العواصم من القواصم

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

القرآن الكريم - السنة المطهرة - السيرة النبوية - الفرق و المذاهب - مناقشة القضايا المعاصرة


    من حرم الطلاق في المسيحية؟

    starspole
    starspole
    المشرف العام للمنتدى
    المشرف العام للمنتدى


    المساهمات : 358
    تاريخ التسجيل : 11/11/2007

    من حرم الطلاق في المسيحية؟ Empty من حرم الطلاق في المسيحية؟

    مُساهمة من طرف starspole الجمعة يناير 04, 2008 5:15 pm


    من حرم الطلاق في المسيحية؟



    ينسب الى المسيح عليه السلام قوله ان لا طلاق إلا لعلة الزنى. ولهذا تتشدد الكنيسة في تحريم الطلاق وتمنعه بين اتباعها.وقد رجعت بقدر استطاعتي للأناجيل ولم اجد هذه العبارة سوى في انجيل واحد وهو انجيل متى في الإصحاحين الخامس والتاسع عشر. وقبل ان نبدأ البحث وتفكيك ما قاله المسيح في الانجيل بحثاً عن حقيقة هذا التحريم من عدمه يجب ان نضع نصب اعيننا ان هذا الإنجيل لم يكتب إلا بعد القرن الثالث.

    وتكفينا معرفة هذه الحقيقة لنسقط كل اعتبار للأقوال المنسوبة للمسيح عليه السلام في هذا الإنجيل ولكن رغم ذلك دعوني اطرح سؤالاً لابد منه وهو انه بما ان إنجيل متى هو الوحيد الذي يذكر ان الطلاق محرم إلا لسبب الزنى فقط فهل كان الناس يمارسون الطلاق قبل ان يصل إليهم انجيل متى؟

    وما الذي كانوا يفعلونه الى الوقت الذي اعتمدت فيه الكنيسة هذا الإنجيل؟
    وارجو ان لا يفهم احد اني ادعو هنا الى الطلاق فالأصل ان تكون الحياة الزوجية دائمة الى يفرق الموت بين الزوجين. ولكن هناك حالات كما نرى ونعلم تستحيل فيها العشرة واستمرار الحياة الزوجية ولذلك وضع الله سبحانه حلاً اخيراً لهذه المشكلة حفظاً لكلا الزوجين من الوقوع تحت ضغوط غير مبررة وعواقب قد لا يحمد عقباها, فلذلك أباح الطلاق.

    اما في المسيحية فلا طلاق إلا لسبب الزنى! وماذا لو لم يزني احد منهم؟ لماذا يفرض على الزوجة على سبيل المثال ان تعيش مع زوج يكرهها ويمقتها؟ او قد يكون سكيراً او قد يصرف امواله على القمار؟

    ما هو الحل هنا؟ هل نصر على الخطأ ونقول ... لا طلاق؟!
    من المقاييس في معرفة صحة الشرائع ونسبتها الى الله تعالى هو بمدى قدرة البشر على تطبيق هذه الشرائع على ارض الواقع, فالله سبحانه خالقنا ومصرف امورنا وهو يعلم قدراتنا المحدودة ونقصاننا كبشر ولن يفرض علينا امراً او يشرع لنا تشريعاً إلا ويتناسب مع قدراتنا البشرية وهذا هو العدل في أعلى رتبه وصوره.

    واذا كان هذا صحيحاً فلماذا يحرم علينا الطلاق؟ إن الغرب المسيحي نفسه يضرب بتشريعاته المسيحية هذه في عرض الحائط ويعتبر الطلاق جزء من حق الانسان فترى محاكمهم تمتلئ بقضايا الطلاق المدني لأنهم في النهاية بشر والإنسان قد تتغير آراءه وقناعاته ويتراجع عن قراراته وتتبدل اهوائه وعواطفه فلماذا يفرض على الشريك ان يعاني ايضاً بسبب هذه التبدلات والتغيرات؟
    الكنيسة نفسها لها صراع طويل ومرير في موضوع الطلاق فعلى سبيل المثال كان الملك هنري الثامن متزوجا من كاثرين ولكنها كانت عاقراً وبما انه يريد وريثاً للعرش اراد تطليق كاثرين والزواج من امرأة اخرى وبما ان الكنيسة الانجليزية في ذلك الوقت كانت خاضعة لسلطة البابا في روما فقد تقدم للفاتيكان للسماح له بتطليق زوجته لكن الفاتيكان رفض طلبه فما كان من الملك بعد ان استشار اهل الاختصاص إلا ان اعلن انفصال الكنيسة الانجليزية عن الفاتيكان كي يطلق زوجته ويتزوج بغيرها. وهذا ما حدث بالفعل. وهذه الحادثة تبين لنا صعوبة الإلتزام بالشرائع التي لا تتوافق وحاجات الإنسان.

    وزيادة في التحايل والإلتفاف على قانون تحريم الطلاق لجئت الكنيسة لما يعرف بـ " عقد البطلان " وهو ان يقوم الزوج او الزوجة بالطعن في صحة زواجهم باعتبار انهما لم يكونا متكافئين على مستويات مختلفة ومتعددة وان الزواج كان خطئاً من البداية. وترى الكنيسة في هذا عذراً مناسباً وكافياً لإبطال الزواج وتطليق الزوجين دون تحرج ودون ان يكون هناك زنى!

    هناك ايضاً ما يعرف بـ" الإستثناء البولسي" نسبة الى رسولهم بولس وفيه انه يحق للرجل او المرأة الانفصال عن الشريك إن كان غير مؤمن فيقول بولس في رسالته الأولى الى كورنثيوس: (ولكن ان فارق غير المؤمن فليفارق.) وقد ساهمت الكنيسة في تطليق الكثير من المتزوجين والمتزوجات بغير المؤمنين.

    ولا ننسى انه من الممكن استخدام الانجيل نفسه في ضرب الإنجيل! وهذا اسلوب يتبعه الاذكياء منهم بحيث يستخدمون نصوص الإنجيل في مواضع اخرى ليوضفونها في خدمة اهدافهم.

    وقد استخد الكثير من علمائهم هذا الإسلوب في توضيفه من اجل الطلاق فاستشهدوا بنص من إنجيل متى 18:18 يقول: ( الحق اقول لكم كل ما تربطونه على الارض يكون مربوطا في السماء.وكل ما تحلّونه على الارض يكون محلولا في السماء.) فكان هذا النص عبارة عن " الفيتو" في نقض الزواج وتطليق الزوجين.

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس نوفمبر 21, 2024 2:43 pm