من سفر صموئيل الثاني [ 10 : 18 ]
قرانا في رد فخامة القسيس الدكتور منيس عبد النور حول الاختلاف والتناقض الظاهر بين سفر صموئيل الثاني [10 : 18] وسفر أخبار الأيام الأول [19: 18] . فأوضح إن القراء لم يدققوا النظر فيما يقرأون فقد جاء في كتاب سيادة القس :
قال المعترض : هناك اختلافات وتناقضات في 2صموئيل 10: 18 حيث يقول: وقتل داود من أرام سبع مئة مركبة وأربعين ألف فارس. وضرب شوبك رئيس جيشه فمات هناك . ولكن 1أخبار 19: 17 و18 يقول: وقتل داود من أرام 7 آلاف مركبة و40 ألف راجل. وقَتَل شوبك رئيس الجيش .
وللرد نقول بنعمة الله : من دقق النظر رأى أن مراد النبي بكلمة المركبة في العبارة الأولى هو الذين فيها، وفي كل مركبة عشرة جنود. والذي يعيّن هذا المقدار العدد المذكور في سفر الأخبار، فإن الكتاب يُفسَّر ببعضه، فيكون سبعة آلاف جندي. وهو يقول وقتل داود 700 مركبة فإن المركبة لا تُقتَل، بل يُقتَل من فيها. والمراد بعبارة النبي في المحل الثاني هو الرجال، فلا تناقض ولا خلاف. وقوله فارس في محل وفي محل آخر راجل يُظهر أنهم كانوا يحاربون تارة مشاة وأخرى على الخيل. فمن نظر إلى أنهم كانوا على الخيل أطلق عليهم لفظة فرسان من باب التغليب، ومن نظر إلى أنهم كانوا مشاة أطلق عليهم كلمة مشاة من باب التغليب أيضاً.
----------------------------
نقول وبالله تعالى التوفيق قد دققنا النظر مرات و مرات في الألفاظ المكتوبة لفظاً ومعناً في الإصحاحين فوجدنا إن الكلمة في العددين هي كلمه مركبه ( م . ر . ك . ب . ه ) ومعنى ذالك إن ما ذهب إليه الدكتور منيس من إن المقصود في الأولى المركبات والثانية الإفراد ليس صحيحاً ، وقد قال إن المركبة لا تقتل ، وبهذا يكون المعنى في الاثنين واحد بمعنى إن الإفراد هم الذين يقتلون ، فإذا ذهب إلى إن هناك عشرة جنود في المركبة بالعبارة الأولى فيكون هناك أيضا عشره في المركبة بالعبارة الثانية لان اللفظ واحد وليس هناك دليل على قوله إن بالمركبة عشره جنود ، وعلى ما يبدو إن فخامة القس مغرم بالرقم عشره أو قد يكون رقمه المفضل لأنه قال ذالك عند إثبات مذاود خيل سليمان ونقول لسيادته ما هو دليلك على إنهم عشره وليسوا خمسه مثلا أو اثنا عشر كما ذكرنا سابقا وخاصة إن بني اسرائيل معظم ما ذكر عندهم كان بالرقم اثنا عشر وبمراحه الإصحاحين وجد إن الإعداد من 15 : 19 في الإصحاح 10 من صموئيل 2 قد نقلت بالكامل مع بعض التغيرات البسيطة إلى اخبار1 19 من 16 إلى 19 والفارق في أرقام الإعداد انه تم دمج العددين 15 و 16 في صموئيل2 : 10 في عدد واحد وهو العدد 16 في اخبار1 : 19
وهذا يدل على إن الكلمات المكتوبة في اصموئيل2 :: 10 والتي نقلت إلى اخبار1 :: 19 هي هي نفس الألفاظ والمعاني فمن أين أتى بالاختلاف في المعنى أو المضمون وما دليله على ذالك بالبرهان الواضح وليس بافتراض ما لا يمكن إثباته وهو مراد النبي وإذا كان مصراً على ذالك فكيف علم هو مراد النبي ؟
وأنى والله لأعجب وأشفق عليه فبأي لغة وبأي دليل وقرينة يقوم بشرح المركبة في النص الأول وهى ذات المركبة في النص الثاني كما هو واضح من سياق النصين ؟! وكيف يتخذ من خطأ واضح دليل على تفسير فان المشكلة ليست في كلمه المركبة فالمشكلة في العدد سبع مائه وسبعه ألاف لان المركبة في الاثنين واحد .
إما تفسيره لكلمه فارس وراجل يثير دهشتي فكيف يكون الفرسان كلهم مره واحده على الخيول ثم بعد ذالك كلهم يترجلون وكيف يتأتى لمن أحصى ذالك إن يكون بهذه ألدقه والسرعة فأنت تتكلم عن معارك وعن حرب وهل لم يكن هناك جنود سوى هؤلاء حتى يحاربون مره على الخيل ومره على الأرجل وهذا مال يعرف في تاريخ الحروب التاريخية كلها ولم نسمع أو نقرأ مثل ذالك من قبل .
ويقول القس الفاضل : ( يُظهر أنهم كانوا يحاربون تارة مشاة وأخرى على الخيل.) فأقول له انه لا يصح إن تستخدم كلمه ( يظهر) في مثل هذا الإيضاح فان استخدام هذه الألفاظ في الشرح والتفسير يدل على عدم معرفه الحقيقة أو توافر أدله لدى المفسر وما هو إلا مجرد ظن أو عدم معرفه على وجه ألدقه ، فعندما يكون هناك عدم معرفه على وجه ألدقه يخدر بالمرء إن يلتزم الصمت أفضل ، أو أن يقول لا اعلم فهذا في العلم بين العلماء صدق إن تقول لا اعلم أفضل من إن يقول الإنسان كلام لا معنى له إلا مجرد كلام لا يغنى ولا يسمن من جوع .