المدخل إلى الإكليل للحاكم النيسابوري
اسم المصنف: الحاكم النيسابوريسنة الوفاة: 405
عدد الأجزاء: 1
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قَالَ الْحَاكِمُ : أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ هِمَّةَ الأمِيرِ الأَجَلِّ الْمُظَفَّرِ عِمَادِ الدَّوْلَةِ صَاحِبِ الْجَيْشِ، أَدَامَ اللَّهُ سُلْطَانَهُ، دَعَتْهُ إِلَى مَعْرِفَةِ أَحْوَالِ الشَّرِيعَةِ عِنْدَ ابْتِدَائِهَا، وَمَرَاتِبِ الصَّحَابَةِ إِلَى انْتِهَائِهَا، بِالأسَانِيدِ الَّتِي هِيَ الْمِرْقَاةُ إِلَى الْوُصُولِ إِلَيْهَا.
(1) أَخبرنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدُوسٍ الْعَنْزِيُّ ، قَالَ : حدثنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارَمِيُّ ، حدثنَا يَزِيدُ بْنُ مَوْهِبٍ الرَّمْلِيُّ ، حدثنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، عَنْ أَبِي شَوْذَبٍ ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : أَوْ أَثَارَةٍ مِنْ عِلْمٍ ، قَالَ : " إِسْنَادُ الْحَدِيثِ "
(2) حدثنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَافِظِ ، قَالَ : حدثنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ أَبِي عَوْفٍ ، حدثنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ التِّرْمِذِيُّ ، حدثنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْهُذَلِيِّ،
قَالَ : قَالَ لِيَ الزُّهْرِيُّ : " يَا هُذَلِيُّ، أَيُعْجِبُكَ الْحَدِيثُ؟،
قُلْتُ : نَعَمْ.
قَالَ : أَمَا أنَّهُ يُعْجِبُ ذُكُورَ الرِّجَالِ وَيَكْرَهُهُ مُؤَنَّثُوهُمْ "
(3) سَمِعْتُ الزُّبَيْرَ بْنَ عَبْدِ الْوَاحِدِ الأسَدَ أبَازِيَّ ، يَقُولُ : حدثنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سُلَيْمَانَ الْعَطَّارُ ، حدثنَا سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي سَلَمَةَ ، حدثنَا أَبِي ، قَالَ : سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ ، يَقُولُ : فِي قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى : وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ ، قَالَ : " قَوْلُ الرَّجُلِ : حدثنِي أَبِي، عَنْ جَدِّي "
(4) سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ سُلَيْمَانَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الشَّافِعِيَّ ، يَقُولُ : " مثل الَّذِي يَطْلُبُ الْعِلْمَ بِلا حُجَّةٍ، مثل حَاطِبِ لَيْلٍ يَحْمِلُ حَطَبًا فِيهَا أَفْعَى، تَلْدَغُهُ وَهُوَ لا يَدْرِي " .قَالَ نُمَيْرٌ : أَبُي الْعَبَّاسِ، عَنِ الرَّبِيعِ : مثل الَّذِي يَطْلُبُ الْحَدِيثَ بِلا إِسْنَادٍ
(5) حدثنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ إِسْحَاقَ الزَّعِيمُ بِمَرْوَ، حدثنِي أَحْمَدُ بْنُ الْخِضْرِ الْخُزَاعِيُّ ، حدثنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بِشْرٍ ، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، حدثنَا بَقِيَّةُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، قَالَ : " أَكْثِرُوا مِنَ الأحَادِيثِ فَإِنَّهَا السِّلاحُ "
(6) أَخبرنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكَعْبِيُّ ، قَالَ : حدثنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، حدثنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حدثنِي إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ هُرَيْمِ بْنِ سُفْيَانَ ، عَنْ مُطَرِّفٍ ، عَنْ سُوَادَةَ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْبَاقِرُ ، قَالَ : " مِنْ فِقْهِ الرَّجُلِ : بَصَرُهُ بِالْحَدِيثِ، أَوْ فِطْنَتُهُ لِلْحَدِيثِ "
(7)- [1 : 28] حدثنِي نَصْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَدْلُ ، حدثنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُوَلِّدِ ، حدثنِي أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ الْمَالِكِيُّ ، حدثنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ ، حدثنِي الْحُمَيْدِيُّ، قَالَ : سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ ،
يَقُولُ : " مَا مِنْ أَحَدٍ يَطْلُبُ الْحَدِيثَ إِلا وَفِي وَجْهِهِ نَضْرَةٌ، لِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم : ذ " نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا فَبَلَّغَهُ "
( أَخبرنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْمُقرِئُ ، حدثنِي أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْفَقِيهُ ، حدثنِي الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ ، حدثنِي عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ حَسَّانٍ ،
قَالَ : سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ ، يَقُولُ : " الَإسْنَادُ سِلَاحُ الْمُؤْمِنِ، فَإِذَا لَمْ يَكُنْ مَعَهُ سِلَاحٌ، فَبِأَيِّ شَيْءٍ يُقَاتِلُ؟ "
(9) سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَعْقُوبَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ بْنَ مُحَمَّدٍ الدُّورِيَّ ، سَمِعْتُ قُرَادًا أَبَا نُوحٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ شُعْبَةَ ، يَقُولُ : " كُلُّ عِلْمٍ لَيْسَ فِيهِ حدثنَا أَوْ أَخبرنَا، فَهُوَ خَلٌّ، وَبَقْلٌ "
(10) سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيَّ ، حدثنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ ، قَالَ : كَانَ أَبِي يَحْكِي، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَهْدِيٍّ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : " إِذَا رَوَيْنَا الثَّوَابَ وَالْعِقَابَ، وَفَضَائِلَ الْأَعْمَالِ تَسَاهَلْنَا فِي الْأَسَانِيدِ، وَسَمَحْنَا فِي الرِّجَالِ، وَإِذَا رَوَيْنَا فِي الْحَلَالِ، وَالْحَرَامِ، وَالْأَحْكَامِ، تَشَدَّدْنَا فِي الْأَسَانِيدِ، وَانْتَقَدْنَا الرِّجَالَ "
(11) سَمِعْتُ أَبَا الْوَلِيدِ حَسَّانَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ سُفْيَانَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ صَالِحَ بْنَ حَاتِمِ بْنِ وَرْدَانَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ زُرَيْعٍ ، يَقُولُ : " لِكُلِّ دِينٍ فُرْسَانٌ، وَفُرْسَانُ هَذَا الدِّينِ أَصْحَابُ الْأَسَانِيدِ "
قَالَ الْحَاكِمُ : وَلَمَّا اسْتَكْفَانِيَ الْأَمِيرُ أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ لِجَمْعِ الْكِتَابِ الَّذِي يَجْمَعُ بَيَانَ مَا اسْتَدْعَاهُ، وَجَمَعْتُ مِنْهُ بِعَوْنِ اللَّهِ، ثُمَّ بِدَوْلَتِهِ الْعَالِيَةِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ عِلْمِي وَسَمَّيْتُهُ : كِتَابَ الْإِكْلِيلِ، وَكَانَ الطَّرِيقُ إِلَيْهِ رِوَايَةَ مَا نُقِلَ إِلَيْنَا فِي كُلِّ فَصْلٍ مِنْ فُصُولِهِ بِأَسَانِيدِهَا، اقْتِدَاءًا بِمَنْ تَقَدَّمَنَا مِنْ أَئِمَّةِ الْحَدِيثِ، مِنْ إِخْرَاجِ الْغَثِّ وَالسَّمِينِ فِي مُصَنَّفَاتِهِمْ، وَهَذِهِ الْمَسَانِيدُ الَّتِي صُنِّفَتْ فِي الْإِسْلَامِ عَلَى رِوَايَاتِ الصَّحَابَةِ مُشْتَمِلَةٌ عَلَى رِوَايَةِ الْمُعَدَّلِينَ مِنَ الرُّوَاةِ، وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْمَجْرُوحِينَ :
كَمُسْنَدِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَى الْعَبْسِيِّ،
وَأَبِي دَاوُدَ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ،
وَهُمَا أَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ الْمُسْنَدَ عَلَى تَرَاجِمِ الرِّجَالِ فِي الْإِسْلَامِ، وَبَعْدَهُمَا :
أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ،
وَإِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ،
وَأَبُو خَيْثَمَةَ زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ،
وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَادِسِيُّ،
ثُمَّ كَثُرَتِ الْمَسَانِيدُ الْمُخَرَّجَةُ عَلَى تَرَاجِمِ الرِّجَالِ كُلِّهَا، غَيْرَ مُمَيِّزَةٍ بَيْنَ الصَّحِيحِ وَالسَّقِيمِ.وَأَوَّلُ مَنْ صَنَّفَ الصَّحِيحَ :
أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْجُعَفِيُّ الْبُخَارِيُّ،
ثُمَّ أَبُو الْحُسَيْنِ مُسْلِمٌ الْحَجَّاجُ الْقُشَيْرِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ،
وَإِنَّمَا صَنَّفَاهُ عَلَى الْأَبْوَابِ لَا عَلَى التَّرَاجِمِ،
وَالْفَرْقُ بَيْنَ الْأَبْوَابِ وَالتَّرَاجِمِ أَنَّ التَّرَاجِمَ شَرْطُهَا : أَنْ يَقُولَ الْمُصَنِّفُ : ذِكْرُ مَا رُوِيَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ يُتَرْجِمُ عَلَى هَذَا الْمُسْنَدِ، فَيَقُولُ : ذِكْرُ مَا رَوَى قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَيَلْزَمُهُ أَنْ يُخَرِّجَ كُلَّ مَا رُوِي عَنْ قَيْسٍ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ صَحِيحًا كَانَ أَوْ سَقِيمًا، فَأَمَّا مُصَنِّفُ الْأَبْوَابِ ،
فَإِنَّهُ يَقُولُ : ذِكْرُ مَا صَحَّ وَثَبَتَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَبْوَابِ الطَّهَارَةِ، أَوِ
الروابط :
المدخل إلى الإكليل للحاكم النيسابوري
http://www.shamela.ws/forum/download/file.php?id=596
http://www.mediafire.com/?ttzmtmje0ny