرحهالنصوص التي يستدل بها وأيضاً حرفيتهم الشديده وفهمهم
المادي البحت عنداستدلالهم بالنصوص وفي هذا كتبنا الموضوع الخاص بحلول
الآب ( انظرهذا الرابط )
, واليوم سوف نتكلم عن طريقة فكر مسيحي في طرح الأدلة
ألا وهو التمسكبالمتشابه , اي ان النص قد يُفسر على معنيين , ولكن
هناك معنى أرجح كثيراًعن المعنى الآخر ,
ولكن يصر المسيحي على اخذ المعنى الذي يتماشى مع هواه , وعندما تفكرت في هذه
الطريقة التي فكر بها المسيحي , تذكرت قول الله عز وجل ( {فَأَمَّا
الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء
الْفِتْنَةِ
وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ} آل
عمران7 )
التفسير
الميسر :
فأصحاب القلوب المريضة الزائغة, لسوء قصدهم يتبعون هذه الآيات
المتشابهات
وحدها; ليثيروا الشبهات عند الناس, كي يضلوهم, ولتأويلهم لها
على
مذاهبهم الباطلة.اللهم لا تجهلنا من
أصحاب القلوب الزائغة المريضة , اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلوبنا على
دينك . اللهم آمين .
يقولالمسيحي عندما يطرح دليله على ألوهية المسيح , ( وهي
إستنتاجاً كالعادةلأن المسيح عليه السلام في أناجيلهم لم يدعي قط أنه هو
الله ) , يقول انالمسيح عليه السلام هو الراعي الصالح ,
وقد قيل في المزامير ان الله راعي , فيقول مبتسماً منشكحاً
انه بما أن الله في العهد القديم راعي والمسيح فيالعهد الجديد هو
الراعي الصالح إذن , المسيح هو الله . تقول النصوص :
Joh 10:11 أَنَا هُوَ الرَّاعِي الصَّالِحُ . ( عن المسيح عليه السلام )
Psa 23:1 اَلرَّبُّ رَاعِيَّ
فَلاَ
يُعْوِزُنِي شَيْءٌ . ( عن يهوه رب الجنود )
Psa 80:1 يَا
رَاعِيَ إِسْرَائِيلَ. ( عن يهوه رب الجنود )
وبهذاالإستنتاج يحاولون إثبات ألوهية المسيح عليه السلام ,
بل أنهم يدعون انهذا إعلان صريح للمسيح وكأنه عندما قال انا الراعي
الصالح , فكأنه يقولانا الله القدير .
بشأن الإعلانات نريد لفت نظر الإخوه المسلمين
إلى إجماععلماء النصارى بأن المسيح عليه السلام لم يعلن بشكل
صريح عن أنه هو اللهحتى لا يعرف الشيطان هذا الأمر ويفسد على المسيح أمر
الفداء والصلب , ولكني اكتشفت ان إيمان وعقائد اللاهوتيين المتخصصين من
قساوسة ورهبانالكنيسة ,
يختلف تماماً عن إيمان وعقيدة المسيحي العامي .
يقول النبي محمد صلى
الله عليه وسلم كما هو موجود في صحيح البخاري 893 - « كُلُّكُمْ رَاعٍ ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ
،
الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِى أَهْلِهِ وَهْوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِى بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا ، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِى مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ - قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ - وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِى مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ » . فيوضح لنا محمد رسول الله , صلى الله عليه وسلم ,
ان كلنا راع , وهذايعني اننا مسؤلين عن أشياء معينة لابد ان نكون على قدر المسؤلية ونرعاهاحق رعايتها وأن نحافظ على ما نحن نرعاه , فـمحمد صلى الله عليه وسلم كانراعي صالح أيضاً ,
إذ ان الله عز وجلقد جعله راعياً في الأرض ورعيته هم البشر وكانت مهمته
كراعي هي توصيل دينالله ونشر التوحيد في ربوع الأرض , ويحرص محمد صلى
الله عليه وسلم كلالحرص ان يكون فعلاً راعياً صالحاً حيث يقول الله عز
وجل في هذا الموضوع ( { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى
آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً } الكهف6 ) التفسير
الميسر : فلعلك -أيها الرسول-
مُهْلِك نفسك غمًّا وحزنًا على أثر تولِّي قومك وإعراضهم عنك،
إن لم يصدِّقوا بهذا القرآن ويعملوا به.وفي آية أخرى جميلة
جدا يقول الله عز وجل عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ( { وَإِن
كَانَ
كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ
نَفَقاً
فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّماً فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ } الأنعام35 ) التفسير
الميسر : وإن كان عَظُمَ عليك -أيها الرسول- صدود هؤلاء المشركين وانصرافهم عن
الاستجابة لدعوتك, فإن استطعت أن تتخذ نفقًا في الأرض, أو مصعدًا
تصعد فيه إلى السماء, فتأتيهم بعلامة وبرهان على صحة قولك غير الذي جئناهم به فافعل
.فنرى هنا بوضوح ان
النبي يكون راعياً وأن مفهوم الراعي ينطبق تمامالإنطباق على الأنبياء
والرسل وأنهم كانوا حريصين أشد الحرص على هذهالمسؤلية الكبيرة في
تبليغ الدعوة حيث تقول الآية الكريمة في هذا الشأن ( { قُلْ هَـذِهِ
سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ
عَلَى
بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ } يوسف108 ) التفسير
الميسر : قل لهم -أيها الرسول-:
هذه طريقتي, أدعو إلى عبادة الله وحده, على حجة من الله ويقين, أنا ومن اقتدى بي, وأنزِّه الله سبحانه وتعالى عن الشركاء, ولستُ من المشركين مع الله غيره.فهذه مهمته , صلى الله عليه وسلم ,
الدعوة إلى الله وتبليغ رسالة الله عزوجل والناس هم رعيته وبكونه راعي صالح يجب ان يجتهد في هذا الأمر أقصى مايمكن , وكما وضحتالآيتين السابقتين مدى حرص النبي محمد صلى الله عليه وسلم على رعيتهوتبليغ دعوته .
يقول الكتاب المقدس في
موضوع ان النبي يكون راعي على الناس قصة يشوع بن نون عليه