نبذة تاريخية عن الديانة المسيحية
المقدمات التمهيدية لدراسة العقائد المسيحية :
نشأت الديانة المسيحية تقريبا قبل ألفي سنة ، وكانت فلسطين هي مهد هذه الديانة ، حيث ولد يسوع الناصري ( عيسى) في بلدة الناصرة في بيت لحم حدثت معجزات أثناء ولادة المسيح منها قصة المجوس والنجمة ، وقبل ذلك ولادته العجيبة من غير أب .
كانت فلسطين ذلك الوقت تحت سيطرة الرومان وكان حاكم فلسطين في عهد المسيح الحاكم ( هيردوس ).
مكث المسيح فيها فكانت طفولته في فلسطين ولأسباب غامضة هرب وأمه ورجل آخر كما يزعم المسيحيون وهو يوسف النجار خطيب مريم - هربوا إلى مصر .
وبعد عدة سنين عادوا إلى فلسطين ، ظهرت علامات النجابة على سيدنا عيسى ، وظهرت مقدرته الخارقة في الإقناع والخطابة ، وكان يجلس كثيرا في الهيكل - هيكل يزعم اليهود أنه لسيدنا سليمان عليه السلام - وهم ما يبحثون عنه اليوم وكان يلفت أنظار الأحبار اليهود .
( اكتشاف وثائق البحر الميت عام 1947 بدأ يلقي الضوء على تلك السنوات الصامتة من حياة المسيح لقد بدأ يتضح للعلماء أن يسوع خلال تلك السنوات المفقودة كان تلميذا في المدرسة الأسينية ووجدوا مماثلة مفزعة بين تعاليمه وألفاظه وبين نظيرتها التي قالها الأسينيون ).
وكان وقت المسيح يوجد طوائف من اليهود وهم :طائفة الفريسيين (الربانيين ).
طائفة الصدوقيين .
طائفة السامريين
وكانت طائفة الفريسيين من أشد الطوائف تعصبا وبغضا للمسيح ، وكان لهم مجلس أعلى يقرر الأمور الدينية ويعرف باسم ( السهندريم ).
ولما بلغ المسيح سن الثلاثين بدأ يجهر بدعوته ، ويظهر الله على يديه المعجزات الخارقة للعادة .
ولما ضاق اليهود به ذرعا ، شكوه إلى الحاكم الروماني ، والذي حقق معه فلم يجد المسيح مذنبا فهم بإطلاق سراحه ، ولكن اليهود رفضوا وأصروا على إعدام المسيح ،
ولفقوا له تهمة الخيانة العظمى ،
والإدعاء بأنه ملك اليهود . وبعد محاولات من اليهود ،
رضخ الحاكم الروماني لمطلب اليهود وخيرهم بين إطلاق سراح أحد اليهوديان : ( يسوع أو برباس ) ولكن اليهود طلبوا إطلاق سراح السارق بارباس وإعدام المسيح .
وفعلا نفذ الحكم على المسيح وقتل صلبا على خشبة الصلب وصار السيد المسيح مستحقا للعن لأنه قيل في الناموس (التوراة) : كل من يصلب على خشبة يكون ملعونا .
هذه نظرة يسيرة لتاريخ المسيح كما يراها المسيحيون ، وإلا فإن المسلمون يخالفونهم فيما يذكرونه من صلب وقتل وما إلى ذلك .
ثانيا:مقدمة تعريفية في عقائد وممارسات المسيحيين لدينا في هذه النقطة عدة وقفات وأهمها :
1- مؤسس هذا الدين :
ينسب المسيحيين أنفسهم إلى المسيح ، والتسمية كما هي واضحة مشتقة من اسم السيد المسيح ، ومعنى كلمة ( المسيح ) أي الجسد المبارك الممسوح بالزيت المقدس !
فما هي يا ترى أسماء عيسى كما يذكرها الكتاب المقدس عند المسيحيين ؟أشهر اسم له هو المسيح ، والمقصود به هو من يمسح الناس بالزيت المقدس ، وقد وردت هذه التسمية في الإنجيل (لوقا / 26:2) .
ومن اسماءه الشائعة (يسوع الناصري ) ، وكلمة الناصري نسبة الى بلدته التي ولد فيها وهي الناصرة في بيت لحم .وأما كلمة (يسوع ) فهي تعني : المخلص أو معين الله . ومن اسماءه (عمانوئيل )
وتعني : الله معنا وقد ورد ذكر هذا الإسم في إنجيل متى (32:1) .ومن اسماءه أيضا (كلمة الله ) ويقصد بها المسيحيون الكلمة الحقيقية والتي هي صفة الله ولا يقصدون بها الكلمة التكوينية إنجيل يوحنا (1:1).
هذا فيما يخص أسماء المسيح ، ولكن المدقق والمتابع لتطور المسيحية يقطع بأن المؤسس الحقيقي للمسيحية ليس هو المسيح ،
بل هناك شخص آخر كان أكثر فعالية ونشر وتبني وإضافة وحذف لهذه الملة وهو اليهودي (بولس) وهذا اليهودي الماكر كان قبل اعتناقه للمسيحية يدعى (شاول) وكان كما يقول عن نفسه وكما يقول عنه تلميذه لوقا في سفره (أعمال الرسل) من أشد أعداء المسيح وكان ينكل بالمسيحيين ويضطهدهم ويقتلهم وكان كما يزعم من طائفة الفريسيين المتعصبين ومما يثير الدهشة أن هذا المدعو لم يقابل أو يشاهد المسيح لما كان على الأرض ،
بل اخترع قصة من عند نفسه وهي كما يلي يقول عن نفسه أنه كان من أشد أعداء المسيحية ،
وأنه كان قد كلف من مجمع (السنهدريم) بإلقاء القبض على بعض المسيحيين بدمشق ،
وأثناء طريقه من القدس الى دمشق ظهر له المسيح الرب من فوق السماء يقول له : شاول لما تطهدوني ؟؟
فقال له : من أنت يا سيدي !!!
والى آخر هذه القصة المفبركة !
وبعد هذه القصة يقول بولس : أن المسيح عينه رسولا له وكلفه بتبليغ المسيحية .
ولا يخفى مال لليهود من مكر ودهاء في تحريف الأديان .
وبمجرد دخول بولس للمسيحية أدخل فيها معه معتقدات الوثنيين
ومنها على سبيل المثال : القول بأن المسيح هو المصلوب ، وأنه صلب ولعن ليكفر خطايانا .
إلغاء العمل بشريعة موسى مع أن المسيح قال : ( ما جئت لأنقض الناموس بل جئت لأكمل ).
إلغاء الختان .
عمم المسيحية على الوثنيين ،
بعد أن جعلها المسيح خاصة باليهود ،
وقد قال المسيح : إنما أرسلت لخراف بيت إسرائيل الضالة بل وكان المسيح ينهى عن الدخول على معابد الوثنيين وقد يعترض معترض الآن ويقول أن الديانة المسيحية كانت فعلا خاصة باليهود قبل أن يقوم المسيح من الأموات ولكنه بعد أن قام
قال : اذهبوا وتلمذوا جميع العالم وقد ذهب بعض المحققين إلى أن هذه العبارة إلحاقية بإنجيل متى وأنها لم تذكر في بقية الأناجيل مع أن جميع الأناجيل قد ذكرت قصة دخول المسيح إلى أورشليم والتي قال فيها هذه الجملة
ثم يقال لم اختص متى بالسماع دون غيره ؟
لقد اتفقت الأناجيل الثلاثة على إيراد قصة دخول المسيح أورشليم راكباً على جحش .
فهل كان ركوبه على جحش أهم من ذكر هذا النص ولهذا الحديث بقية في ثنايا هذا البحث.
2-الكتاب المقدس عند المسيحيين .
النصارى اليوم يؤمنون بكتاب يطلقون عليه اسم ( الكتاب المقدس ) وهذا الكتاب ينقسم الى قسمين :العهد القديم . والعهد الجديد .
نبذة عن العهد القديم :يتكون العهد القديم من مجموعة ضخمة من الأسفار منها :
1-أسفار موسى الخمسة وهي : ( التكوين - الخروج - العدد - التثنية - اللاويون)
2-الأسفار التاريخية أو أسفار الأنبياء مثل : ( يشوع - القضاة - راعوث ....وغيرها ) وهي تسعة أسفار.
3-أسفار السبي وهي : ( عزرا - نحميا - أستير ).
4-الأسفار الشعرية وهي : ( أيوب - المزامير - الأمثال - الجامعة - نشيد الأنشاد) .
5-الكتب النبوية أو التنبوآت وهي : ( اشعياء - ارميا - مراثي ارميا - حزقيال - دانيال ) .
7-الأنبياء الصغار ومنها : ( هوشع - عاموس - زكريا - حبقوق - يونان ) وهي إثنا عشر سفرا.
* موقف طوائف اليهود والنصارى من عدد أسفار الكتاب المقدس:
يؤمن الكاثوليك ب (47) سفرا وهي هذه الأسفار زائد ما يعرف بالأسفار القانونية أو ما يطلق عليها ( الأبوكريفا ) .
أما البروتستانت فلا يؤمنون بالأبوكريفا بل يؤمنون ب (39) سفرا فقط وهي ما تقدم ذكره .
أما اليهود السامريين فلا يؤمنون إلا بالأسفار الخمسة المنسوبة إلى موسى عليه السلام زائد سفر يشوع فقط .
نبذة عن العهد الجديد :أما العهد الجديد فهو ينقسم إلى :
1-الأناجيل الأربعة وهي :
إنجيل متى ( يزعمون أن كاتبه هو متى الحواري ، الذي كان يعمل جابيا للضرائب ) .
إنجيل مرقس ( وهو لكاتب مجهول وقيل هو لمرقس تلميذ بطرس الحواري المعروف باسم سمعان الصياد ) .
إنجيل لوقا ( هو أحد تلاميذ بولس اليهودي وكان عمله طبيبا ) .
إنجيل يوحنا ( وينسب هذا الإنجيل للحواري يوحنا لكن المحققون ينفون ذلك لأن أسلوب الإنجيل أسلوب فلسفي صعب يستحيل أن يكتبه أحد الحواريين البسطاء ، ويرجح المحققون إلى أن كاتبه هو يوحنا الأنطاكي أحد تلاميذ مدرسة الإسكندرية الفلسفية ) .
2-سفر أعمال الرسل لكاتبه لوقا .
3-رسائل بولس اليهودي ( وهي أربعة عشر رسالة ).
4-الرسائل الجامعة ( وهي سبعة رسائل )
5-سفر الرؤيا .